الإرهاب الإيراني يتصاعد.. صدام وشيك مع أوروبا يلوح في الأفق
العلاقات بين طهران وأوروبا تتوتر على خلفية سياسات إيران العدائية إقليميا ودوليا والتي أبرزها التجارب الصاروخية الباليستية.
"أوروبا لم تعد أفضل من أمريكا بالنسبة إلينا"، بهذه الكلمات تحدث قبل أيام أحد أبرز المسؤولين الإيرانيين المقربين من مرشد نظام ولاية الفقيه علي خامنئي، مطالبا طهران بـ "إضرام النار" والتخلص من الاتفاق النووي المبرم مع 6 قوى دولية بينها بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا عام 2015.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن أحمد جنتي (91 عاما) رئيس مجلس خبراء القيادة، - المختص بعزل وتعيين المرشد الإيراني-، قوله خلال اجتماع مشترك مع وفد رئاسي إن دول أوروبا الباقية في الاتفاق النووي تحاول إضاعة الوقت بشأن تطبيق الآلية المصرفية البديلة للتعامل مع طهران وإجراءات أخرى، بعد سريان حزمتي العقوبات الأمريكية.
- إذاعة أمريكية: تجسس وإرهاب إيران يعصفان بعلاقاتها مع ألمانيا
- مسؤول مقرب من خامنئي يهدد أوروبا بـ"إحراق" الاتفاق النووي
تلويح إيران بالتهديد لإنهاء الاتفاق النووي الذي يتمسك به الثلاثي الأوروبي (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) لم يعد سرا، بل جاء على لسان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال زيارة إلى الهند، مطلع الشهر الجاري، قائلا إن "طهران قد تنسحب نهائيا من الاتفاق النووي لكن لن يكون الخيار الوحيد على الطاولة".
وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا" شبه الرسمية مؤخرا نقلا عن مصادر لها أن النظام الإيراني قد ينهي تعاونه مع الجانب الأوروبي في ملفات هامة أبرزها مكافحة الهجرة غير الشرعية وتجارة المخدرات، في إطار مرحلة أولى من مراجعة شاملة للعلاقات بين الجانبين، بدعوى عدم امتثال لندن، وبرلين، وباريس بالتزامتها تجاه طهران، وفق قولها.
صدام وشيك بين إيران وأوروبا يلوح في الأفق، حيث أعربت أغلب دول القارة العجوز عن حنقها علنا من تصاعد وتيرة سياسات طهران العدائية إقليميا ودوليا، بداية من مواصلتها تنفيذ برامج صاروخية باليستية مثيرة للجدل، فضلا عن تخطيطها لشن هجمات إرهابية وكذلك ممارسة خطط تجسس على الأراضي الأوروبية.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، حيث هدد رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيراني كمال خرازي (دبلوماسي سابق) الدول الأوروبية الباقية رهن الاتفاق النووي باتخاذ خطوات عملية حرصا على أمنها، معتبرا أن الرأي العام في الداخل الإيراني لديه نظرة سلبية تجاهها في الوقت الراهن، بحسب وكالة أنباء "فارس" الإيرانية.
الجديد في الأمر أن مصادر مطلعة نقلت عن دبلوماسيين أوروبيين (فرنسيون، بريطانيون، ألمان، وهولنديون، وبلجيكيون، ودنمركيون) خلال اجتماع مع مسؤولين إيرانيين في 8 يناير/ كانون الثاني الجاري، أن بلدانهم لم تعد قادرة على الصبر تجاه تجارب طهران الصاروخية الباليستية فضلا عن مؤامرات اغتيال المعارضين على أراضيها.
هذه الرسالة من جانب المبعوثين الأوروبيين، أزعجت مسؤولي طهران بشدة، إلى حد أنهم أغلقوا باب قاعة الاجتماعات بعنف خلافا للبروتوكول الدبلوماسي المعمول به، الأمر الذي يؤكد أن العلاقات بين الجانبين أصبحت أكثر توترا خلافا لما كانت عليه منذ إبرام الاتفاق النووي عام 2015 بالعاصمة النمساوية فيينا.
وعلى المستوى الرسمي والإعلامي باتت إيران تُظهر علانية عداءها تجاه مواقف أوروبية عدة مؤخرا، خاصة في ظل تخوف لديها من توجه دول أوروبا الأخرى إلى اتخاذ سياسة شبيهة بتلك التي اعتمدتها واشنطن تجاه طهران عبر فرض عقوبات اقتصادية، لا سيما بعد أن أدرج الاتحاد الأوروبي مؤخرا وحدة استخبارات إيرانية وأشخاص آخرين على لائحة الإرهاب.
ويتخوف نظام الفقيه من عقوبات أوروبية جديدة قد تشمل تجميد أصول مالية وحظر سفر على أفراد في مليشيات الحرس الثوري الإيرانية، إضافة إلى إيرانيين يشاركون أو يطورون برنامج الصواريخ الباليستية المثير للجدل، وسط إحباط يخيم على دول القارة العجوز من سلوك طهران العدائي.