بارود وكلاشينكوف ووثائق مزورة.. آخر فصول إرهاب إيران في أوروبا
المقاومة الإيرانية تؤكد سعي طهران لتكوين شبكات لتهريب أسلحة وعناصر استخبارية إلى قلب أوروبا عبر بوابة بلغاريا.
أوقفت السلطات البلغارية إيرانيين اثنين ضمن شبكة لتزوير وثائق رسمية، كما ضبطت مخزن أسلحة ومتفجرات معدة للتهريب بالعاصمة صوفيا.
وجاء الإعلان عن ضبط الشبكة التي تضم أيضا 5 بلغاريين بعد أيام من تهديد الرئيس الإيراني حسن روحاني بـ"طوفان" أسلحة ومخدرات ولاجئين في الطريق إلى القارة العجوز، ردا على عقوبات أمريكية على بلاده.
واتهم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مليشيا الحرس الثوري، الذراع العسكرية الخارجية لنظام طهران، بالضلوع في شبكة تهريب الأسلحة والعناصر الاستخبارية إلى قلب أوروبا، قائلة إن صوفيا "ما هي إلا محطة من المحطات التي تتجمع فيها هذه الشبكات بانتظار فرصة العبور إلى دول أكبر مثل ألمانيا وفرنسا".
- معهد أمريكي: إيران تنفق مليار دولار سنويا لدعم الإرهاب بالشرق الأوسط
- صحيفة ألمانية تهاجم أوروبا بسبب جولة "الإرهابي" روحاني
وتحولت بلغاريا في الآونة الأخيرة إلى "محطة تجمع" لشبكات مكونة من عملاء إيرانيين خاضعين لسيطرة مليشيا الحرس الثوري؛ حيث تستخدمهم للولوج إلى قلب أوروبا وتنفيذ خطط تخريبية.
وأعلنت سلطات بلغاريا ضبط ترسانة أسلحة في حملة أمنية قبل أيام؛ حيث ضبطت نحو 100 سلاح أوتوماتيكي، بينها رشاشات كلاشينكوف.
سلطات صوفيا، وفقا لوسائل إعلام محلية، قالت إن "الترسانة المذكورة كانت داخل مخزن ضخم أسفل بناية في العاصمة، وتحوي 67 رشاشا كلاشينكوف، و37 مسدسا رشاشا من نوع "سكوربيون"، و43 مسدسا آخر و8 كيلوجرامات من البارود، ونحو 50 ألف رصاصة".
وعلق رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف على الأمر قائلا: "لم أر من قبل مثل هذه الكمية من الأسلحة.. ومن نوعية تشبه تلك التي تملكها وحداتنا الخاصة"؛ فيما أكد مدير مكتب مكافحة الجريمة المنظمة إيفايلو سبيريدونوف، أن هذه الأسلحة "كانت معدة للتصدير على الأرجح وأقرب وجهة هي أوروبا".
المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية علق على الأمر قائلا إن اعتقال السلطات البلغارية عملاء النظام الإيراني ضمن شبكة لتهريب الأسلحة، كشف عن وجه جديد من الأنشطة السرية لطهران في أوروبا، في وقت لم تنته فيه تداعيات الكشف عن شبكة إيرانية لاغتيال معارضين في العاصمة الفرنسية باريس، يونيو/حزيران الماضي.
وكانت أوروبا قد دقت طبول حرب أمنية على الإرهاب الإيراني في القارة العجوز، منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي في استجابة عدها مراقبون "متأخرة"، لكنها ترسم على الأرجح سياسة جديدة أكثر حزما بوجه طهران.
واتهمت باريس أجهزة المخابرات الإيرانية بالتآمر لتنفيذ هجوم إرهابي على مؤتمر للمعارضة الإيرانية بمدينة فيلبينت الفرنسية، بعد تحقيقات ومعلومات أكدت دور طهران في المخطط الإرهابي الذي استهدف تجمع المعارضة في يونيو/حزيران الماضي، كما اتخذت باريس وعدد من العواصم الأوروبية إجراءات ضد عملاء طهران في بلدانهم.
وقالت المقاومة، في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، إن وجود إيرانيين ضمن هذه الشبكة يندرج ضمن محاولات طهران تكوين شبكات لتهريب أسلحة وعناصر استخبارية إلى قلب أوروبا، وصوفيا ما هي إلا محطة من المحطات التي تتجمع فيها هذه الشبكات".
وأشار البيان إلى أن إيران نفذت طوال 40 عاما مخططات في الداخل الأوروبي، بينها تعقب المعارضين والتجسس عليهم، فضلا عن استهداف بعضهم من قبل عناصر تابعة لها، أبرزها تورط دبلوماسي إيراني في تنفيذ مخطط إرهابي فاشل لاستهداف مؤتمر حاشد للمعارضة الإيرانية في فرنسا قبل عدة أشهر.
وتتزامن أنباء اعتقال إيرانيين ضمن شبكة تهريب أسلحة في أوروبا، مع تهديدات أطلقها روحاني من أن "طوفان" مخدرات ولاجئين وقنابل وإرهاب في الطريق، إذا أضعفت العقوبات الأمريكية قدرة إيران على التصدي لهذه المشكلات، على حد تعبيره.
وقال في كلمة بثها التلفزيون الحكومي: "أحذر من يفرضون هذه العقوبات من أنه إذا تأثرت قدرة إيران على مكافحة المخدرات والإرهاب، فلن تكونوا (الغرب) في مأمن من طوفان من المخدرات واللاجئين والقنابل والإرهاب".