إيران والموازنة والحرس الثوري.. ورقة جديدة في دفتر الفشل
أسبوعت بعد آخر، تتفتح على إيران رزمة جديدة من تبعات العقوبات الأمريكية المفروضة على البلاد، خاصة تلك المرتبطة بصناعة النفط الخام.
ووصف خبراء موازنة إيران لعام 2021 بأنها ورقة في دفتر فشل كبير على مدار حكومات رفعت شعار الإصلاح ظاهريا، وأنها (الميزانية) ستنتهي إلى مزيد العجز.
واعتبر فريدون خاوند، المحلل الاقتصادي المقيم في فرنسا، أن هناك ما وصفها بحالة من الفوضى والغموض تتعلق بمصادر التمويل التي تعتمد عليها حكومة طهران.
ولفت خاوند في تحليل له عبر موقع إذاعة فردا التي تبث بالفارسية من التشيك، إلى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني يتعرض لهزيمة ثقيلة في أواخر ولايته كأعلى مسؤول تنفيذي بعد أن حاز على منصب رئاسة البلاد قبل 8 أعوام.
وبلغ حجم مسودة الموازنة التي عرضتها حكومة حسن روحاني على البرلمان الإيراني في ظل تدني إيرادات النفط، نحو 33.7 مليار دولار أمريكي، وسط تساؤلات عن كيفية وفاء الحكومة بوعودها من حيث تقليل الاعتماد على إيرادات بيع النفط وزيادة معدل النمو.
في سياق آخر، نشب حريق ضخم جنوب غرب إيران، الأحد، بعد تسرب نفطي، ولم يتم احتواء الحريق ومازالت جهود فرق الإطفاء عاجزة للوصول إلى مصدر التسرب.
وذكرت وكالات أنباء إيرانية أن رجال الإطفاء يعملون على إخماد حريق شب بعد انفجار في خط أنابيب ينقل النفط الخام إلى ثاني أكبر مصفاة في البلاد، اليوم الأحد.
وقالت وكالة أنباء شانا التابعة لوزارة النفط الإيرانية إن فرق الإصلاح أغلقت خط أنابيب مارون الذي يغذي مصفاة أصفهان ثاني أكبر مصفاة إيرانية بطاقة تقدر بنحو 375 ألف برميل يوميا.
ويقول محللون إن البنية التحتية النفطية المتقادمة في إيران بحاجة إلى إعادة تأهيل منذ فترة طويلة بينما تتأخر خطط التجديد بسبب العقوبات الغربية والبيروقراطية المحلية.
العقوبات الأمريكية
في سياق آخر، ومع استمرار عجز إيران عن إيجاد طرق للالتفاف على العقوبات الأمريكية، خاصة المرتبطة بالنفط وتسويقه، تواصل طهران استغلالها لأزمة فنزويلا.
وضمن خطوات البحث عن قنوات للحصول على مقابل لبيع النفط أو مشتقاته، وجدت أن تسويق المشتقات النفطية لفنزويلا قد يساعدها على توفير السيولة النقدية الأجنبية، والتي تواجه طهران شحا في الحصول عليها.
وخلال وقت سابق الإثنين، أفادت وسائل إعلام أمريكية بوصول ناقلة نفط إيرانية إلى السواحل الفنزويلية لتحميل كميات من النفط، ضمن إطار الاتفاقات المشتركة بين البلدين.
وتعاني فنزويلا من نقص في المحروقات، على الرغم من أنها تملك احتياطيات هائلة من النفط، بسبب تراجع الإنتاج، في أزمة زادها تفشي وباء كوفيد-19 ونتائجه الاقتصادية حدة.
إلا أن الخطوة الحالية بين إيران وفنزويلا تعتبر وسيلة غير ناجعة لحصول طهران على السيولة النقدية، خاصة وأن النفط الخام اللازم لتكرير المشتقات هو نفط فنزويلا ويعود إليها على شكل مشتقات.
الحرس الثوري واستغلال النفوذ
في موضوع منفصل، لا تنفك مساعي النظام الإيراني خاصة الحرس الثوري لاستغلال كل ثغرة في النظام المصرفي العالمي للتحايل على العقوبات الأمريكية.
وكشف تقرير لقناة إيران الدولية، التي تبث من لندن بالفارسية، قيام الحرس الثوري الإيراني باستغلال ثغرة في النظام المصرفي الإيراني لإعادة توجيه الأموال لتمويل نفسه، ودعم الأنشطة الإرهابية حول العالم، في عملية يطلق عليها داخل طهران "الكهوف الإلكترونية".
وأشار التقرير، الذي نشرته صحيفة جورازليم بوست، إلى أن الحرس الثوري يتلاعب بالبنك المركزي الإيراني، الذي يستخدم نظاما يتيح للشركات بشراء العملات الأجنبية بأسعار منخفضة.
وللقيام بذلك، ينتحل الحرس الثوري صفة مقرضي الأموال لشراء "عشرات الملايين من الدولارات واليورو" من شركات التصدير بسعر السوق السوداء، عندما عبر عملية تسمى نعمة، وفقا لما ذكره أحد كبار مسؤولي النظام المصرفي الإيراني للقناة، والذي اشترط عدم ذكر اسمه.
aXA6IDE4LjExNy4xMi4xODEg جزيرة ام اند امز