العلاقة بين إيران والاتحاد الأوروبي رغم كل هذا الحرص والتمسك بالاتفاق فإنها من المتوقع أن تصل إلى مرحلة "اللاعودة".
بعدما تكشّفت تفاصيل الاتفاق النووي الإيراني والدول الأوروبية بالإضافة إلى أمريكا، تبين للعالم أن هذا الاتفاق المخجل والمخزي والمليء بالثغرات والأخطاء والمغالطات يُثبت تفضيل مصالحهم الخاصة على حساب دول المنطقة، وهو ما كان يشبه الرضوخ التام لإيران بفضل جهود جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، والرئيس باراك أوباما والدبلوماسية السرية التي مهدت وأعطت إيران مجالاً واسعاً لتحقيق مبتغاها وفرض شروطها وكأنها هي التي انتصرت في المعركة التي خاضتها مع هذه الدول.
كل التحذيرات من الخبراء والمهتمين كانت في محلها لتنبيه الرأي العام العالمي بالأنشطة الإرهابية المشبوهة، وأن الاتفاق النووي المبرم من السهولة الالتفاف على بنوده أو اختراقها بسهولة كما حدث مؤخرا، هذا إلى جانب أنه لا يمكن أن يُعدل سلوك نظام إيران الشامل الذي أصبح من المحتم مواجهته وإيقاف عدوانه
أثبتت الأحداث أن إيران متمسِّكة بالاتفاق ولا ترغب في حدوث أي تغيير أو تعديل أو إلغاء، كذلك تشاركها في هذا التوجه الدول المشاركة والموقعة على الاتفاق، بالإضافة لروسيا والصين، ماعدا الرئيس الأمريكي ترامب لا سيما بعد تصريحاته المتكررة بأنه كارثي ومجرد أضحوكة وخدعة، لتمكين إيران من امتلاك السلاح النووي في قادم السنوات بموافقة هذه الدول وليس المنع، وأنهم فعلا قاموا بتقنين زمن الحصول على السلاح النووي، وأنه يريد اتفاقا جديدا شاملا يغير من سياسة طهران المهددة للأمن والسلم الدولي.
كل التحذيرات من الخبراء والمهتمين كانت في محلها لتنبيه الرأي العام العالمي من الأنشطة الإرهابية المشبوهة، وأن الاتفاق النووي المبرم من السهولة الالتفاف على بنوده أو اختراقها بسهولة كما حدث مؤخرا، هذا إلى جانب أنه لا يمكن أن يُعدل سلوك نظام إيران الشامل الذي أصبح من المحتم مواجهته وإيقاف عدوانه وصواريخه الباليستية ومساندته للتنظيمات الإرهابية في أنحاء المنطقة التي تُشكّل تهديدات بالغة للأمن والاقتصاد الإقليمي والدولي.
رغم الخطوة الإيرانية برفع تخصيب اليورانيوم وخرق الاتفاق النووي وأعمال القرصنة والاستفزازات والتهديد العلني والانتحار السياسي الذي يعكس حالة الإفلاس لدى النظام الإيراني فإنه لا يمتلك أي أوراق سوى التلويح بورقة الاتفاق النووي للضغط على الدول الأوروبية لتخفيف الضغط الاقتصادي عنه، وهي استراتيجية مواجهة العقوبات من أجل فرض الشروط للوصول للمفاوضات، ويعتبر التصعيد هو الطريق الوحيد للوصول لأهدافه، وبالتالي سيكون هو الخاسر الأكبر في حال الانسحاب، إلا أن الاتحاد الأوروبي يرى خروقات إيران للاتفاق ليست خطيرة أو كبيرة حتى الآن، وما زال يتمسك ببصيص الأمل لإنقاذ الاتفاق بعدما اتفقوا خلال اجتماعهم في بروكسل على تسريع آلية التعامل التجاري مع إيران ودعوتها إلى العودة للالتزام الكامل بالاتفاق. وعلى الرغم من إعلان القلق المستمر من تقليص إيران لالتزاماتها فإنهم يواصلون العمل لإعادة إيران لتنفيذ التزاماتها وفق الاتفاق النووي.
العلاقة بين إيران والاتحاد الأوروبي رغم كل هذا الحرص والتمسك بالاتفاق فإنها من المتوقع أن تصل إلى مرحلة "اللاعودة"؛ نتيجة سياسات إيران الإرهابية المتلاحقة واحتجاز السفن والتضييق على الملاحة الدولية، لذا سيقابل هذا التصرف الإيراني بانسحاب أوروبي من الاتفاق النووي بعدما تتضح لها الصورة كاملة وتقرأ العقلية الإيرانية بشكل جيد، وتتأكد أن النظام الإيراني الذي استخدم كل الضغوط واستغلاله في عدم رغبة العالم في خوض الحرب بأنه لا يحترم النظام والأمن الدولي، ما يستوجب المشاركة في حماية السفن، وفي تحالف دولي لمعاقبته على أفعاله إذا ما استمر في مغامراته و تهديداته، وهو المتوقع ما لم يعود إلى رشده.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة