المخاطر الاقتصادية تحول دون تمسك أوروبا باتفاق إيران النووي
صحيفة "هندلزبلات" الألمانية ذكرت أن مجموعة عمل برلين المختصة بالعقوبات تسعى إلى فتح مسارات مصرفية خارج نطاق دائرة العقوبات الأمريكية.
وصفت صحيفة ألمانية محاولات حكومة برلين وعدد من دول الاتحاد الأوروبي الإبقاء على الاتفاق النووي الإيراني، بهدف إجراء تبادل مصرفي مع طهران، بعيدا عن عقوبات واشنطن؛ بـ"المهمة شبه المستحيلة".
وأوردت صحيفة "هندلزبلات" الألمانية، في تقرير لها، أن مجموعة عمل برلين المختصة بالعقوبات، التي دُشنت مؤخرا بناءً على مبادرة من وزارة الخارجية الألمانية تهدف إلى فتح مسارات مصرفية خارج نطاق دائرة العقوبات الأمريكية.
واعتبرت "هندلزبلات" أن تلك المجموعة التي تضم عددا من رؤساء أقسام الشؤون الدولية والاقتصادية ومكتب المستشارية الألمانية، والجهود التي تبذل من دول أوروبية لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم قبل 3 سنوات؛ مهددة بالفشل، في ظل عقبات تعتري الأنظمة البنكية لدى طهران.
وألمحت الصحيفة الألمانية إلى مقترح هايكو ماس، وزير الخارجية الألماني، في أغسطس/آب الماضي، بالعمل على تدشين أنظمة أوروبية جديدة لتبادل البيانات المصرفية، مستقلة عن نظام "سويفت" الأمريكي، مشيرة إلى أن الأمر ليس سهلا.
- ألمانيا تعرقل خطة إيران لنقل 300 مليون يورو بطائرة من برلين لطهران
- صحيفة ألمانية: إيران تعيش أسوأ أزمات تاريخها المعاصر
ويعد "سويفت" شريانا رئيسيا للتجارة الخارجية؛ الأمر الذي قد يعرقل جهود أوروبا لحماية شركاتها التي شرعت في الانسحاب بالفعل من السوق الإيرانية، خشية عقوبات محتملة من الولايات المتحدة، لا سيما أن الأوروبيين يدركون صعوبة إيجاد بديل للأنظمة المصرفية الأمريكية في المستقبل القريب، وفق "هندلزبلات".
وفشلت خطوات أوروبية، بحسب الصحيفة، في سبيل إنقاذ الاتفاق النووي طوال الأشهر الأخيرة، بعد رفض بنك الاستثمار الأوروبي المخاطرة بعملياته الدولية حال عقد شراكات تجارية في إيران.
واعتبر البنك الذي يعد ذراع الاتحاد الأوروبي للإقراض، أن العمل مع طهران سيعرض للخطر قدرته على جمع أموال في الأسواق الأمريكية، وسيؤدي إلى تداعيات واسعة على عملياته.
وذكرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية، أن إيران تخلت عن سحب 300 مليون يورو (352.98 مليون دولار) من حسابات بنكية في برلين، وتحويل الأموال إلى إيران على متن طائرة ركاب مدنية في ظل معارضة واشنطن، وكذلك تعديل البنك الاتحادي الألماني "بونديسبنك" اللوائح الخاصة به.
وأمهلت إيران دول الاتحاد الأوروبي (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) التي تتمسك بالبقاء ضمن الاتفاق النووي شهرين؛ لإنقاذه بالتزامن مع بدء تنفيذ الجولة الثانية من العقوبات الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، التي تستهدف الصادرات النفطية بالكامل.
ونقل التلفزيون الإيراني الرسمي عن عباس عراقتشي، مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، قوله إن طهران أمهلت أوروبا شهرين، بهدف اتخاذ إجراءات عملية تخص عمليات شراء النفط والتبادل التجاري، لافتا إلى أن إيران لن تبقى ضمن الاتفاق النووي حال عدم تنفيذ أوروبا تعهداتها في هذا الصدد، وفق قوله.
وعود أوروبا لإيران بالحفاظ على مكتسباتها من الاتفاق النووي، في مفاوضات جرت في يوليو/تموز الماضي، ببروكسل، تناقض الواقع، وذلك عقب انسحاب شركات أوروبية كبرى من الأسواق الإيرانية، مثل "توتال" النفطية الفرنسية، و"سيمنس" التقنية الألمانية، و"بيجو" مصنعة السيارات الفرنسية، وغيرها.
وعلاوة على الشركات الأوروبية الكبرى، تواجه المتوسطة والصغرى أيضا عقبات في الأسواق الإيرانية، بسبب عوائق مصرفية تتعلق بتحويل أرباحها المالية، وهو ما تجلى بوضوح من خلال إعلان شركات طيران أوروبية مثل "إير فرانس"، و"الخطوط الملكية الهولندية" وأيضا البريطانية، تعليق رحلاتها إلى طهران.
aXA6IDE4LjIxNy4yNTIuMTk0IA==
جزيرة ام اند امز