معركة "البطون الخاوية".. مزدوجو الجنسية يكافحون بسجون إيران
معركة "البطون الخاوية".. حرب أخيرة قرر سجناء من مزدوجي الجنسية بإيران خوضها أملا في الحصول على حريتهم.
لكن كفاح غالبية هؤلاء السجناء بات يتحطم على صخرة عناد السلطات الإيرانية، التي لا تخضع لمثل تلك الضغوط، وتستغل هؤلاء السجناء من مزدوجي الجنسية للضغط على بلدانهم لصالح خدمة مصالحها.
- انتهاكات وإصابات بسجن إيراني.. "مزدوجو الجنسية" تحت سياط القمع
- مزدوجو الجنسية.. بيادق في مواجهة إيران مع الغرب
وآخر هؤلاء المعتقلين رجل الأعمال الأمريكي من أصول إيرانية "سياماك نمازي"، الذي اضطر إلى إنهاء إضرابه عن الطعام الذي استمر أسبوعا، وذلك نتيجة فقدان وزنه، وتدهور حالته الصحية، وفق محامي عائلته.
3 أمريكيين بالسجون
وبحسب تقارير إيرانية، فإن طهران تحتجز 3 أمريكيين، هم الناشط البيئي مراد طاهباز، ورجل الأعمال الإيراني الأمريكي عماد شرقي، وسيامك نمازي، فيما تم الإفراج عن والده باقري نمازي العام الماضي عبر وساطة قامت بها سلطنة عمان.
فيما لا يزال مصير الضابط الأمريكي المختطف روبرت ليفنسون مجهولاً منذ وصوله إلى جزيرة كيش عام 2007.
وفي السنوات الأخيرة، اعتقلت الحكومة الإيرانية أعدادًا كبيرة من الرعايا الأجانب ومزدوجي الجنسية بتهم مختلفة، بما في ذلك التجسس أو التعاون مع أجهزة أمنية أجنبية أو العمل ضد النظام، وتم تبادل بعض هؤلاء مع سجناء إيرانيين في دول أخرى.
واعترفت السلطات القضائية الإيرانية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أنها اعتقلت 40 من الرعايا الأجانب خلال موجة الاحتجاجات الشعبية، من بينهم 7 مواطنين من فرنسا، فيما تم اعتقال رعايا من ألمانيا وبلجيكا، والسويد، وهولندا، وإسبانيا.
ولا تعترف إيران في محاكمة مواطنيها بالجنسية المزدوجة، وتجري تلك المحاكمات وفق القانون الإيراني.
من هو سيامك نمازي؟
وسيامك نمازي، هو رجل أعمال أمريكي، سجن في إيران لفترة أطول من أي مواطن إيراني أمريكي آخر تخطت 7 سنوات، وبدأ إضرابا عن الطعام في الذكرى السابعة لاعتقاله.
وكتب محامي نمازي، جاريد جيسنر، الإثنين، إن "اليوم هو آخر يوم في إضراب سيامك عن الطعام لمدة 7 أيام، وقد انخفض ضغط دمه إلى أدنى مستوى طبيعي وخسر نحو 4.5 كيلوغرام من وزنه"، مضيفاً أن "نمازي شعر بالبرد واستنفدت طاقته".
ويقول محام عن عائلة نمازي في الولايات المتحدة إنه "على الرغم من مشاكله الجسدية، فإن تدفق الدعم خلال الأسبوع الماضي قد منح سيامك نمازي "شعوراً بالأمل والحيوية في كفاحه لإنهاء سجنه الجائر".
ووفقًا لجيسنر، فإن نمازي ممتن لكل من شارك قصته و"ضغط على رئيس الولايات المتحدة لإعادة الرهائن الأمريكيين إلى الوطن".
وبعد يوم من إضرابه عن الطعام، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض أن بايدن تلقي رسالة نمازي وأن "الحكومة الأمريكية تواصل جهودها لإعادته والمواطنين الأمريكيين الآخرين الذين تم اعتقالهم ظلماً في إيران".
ونمازي سُجن في إيران تحت إدارة باراك أوباما ودونالد ترامب، والآن يريد من إدارة بايدن بذل المزيد من أجل إطلاق سراحه.
واشتكى سيامك نمازي إلى إدارة أوباما لعدم مشاركته في صفقة تبادل السجناء بين الولايات المتحدة وإيران، وخلال هذا التبادل، تم إطلاق سراح عدد من الأمريكيين المسجونين في إيران في 16 يناير 2016.
وتم القبض على نمازي خلال رحلة عمل إلى إيران في عام 2015 وأدين بتهمة التعاون مع "حكومة معادية للنظام الإيراني"، وقد نفى التهم الموجهة إليه.
رهائن لأغراض سياسية
وقال مراقبو الشؤون الإيرانية والحكومة الأمريكية مرارًا وتكرارًا إن طهران تأخذ المواطنين الأجانب "رهائن لأغراض سياسية"، وحذروا المواطنين الأجانب، وخاصة مزدوجي الجنسية من مخاطر السفر إلى إيران.
وقال مسؤولون في إدارة بايدن إنهم يعملون على إطلاق سراح المواطنين الأمريكيين المسجونين في إيران ويجب إطلاق سراح جميع المواطنين المسجونين في إيران.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وبعد الإفراج عن باقر نمازي، المواطن الأمريكي والمسؤول السابق البارز في الأمم المتحدة، والذي تم اعتقاله في إيران عام 2016، صرحت وزارة الخارجية الأمريكية بأن عمل الحكومة الأمريكية في هذا الصدد لم ينتهِ بعد، وتلتزم الحكومة بتأمين حرية جميع المواطنين الأمريكيين الذين تم احتجازهم ظلماً في إيران وحول العالم.
وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، الإثنين، إن تبادل الرسائل في إطار الملف النووي، والمفاوضات لا تزال مستمرة عبر القنوات المختلفة.
وأعلن كنعاني استعداد طهران لإبرام اتفاق لتبادل السجناء مع واشنطن، زاعماً أن الحكومة الأمريكية ربطت قضية الإفراج عن سجناء مزدوجي الجنسية بمفاوضات خطة إحياء الاتفاق النووي، لكن طهران مستعدة لحل هذه القضية بطريقة منفصلة.
فيما اعتبرت صحيفة "اعتماد" الإيرانية، أن "إطلاق سراح هؤلاء السجناء الأمريكيين في طهران مرتبط بإطلاق سراح الأموال الإيرانية المحجوبة في كوريا الجنوبية والتي تقدر بنحو 9 مليارات دولار".
كما قال وزير الخارجية حسين عبد اللهيان، الإثنين، إن تبادل الرسائل بين إيران والولايات المتحدة مستمر وأنه تم التوصل إلى اتفاق في أحد الخلافات التي قد يتم الإعلان عنها قريبا.
وأضافت الصحيفة: "ربما يكون إعلان سيامك نمازي إنهاء إضرابه عن الطعام مرتبط بما تحدث عنه عبد اللهيان".