موافقة دول مجلس التعاون الخليجي على الطلب العقلاني المقترح من واشنطن حول انتشار قواتها بالخليج العربي وعلى أراضي دول خليجية هي في محلها
لقد أدركت إيران أن السقوط قادم لا محالة، وأنها لن تستطيع تحمل العقوبات الأمريكية لأكثر من ستة أشهر مقبلة وليس حتى تنتهي ولاية الرئيس ترامب الحالية بعد سنة ونصف كما كانت تأمل، ولأن المجتمع الدولي لم يتخذ موقفاً حازماً ورادعاً ضد طهران بعد استهدافها ناقلات النفط الشهر الماضي ما جعلها تتمادى وتقدم على تجاوزات خطيرة وغير مسبوقة، وتستمر في تهديدها حركة الملاحة في مضيق هرمز، بل إنها تجرأت وبدأت قوات الحرس الثوري الإرهابية بحجز ناقلات النفط، كان آخرها احتجاز الحرس الثوري الإيراني ناقلتي نفط بريطانية وأخرى تحمل علم بنما.
هذه الخطوة الخليجية الأمريكية تحمل رسالة واضحة وصريحة جداً لإيران، بأن الردع سيكون واقعاً والاستجابة عاجلة والعقاب أليماً جداً، وأن مغامراتها في مضيق هرمز لن تستمر وستجد الردع والحسم الفوري
التساؤل الأهم هنا: هل إيران فعلاً تريد جرّ دول المنطقة وحلفائها للحرب؟! الحقيقة أن إيران أكثر دولة تريد تجنب الحرب، فهي تدرك بأنها ستكون الخاسر الأكبر في حال اندلاعها، وما تسعى إليه طهران من خلال أعمالها الإرهابية في مياه الخليج هو فقط إيهام المجتمع الدولي بتهورها ورغبتها بالمواجهة العسكرية، من أجل تحسين ظروف التفاوض والضغط للقبول بشروطها على طاولة المفاوضات، خاصة بعد أن تيقنت بأن دول الخليج وحلفاءها لا يريدون الانزلاق نحو الحرب، ولكن ما لم تدركه إيران أننا عندما نحاول تفادي الحرب فذلك لأننا ندرك تماماً تبعاتها، وقد تكون لخدمة مصالح غير مصالحنا، وكل ذلك لم يغب عنا ولا عن قيادات دولنا، ولكن ذلك لا يعني بأننا لسنا على أهبّة الاستعداد لمواجهتها عسكرياً، بل نحن كما قال الأمير سعود الفيصل -رحمه الله- "لسنا دعاة حرب لكن إذا قرعت طبول الحرب فنحن جاهزون لها".
موافقة دول مجلس التعاون الخليجي على الطلب العقلاني المقترح من الولايات المتحدة حول انتشار قواتها العسكرية في مياه الخليج العربي وعلى أراضي دول خليجية هي موافقة في محلها، وقد كان لا بد من الإقدام على هذه الخطوة كطريقة مثلى ومأمونة لردع إيران عن أي اعتداءات محتملة قد تصدر منها، بفعل سلوكياتها المزعزعة لأمن المنطقة واستقرارها، فقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن إيران لا تريد الجلوس على طاولة الحوار إلا إذا وجدت في ذلك تحقيقاً لطموحاتها التوسعية، ولذلك لن يتم ردع إيران ما لم يتم تهديد هذه الطموحات مباشرة، والردع لن يتحقق إلا حين يشاهد النظام الإيراني تصعيداً عسكرياً حقيقياً وقدرة رد سريعة مؤلمة لأي محاولة منها لتهديد دول المنطقة.
هذه الخطوة الخليجية الأمريكية تحمل رسالة واضحة وصريحة جداً لإيران، بأن الردع سيكون واقعاً والاستجابة عاجلة والعقاب أليماً جداً، وأن مغامراتها في مضيق هرمز لن تستمر وستجد الردع والحسم الفوري.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة