عام 2018.. إرهاب إيران يستشري في أوروبا تحت غطاء "الدبلوماسية"
عام 2018 شهد موجات إرهاب قادمة من طهران صوب عدد من بلدان القارة الأوروبية لاستهداف أمنها واستقرارها
شهد عام 2018 موجات إرهاب قادمة من طهران صوب عدد من بلدان القارة الأوروبية لاستهداف أمنها واستقرارها مستغلة بعثاتها الدبلوماسية، فضلا عن تهديدات أخرى لا تقل خطورة، وسط تصعيد في لهجة مسؤولين إيرانيين بارزين.
وقبل أيام من انقضاء 2018، أعلنت ألبانيا (جنوب شرق أوروبا) طرد سفير إيران ودبلوماسي آخر من البلاد لإضرارهما بأمنها القومي، بعدما اكتشفت أنهما كانا يخططان لهجمات إرهابية بها.
- 5 دول إسكندنافية تدين "مؤامرات" إيران في الدنمارك
- صحيفة ألمانية تهاجم أوروبا بسبب جولة "الإرهابي" روحاني
وذكرت وزارة الخارجية في تيرانا أن السلطات الألبانية اتخذت هذا القرار بعد التشاور مع شركائها في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، دون أن تفصح عن هويات الدبلوماسيين المطرودين من أراضيها.
حالة من التوتر شهدتها العلاقات بين طهران وعواصم أوروبية كبرى طوال العام على خلفية تمويل وتخطيط نظام ولاية الفقيه لهجمات إرهابية ضد معارضين في داخل تلك البلدان.
فقد تحولت سفارات إيران في القارة العجوز في الآونة الأخيرة إلى أوكار دعم لوجستي لخلاياها وأذرعها الإرهابية، بغية تنفيذ مؤامرات لخدمة نظام طهران على المستوى الدولي؛ أبرزها تشويه سمعة أطياف المعارضة في المهجر والتجسس على نشطاء بارزين، وفقا للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
وفي نهاية يونيو/حزيران، أعلنت سلطات فرنسا (غرب أوروبا) إحباط مخطط لتفجير مؤتمر سنوي حاشد يقام في العاصمة باريس، ويضم الآلاف من المعارضين الرافضين لسياسات طهران إقليميا ودوليا، فضلا عن شخصيات دولية بارزة.
- إيران.. توقعات بـ"لجوء جماعي" إلى أوروبا جراء سياسات القمع
- المخاطر الاقتصادية تحول دون تمسك أوروبا باتفاق إيران النووي
واتهمت السلطات الفرنسية، في أكتوبر/تشرين الأول، وزارة الاستخبارات الإيرانية بالتورط في تنفيذ المخطط الذي جرى إحباطه، في الوقت الذي جمدت باريس لاحقا أصول إدارة الأمن الداخلي في دائرة استخبارات بسفارة إيران لديها، وكذلك قامت بطرد دبلوماسي إيراني -لم تفصح عن هويته- متورط بالتجسس داخل أراضيها.
وطالب وزير الخارجية الفرنسي جان - إيف لودريان، بضرورة التعامل بشكل قوي مع إيران نتيجة تلك الحوادث الإرهابية، قبل أن تغلق فرنسا مركز جمعية الزهراء التابع لطهران لمدة 6 أشهر، وتجميد أصوله، بتهمة "نشر التطرف والإرهاب" في أوروبا.
ويواجه أسد الله أسدي، الدبلوماسي الإيراني المتورط بالتخطيط لهجوم باريس الفاشل، الذي أسقطت النمسا (وسط أوروبا) حصانته الدبلوماسية، اتهامات تتعلق بتورطه في التخطيط لاستهداف مؤتمر المعارضة بعد تسليم كمية تقدر بـ500 جرام من المتفجرات داخل حقيبة، إضافة إلى جهاز تفجير لزوجين إيرانيين مواليين لنظام طهران يقيمان في بلجيكا (غرب أوروبا)، حيث يقبعان رهن الاعتقال أيضا .
