نرجوكم.. بالله عليكم، احترموا عقولنا وقولوا لنا رسالة واحدة غير متناقضة تعبر عن موقف نهائي
أقسم بالله العظيم إنني أحلم بذلك اليوم الذي أستطيع فيه أنا وغيري تصديق تصريحات المسؤولين الإيرانيين والتعامل معها دون شك أو ارتياب.
والمشكلة ليست عندنا ولكن عندهم.
في طهران ومنذ عام 1979 نسمع تصريحات تتصف بـ4 أمور:
1- يرى أصحابها أنهم أصحاب الحق المطلق.
2- يرى أصحابها أن «الآخر» الذي يختلف معهم هو «الشر المطلق».
3- يرى أصحابها أن التدخل في شؤون الغير، والشؤون الداخلية للجيران، هو تكليف شرعي، وواجب فقهي، وتنفيذ لنص دستوري إيراني.
4- هناك دائماً في التصريحات التي تصدر في ذات اليوم، حول ذات الموضوع، التناقض الكامل بين ما يقوله المرشد الأعلى والحرس الثوري من ناحية، وما يقوله رئيس الجمهورية ووزارة الخارجية من جهة أخرى.
آخر هذه التناقضات التي تكاد تفقد أعقل العقلاء الثبات والهدوء والمنطق هو ما صدر بالأمس:
نرجوكم.. بالله عليكم، احترموا عقولنا وقولوا لنا رسالة واحدة غير متناقضة تعبر عن موقف نهائي واحد يعترف بالحقائق والوقائع! وحسبنا الله
1- تصريح المرشد الأعلى برفض التفاوض حول الاتفاق النووي والأسلحة الباليستية «إذاً علامَ سوف يكون التفاوض؟».
2- تصريح مضاد لرئيس الجمهورية يقول إنه من الممكن التفاوض في حال رفع العقوبات المفروضة أولاً.
«إذاً إذا كان رفع العقوبات شرطاً مسبقاً فما هي الجائزة التي يملكها الطرف الآخر لإجبار الطرف الإيراني على القبول بـ12 شرطاً قدمت كتابة لهم في مفاوضات مسقط السرية؟».
نأتي إلى الجانب الذي يتحدى العقل، وهو النفي الإيراني الرسمي الدائم والمتكرر، وهو عدم وجود أي علاقة لطهران أو وكلائها في المنطقة بتفجير أربع ناقلات في ساحل الفجيرة وضرب خطي ضخ للنفط في أرامكو السعودية.
دعونا نصدق ما قيل على لسان المسؤولين الإيرانيين، وأنه لا طهران ولا الحوثيون ولا أي حليف لها مسؤول عن (الفجيرة وأرامكو).
هنا نسأل: مَن إذاً قام بهما في وقت متزامن وبترحيب كامل في طهران ووسائل إعلام أنصارها وكأنه «انتصار مجيد لا يعلوه انتصار»؟
الأرجح أن ناقلات النفط تم تفجيرها بواسطة عمال السفن الأربع لأنهم لم يتقاضوا مرتباتهم، والأرجح أن الطائرات السبع المسيرة طارت وحدها دون توجيه، واختارت بمحض إرادتها خطي ضخ النفط! وأن كلاً من العمليتين تم -بالصدفة- في ذات التوقيت!! المنطق يقول إنه طالما أن هناك جريمة فإن هناك قاتلاً وقتيلاً وأدوات.
هذا ذات المنطق الذي يكاد يفقدنا عقولنا، وجعلنا نصدق أن رفيق الحريري انتحر، وأن 12 مليون نازح ولاجئ تركوا سوريا طواعية للسياحة ويقيمون في مخيمات لقضاء عطلة طويلة، وأن إسرائيل لم تحتل أراضي بالقوة المسلحة، وأن الزعيم ياسر عرفات دس السم لنفسه، وأن صدام حسين طلب تحقيق أمنية له أن يتم إعدامه يوم عيد الأضحى، وأن الحوثيين لا يتلقون المال والسلاح والصواريخ من طهران، ولكن ينفقون ذاتياً على أنفسهم من ريع اقتصادهم المزدهر الذي يتفوق على الاقتصاد الياباني والألماني مجتمعين.
نرجوكم.. بالله عليكم، احترموا عقولنا وقولوا لنا رسالة واحدة غير متناقضة تعبر عن موقف نهائي واحد يعترف بالحقائق والوقائع! وحسبنا الله.
نقلاً عن "الوطن المصرية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة