إيران تخشى سقوطا مدويا بسبب أزمات "الاقتصاد"
تحذيرات ومخاوف رسمية إيرانية من مصير غامض بسبب أزمات الاقتصاد.
تتجه مدارات الأحداث في داخل إيران ناحية التصعيد ضد نظام الملالي خلال الفترة المقبلة، بحسب معطيات عدة فرضت نفسها على المشهد الراهن، حيث تفاقمت الأزمات الاقتصادية إلى حد غير مسبوق، بعد تهاوي القيمة الشرائية للعملة المحلية، بالتزامن مع وصول سعر الدولار الواحد نحو 9000 تومان بالسوق الحرة، وسط كساء وغلاء يضربان الأسواق الإيرانية مؤخراً.
وتتواصل منذ أمس الأحد، احتجاجات شعبية حاشدة في أنحاء متفرقة من طهران، شملت مراكز تجارية وأسواق كبرى قبل أن تخرج إلى الشوارع بسبب تردي الأوضاع المعيشية؛ فيما قوبلت بعنف وقمع من أجهزة الأمن والمليشيات الموالية لنظام الملالي، لعدم اتساع نطاقها خارج العاصمة الإيرانية بعد أن ارتفعت حدة الشعارات ضد رموز الملالي والمغامرات العسكرية خارج الحدود، لا سيما في سوريا.
ويبدو أن هناك صراعاً بدا يلوح في الأفق على إثر تلك التطورات بين حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني، التي أعلنت اعتزامها تدشين سوق موازية للعملات الأجنبية، في محاولة يائسة لإنقاذ أزمتها المتفاقمة، في مقابل تيارات متشددة داخل هيكل نظام الملالي، بعد أن طالبت عدة شخصيات محسوبة عليها بعزل وزراء إيرانيين حاليين، أو عقد انتخابات مبكرة، وصولاً إلى تنصيب حكومة عسكرية بالكامل، تتكون من جنرالات مليشيات الحرس الثوري الإيراني.
وتسعى تلك التيارات المتشددة نحو تبني لهجة التصعيد سواء في التصريحات أو المواقف بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، في مايو/أيار الماضي، حيث ترفض جلوس إيران على طاولة مفاوضات للتوصل إلى ثمة حلول في هذا الصدد، خاصة في أعقاب الإعلان عن الاستراتيجية الأمريكية الجديدة لكبح جماح أنشطة طهران العدائية.
وبات النظام الإيراني يخشى على مصيره بفعل تدحرج كرة اللهب على إثر تصاعد الاحتجاجات في البلاد مؤخراً إلى حد غير مسبوق، سواء عمالية، أو فئوية، أو حتى سياسية، إلى حد أن أعلن محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني، مخاوفه من مصير غامض ينتظر بلاده في قادم الأيام، حال فشل الاتفاق النووي نهائياً.
وكشف ظريف، بحسب وسائل إعلام رسمية، عن رغبة طهران الانسحاب من الاتفاق النووي حال إجبارها على ذلك الأمر، في الوقت الذي حذر من وجود ماو صفها بـ"مخاطر كبيرة" تواجه إيران حال وقوع تلك الفرضية، قبل أن يهاجم أطرافاً داخلية، متهماً إياها بالوقوف وراء زعزعة استقرار الأسواق بالبلاد، على حد قوله.
واعتبر وزير الخارجية الإيراني أن جميع التيارات السياسية المنضوية تحت جناح نظام الملالي بأكملها في "سفينة واحدة"، قبل أن يزعم وجود مؤامرة خارجية تستهدف تدمير إيران، خاصة أن الحكومة الإيرانية تخشى من تفاقم أزمات القطاع المصرفي، وارتفاع وتيرة الاحتجاجات بالأسواق، وكذلك الفئوية والعمالية، وسط تدهور متلاحق، وعجز حكومي عن التوصل لحلول ناجزة.
وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة "كيهان" اللندنية، الإثنين، إلى أن محمد مهدي بهكيش، نائب رئيس الغرفة التجارية الإيرانية المعروفة اختصاراً باسم "آي سي سي"، حذر ظريف الذي حضر الاجتماع إلى جانب عدد من الناشطين الاقتصاديين من التداعيات السلبية المتوقعة على هامش الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، وشبح عودة العقوبات الاقتصادية مجدداً.
واعتبر "بهكيش" في كلمة له بالاجتماع، أن بلاده تواجه مصيراً متوقعاً وصفه بـ"الحصار الاقتصادي"، قبل أن يشير إلى أزمة النقد الأجنبي داخل إيران مؤخراً، في الوقت الذي نقل عن ولي الله سيف محافظ البنك المركزي الإيراني تصريحات تفضح مدى فشل النظام الإيراني في الحد من أزماته الاقتصادية، الناجمة عن دعم المغامرات العسكرية، حيث أخبره الأخير بعدم وجود حلول محددة في هذا الصدد.
وأكدت صحيفة "كيهان"، أن الحكومة الإيرانية تواجه تلك المصاعب الاقتصادية، من خلال خارطة مبهمة، في الوقت الذي تتشرذم جهود إنقاذ عثرات الاقتصاد المتهاوي، وسط انعدام ثمة أمل في القريب المنظور نحو تحسين الأوضاع المعيشية المتردية، ما بات ينذر بمصير غامض.
aXA6IDMuMTQ5LjIxNC4yMjMg جزيرة ام اند امز