روحاني في مرمى هجوم المرشحين للانتخابات الرئاسية
المناظرة الثانية للمرشحين للانتخابات الرئاسية في إيران يوجهون اتهامات مباشرة للرئيس الطامح لولاية ثانية حسن روحاني
شهدت المناظرة التلفزيونية الثانية للمرشحين للانتخابات الرئاسية في إيران المقرر إجراؤها في 19 مايو المقبل، سجالات حادة واتهامات مباشرة للرئيس الطامح لولاية ثانية حسن روحاني وحكومته.
واتسمت المناظرة بعدم التزام المرشحين بمحتوى الأسئلة المطروحة والخروج عن إطارها وتوجيه الانتقادات للحكومة في ملفات سياسية واقتصادية؛ حيث شن المرشحان الأصوليان إبراهيم رئيسي ومير سليم المرشح من قبل حزب الائتلاف (مؤتلفه) الإسلامي، هجوماً حاداً على الحكومة والآليات التي اقترحتها أثناء المفاوضات مع الدول الغربية أثناء الاتفاق النووي.
واتهم المرشحان الأصوليان روحاني بتوريط إيران في الاتفاق النووي دون جني أية مكاسب تذكر من المتفق عليه خلال التوقيع على هذا الاتفاق.
وقال إبراهيم رئيسي أبرز المرشحين للفوز بمنصب الرئاسة: "إن إيران بادرت في تنفيذ الاتفاق دون أن يبادر الطرف الآخر بذلك، وأن الاتفاق لم يأت بجديد ولم تحل مشاكل إيران حيث لم يفِ روحاني بوعوده بإلغاء كل أنواع الحظر المفروض بعد الاتفاق النووي".
وشبه "رئيسي" الأمر بمثابة "تسليم بضائع وعدم صرف الشيك، وبأن إيران اليوم هي التي تدور في العالم لصرف الشيك لتحصل ما تنتظره من الاتفاق النووي".
وفي المقابل اتهم روحاني المرشحين بأنهم أثاروا الشكوك لدى الشعب الإيراني قائلاً: "المرشحون يثيرون شكوك الشعب تجاه الاتفاق النووي في الوقت الذي يعلنون تأييدهم له".
ودافع المرشح الإصلاحي إسحاق جهانجيري النائب الأول لروحاني، عن الاتفاق معتبراً أنه أحد إنجازات إيران الكبرى وأنه أدى إلى تحرير المليارات من عائدات النفط وارتفاع كل الصادرات الإيرانية.
وكان المثير للانتباه خلال المناظرة الثانية تحدث جهانجيرى كثيراً بصيغة الأنا وكأنه يطرح نفسه أكثر كمرشح مستقل في هذه المناظرة ردا على الانتقادات التي وجهت له على أساس أنه المرشح البديل عن روحاني، وبدا المرشح هاشمي طبا المحسوب على التيار الإصلاحي أيضا يدافع عن الحكومة أكثر من جهانجيري وروحاني نفسه.
وفي تصريح خاص لبوابة "العين"، علق الباحث والمحلل السياسي الإيراني صالح السيد باقر قائلاً: إن المرشحين تعمدوا إثارة ملف الاتفاق النووي في الجولة الثانية من المناظرات التلفزيونية لإحراج الرئيس روحاني ولكن يبدو أنه اتفق مع نائبه الأول إسحاق جهانجيري على تبادل الأدوار، فبعد أن أدى روحاني دور المدافع والمرشح الذي يوجه النصح والإرشاد للآخرين أدى في المناظرة الثانية دور المهاجم، فهاجم المرشحين الثلاثة المحسوبين على التيار المبدئي (ابراهيم رئيسي ومحمد باقر قاليباف ومصطفى مير سليم) ودافع بكل قوة عن سياسات حكومته خاصة على هذا الصعيد.
وأشار الباحث الإيراني إلى أن المفاجئ في هذه الجولة من المناظرة أن الأسلوب الذي انتهجه جهانجيري فيها كان مشابها لأسلوب قاليباف فقد خفت الحدية والهجوم لكليهما في هذه الجولة، ما ينبئ بأن كلا المرشحين ترشحا للنيل من بعضهما البعض وأنهما ترشحا للدفاع عن المرشحين الرئيسيين روحاني ورئيسي.
وأضاف أن أداء رئيسي في هذه المناظرة لم يختلف عن أدائه في المناظرة السابقة، فكان يتحدث عن العموميات والمثاليات وقلما وجه انتقادات مباشرة شأنه في ذلك شأن المرشح مصطفى هاشمي طبا الذي لم يتغير أسلوبه في هذه المناظرة عن أسلوبه في المناظرة السابقة، مما ينبئ بأن المرشحين لديهما قناعة بأن أسلوب المماحكات والسجالات والانتقادات المباشرة لن تمنح المرشح شيئاً وأن الشعب لا يتقبل هذا الأسلوب.
ولفت باقر إلى أن الجديد في المناظرة الثانية هو الأسلوب الذي انتهجه مصطفى مير سليم والذي يختلف بـ180 درجة عن أسلوبه في المناظرة الأولى، ووصفه بأنه كان هجوميا وأنه وجه انتقادات مباشرة ليس لروحاني وجهانجيري المنافسين التقليديين له وحسب وإنما انتقد بشكل مباشر رئيسي وقاليباف اللذين يمثلان التيار الذي ينتمي إليه.
وتابع، كما كان متوقعا من قبل فإن الانتقادات التي وجهت لروحاني تركزت على السياسة الخارجية التي انتهجها طيلة السنوات السابقة والاتفاق النووي، وفيما شدد المنتقدون على أنهم سيحترمون الاتفاق النووي، لكنهم أكدوا أنه لم يحقق شيئا لإيران بل إن إيران ظهرت بموقف ضعيف خلال المفاوضات والاتفاق النووي.
وقد ركز قاليباف ومير سليم على ضرورة أن تكون الدبلوماسية الإيرانية قوية كقوة القدرات العسكرية عندها ستتحقق النتائج المرجوة من المفاوضات، بينما دافع جهانجيري وروحاني عن دبلوماسية الحوار.