- بارود وكلاشينكوف ووثائق مزورة.. آخر فصول إرهاب إيران في أوروبا
- مؤتمر "الإرهاب الإيراني في أوروبا" ببروكسل يطالب بالحزم مع نظام طهران
وأسدي كان يعمل في منصب استخباراتي داخل سفارة طهران لدى النمسا منذ أغسطس/آب 2014، أمّا الزوجان المعتقلان في بلجيكا فهما أمير سعدوني ونسيم نومني المقيمان في مدينة أنتويرب البلجيكية.
أما ألمانيا الواقعة وسط القارة العجوز، فقد شاركت أجهزتها الأمنية في عملية القبض على الدبلوماسي الإيراني الإرهابي؛ فيما وافقت محكمة محلية على تسليمه إلى بلجيكا لاستكمال إجراءات محاكمته.
ولم تهدأ فضيحة المخطط الإرهابي الإيراني في باريس، حتى كشفت الدنمارك (شمال أوروبا) عن واقعة إرهابية جديدة لطهران لاغتيال معارض بارز على أراضيها.
وأعلنت الدنمارك، منتصف أكتوبر/تشرين الأول، استدعاء سفيرها في إيران، كما توعدت طهران بفرض عقوبات نتيجة التخطيط لهجوم إرهابي ضد معارض إيراني في البلاد؛ فيما اتهمت وزارة الاستخبارات الإيرانية بالتورط في هذا الهجوم الذي أحبطته سلطاتها.
وأكدت شرطة كوبنهاجن أن نرويجيا على صلة بإيران اعتقل في 21 أكتوبر/تشرين الأول، للاشتباه في تورطه بالمخطط الفاشل على أراضيها، بينما أعربت 5 دول إسكندنافية "النرويج، والسويد، والدنمارك، وفنلندا، وأيسلندا" مطلع نوفمبر/تشرين الثاني عن قلقها الشديد بسبب إرهاب طهران.
- إرهاب إيران يشنق النظام.. تصاعد المطالبات بعقوبات أوروبية
- الإرهاب الإيراني في أوروبا.. من فرنسا إلى الدنمارك
- مستشار خامنئي يقر بخطط اغتيال المعارضين خارج الحدود
اعترافات طهران الصريحة بالسعي لتهديد أمن بلدان القارة الأوروبية وغيرها من الدول، جاءت على لسان يحيى رحيم صفوي، مستشار الشؤون العسكرية للمرشد الإيراني علي خامنئي، مطلع سبتمبر/أيلول.
ونقلت وكالة أنباء "مهر" الإيرانية عن صفوي، القائد السابق لمليشيات الحرس الثوري، قوله خلال كلمة له بمؤتمر لتكريم عدد من مقاتلي الحرب الإيرانية - العراقية "1980-1988"، متوعدا باستهداف من وصفهم بـ"أعداء الثورة" برا وبحرا وجوا خارج حدود بلاده وكذلك ما وراء البحار، في إشارة واضحة إلى المعارضين خارج البلاد.
وهدد مستشار خامنئي بأن المدافعين عن الأمن في إيران لن يكتفوا بالدفاع فقط، بل سيتعقبون من وصفهم بـ"المعتدين" خارج الحدود للتخلص منهم مثل "الأعشاب الضارة"، وفق تعبيره.
وكشفت المقاومة الإيرانية في أغسطس/آب عن اجتماعات بين قاسم سليماني قائد مليشيا فيلق القدس التابعة للحرس الثوري ومحمود علوي وزير استخبارات طهران، بهدف التخطيط لاستهداف فعاليات المعارضة بالخارج، ولا سيما في دول أوروبا.
وتُحمّل وسائل إعلام أوروبية إيران مسؤولية اندلاع الحرب السورية، وبالتالي هروب ملايين الأشخاص كلاجئين إلى شتى أصقاع القارة العجوز، خاصة أن آخر تهديدات طهران لأمن الأوروبيين جاء على لسان الرئيس الإيراني حسن روحاني، ديسمبر/كانون الأول.
وقال روحاني، في كلمة بثها التلفزيون الحكومي: "أحذر مَن يفرضون هذه العقوبات من أنه إذا تأثرت قدرة إيران على مكافحة المخدرات والإرهاب، فلن تكونوا (الغرب) في مأمن من طوفان من المخدرات واللاجئين والقنابل والإرهاب".