خبراء دوليون من بروكسل: النظام الإيراني خطر تاريخي يهدد العالم
تفاصيل مؤتمر دولي في بروكسل لمناقشة أسباب تصاعد وتيرة العمليات الإرهابية المدعومة من قبل إيران في أوروبا
ناقش خبراء غربيون في بروكسل، الإثنين، أسباب تصاعد وتيرة العمليات الإرهابية المدعومة من قبل النظام الإيراني على أراضي القارة الأوروبية، حيث أجمعوا على أن سياسات نظام طهران خطر يهدد السلم والأمن الدوليين.
وقال لويس فريه (المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي إف بي آي) إن النظام الإيراني خطر يهدد أمن مجتمعاتنا بالكامل، في ظل تركيزه على شن عمليات إرهابية في عدد من بلدان القارة الأوروبية.
واعتبر أليخو فيدال كوادراس (نائب سابق لرئيس البرلمان الأوروبي من إسبانيا) أن الاتحاد الأوروبي كان يٌصر على التمسك بالاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015، بدعوى ضمان أمنه الداخلي لكن تورط طهران في أنشطة إرهابية بالداخل الأوروبي يثبت عكس هذا الأمر.
وأوضح فرزين هاشمي أحد أعضاء المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (مقرها في باريس) أن طهران رشحت دبلوماسيا متورطا في عمليات إرهابية يدعي حميد أبوطالبي لنيل منصب مندوبها الأممي في عام 2014، رغم تصفيته لمعارض إيراني كان يقيم في العاصمة الإيطالية روما.
وأشار المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي إلى أن مليشيات الحرس الثوري الإيراني ضالعة في تخطيط وتنفيذ تفجير إرهابي وقع بالمملكة العربية السعودية عام 1996، والذي أسفر حينها عن مقتل 19 جنديا أمريكيا.
وطالب جوليو تيرتسي (وزير الخارجية الإيطالي الأسبق) باتخاذ سياسة أكثر حزما على المستوى الدولي لمكافحة إرهاب طهران، فضلا عن إدراج عناصرها المتورطين في تلك الأعمال بقوائم الإرهاب عالميا، محذرا في الوقت نفسه من خطر الهجمات السيبرانية الإيرانية.
وأوضح تيرتسي أن هذا التهديد الإلكتروني الإيراني مثير للقلق، معتبرا إياه بمثابة عنصر تخريبي، خاصة بعد أن أغلقت منصتا فيسبوك وتويتر حسابات تابعة لطهران بعد توافر أدلة قوية لديهما.
وعلى صعيد متصل، وصف إيف بونيه، المدير السابق لجهاز مكافحة التجسس الفرنسي، النظام الإيراني بـ"أحد الأنظمة الشمولية" التي تتشابك أنشطتها الأمنية مع الدبلوماسية، لافتاً إلى أنهم يستخدمون الإرهاب لتصفية خصومهم جسدياً باعتبار هذا الأمر أولوية.
وأوضح بونيه أن طهران تستخدم إرهاب الدولة تحت غطاء دبلوماسي، وسط حماية من سفاراتها وقنصلياتها في الخارج، بينما قدم كلود مونيكي، المدير التنفيذي للمركز الأوروبي الاستراتيجي والأمني، دراسة شاملة عن مؤامرات إرهابية إيرانية حديثة في أوروبا تم تقديمها كورقة دراسة للمؤتمر.
وأكد مونيكي، في حديثه، أن بروز الاحتجاجات الشعبية في ديسمبر/كانون الأول عام 2017 واستمرت في إيران خلال عام 2018 أربكت النظام، إلى حد دفعه لشن هجمات في الخارج بغية التخلص من معارضيه سعيا للتشبث بالسلطة.
وباتت أنشطة إرهاب إيران والقيام بعمليات تجسس واغتيالات لمعارضين هاجساً خطيراً لدول الاتحاد الأوروبي في الآونة الأخيرة، في الوقت الذي أحبطت كل من السلطات الفرنسية والألبانية والدنماركية والأمريكية عمليات إرهابية بدعم إيراني مؤخرا.
ورصد مؤتمر بروكسل أسباب تصاعد إرهاب طهران في دول غربية والتهديدات التي تشكلها لدول العالم، إضافة إلى بحث سبل التصدي لهذا التهديد المشترك لكل من أوروبا والولايات المتحدة.
يشار إلى أن هذا المؤتمر الدولي تم تنظيمه بشكل مشترك من قبل (اللجنة الدولية للبحث عن العدالة، ومركز الاستخبارات والأمن الأوروبي، والتحالف من أجل التوعية العامة).