الحرس الثوري الإيراني يمتلك أكبر ترسانة صواريخ باليستية بالشرق الأوسط
دراسة حديثة لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى تؤكد امتلاك الحرس الثوري الإيراني لأكبر ترسانة من الصواريخ الباليستية في المنطقة.
كشف معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أن الحرس الثوري الإيراني هو التهديد الرئيسي للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن "فيلق القدس" وهو ذراع الحرس الثوري للعمليات الخارجية، وأصبح يخوض معارك مباشرة في كل مناطق النزاع في الشرق الأوسط، حيث تم رصد قواته أثناء عمليات القتال الدائرة سواء في سوريا أو العراق أو اليمن أو لبنان كذلك.
- إيران تُجري تجربة "فاشلة" لإطلاق صاروخ من غواصة
- 250 مليون دولار ثروة حسن نصر الله.. وحزب الله على وشك الإفلاس
وأوضح المعهد في دراسة بحثية، للباحث نادر أوسكوي، مستشار السياسات للقيادة المركزية الأمريكية، أن كل المرشحين للانتخابات الرئاسية الإيرانية في 19 مايو الجاري لم يقتربوا بالحديث من قريب أو بعيد عن الحرس الثوري أو البرنامج الصاروخي لطهران، مثلهم في هذا مثل كل الرؤساء السابقين في إيران، حيث لا يملك أي رئيس إيراني أية سلطة على الحرس الثوري أو البرنامج الصاروخي اللذين يخضعان بشكل مباشر للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي.
وتابعت الدراسة، أن الميليشيات الشيعية التي يقودها فيلق القدس، الذراع الخارجية لعمليات الحرس الثوري، تنفذ أنشطة خبيثة في المنطقة برمتها بشكل يهدد الاستقرار ويهدد مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة واستقرار حلفائها، مؤكدة أن الإدارة الأمريكية لديها ما يؤكد أن "الحرس الثوري" يمتلك أكبر ترسانة صواريخ باليستية في المنطقة.
وأكدت الدراسة أنه منذ نشوب الثورة الإيرانية قبل 4 عقود تقريباً، تطوّر نظام سياسي معقّد في إيران. فالحكومة المنتخبة بما فيها الرئيس والبرلمان، تتولى مهمة الإدارة اليومية لشؤون البلاد، في حين يضطلع المرشد الأعلى والمؤسسات المعيّنة مثل «فيلق الحرس الثوري الإسلامي» بدور "الأوصياء على الثورة"، حيث يضعون سياسات الانخراط الإيراني في الخارج ومعظم الأمور الأخرى، مشددة على أن الرئيس لا يملك أية سلطة على الركيزتين الأساسيتين لاستراتيجية إيران الإقليمية وهما: برنامج الصواريخ الباليستية لـ «الحرس الثوري» وفصائله من الميليشيات الشيعية العاملة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وقللت الدراسة من أهمية انتخاب رئيس معتدل في إيران، مؤكدة أن الأنشطة المزعزعة للاستقرار التي ينفذها «الحرس الثوري» ووكلاؤه والتي تؤثر سلباً على أمن ومصالح الولايات المتحدة وحلفائها، في المنطقة لن تتأثر بانتخاب (أو إعادة انتخاب) رئيس معتدل لأنه بشكل عملي لن يقلّل هذا من مستوى التهديد الإيراني.
وأشارت الدراسة إلى أن قوات الحرس الثوري مسؤولة فقط أمام المرشد الأعلى، وتجسّد الطموحات الخارجية له، ولذلك فهي تتخطى الإشراف الحكومي، مؤكدة أنه خلال السنوات الأخيرة سعى الحرس الثوري إلى إثبات نفسه في العديد من البلدان في الشرق الأوسط، وتطورت شبكاته بشكل كبير ليصبح كياناً يمكنه الصمود بشكل أكبر من الجمهورية الإيرانية نفسها.
ونبهت الدراسة إلى أن الحرس الثوري لديه ما يقرب من 200 ألف مقاتل شيعي منتشرين في جميع أنحاء المنطقة، يخوضون القتال هنا وهناك، ولديهم جاهزية عالية للقتال وتم تدريبهم بشكل جيد، وهو ما يشكل خطورة حقيقية ليس على استقرار المنطقة فحسب بل على مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ومصالح حلفائها.
ودعت الدراسة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التعامل مع الرئيس الإيراني الجديد كما كانت تتعامل الإدارات الأمريكية مع الاتحاد السوفيتي أثناء الحرب الباردة خلال القرن الماضي، ناصحة بأن يتم الحفاظ على القنوات الدبلوماسية الفاعلة بين واشنطن وطهران، على ألا يثني ذلك أمريكا من التصدي بقوة وحزم للتشدد الشيعي في الشرق الأوسط.