إيران تمنع إحياء ذكرى "شاعر الحرية" للعام الثاني على التوالي
ضريح الأديب الإيراني لا يزال مغلقا حتى الآن وسط تواجد أمني في محيطه، رغم تفرق الحشود التي تواجدت لإحياء ذكراه السنوية.
حظرت السلطات الإيرانية للعام الثاني على التوالي إحياء مراسم الذكرى السنوية الـ18 للأديب الإيراني الراحل أحمد شاملو، الذي عرف بمواقفه المناهضة لنظام الملالي، ومنعت محبي "شاملو" من دخول مقبرته في مدينة كرج التابعة لمحافظة ألبرز الواقعة غرب العاصمة الإيرانية طهران.
وأوردت وسائل إعلام إيرانية، أن قوات أمنية إيرانية أغلقت أبواب الضريح، ومنعت إقامة المراسم التي دعت إليها رابطة كتاب إيران، في الوقت الذي تداول نشطاء إيرانيون أنباء على مواقع التواصل الاجتماعي عن اعتقال اثنين من أعضاء الرابطة هما علي كاكاوند، وروزبه سوهانى ونقلهما لمكان غير معلوم.
وأكد "راديو فردا" الناطق بالفارسية، أن ضريح الأديب الإيراني لا يزال مغلقا حتى الآن وسط تواجد أمني في محيطه، رغم تفرق الحشود التي تواجدت لإحياء ذكراه السنوية، والتي دأبت السلطات الإيرانية على حظر إقامتها طوال السنوات الماضية، بسبب موقفه المعارض للنظام قبل وفاته.
وصادرت السلطات الإيرانية الهواتف النقالة، والكاميرات، والملصقات التي كانت بحوزة أغلب محبي الأديب الإيراني المتواجدين بالمكان، بينما استجوبت عددا كبيرا منهم حول ملابسات عقد هذه المراسم.
ووقعت اشتباكات بين عدد من المثقفين والفنانين وقوات أمنية إيرانية بمقر الضريح، العام الماضي، حيث اعتقلوا عددا منهم، فيما أصدرت حينها رابطة كتاب إيران بيانا نددت فيه بالقمع الأمني، وحظر إقامة مراسم لأديب وشاعر إيراني بارز، واعتبرت أن هذه التصرفات العدائية تتنافي مع أبسط حقوق المواطنة، وتصادر الفكر والحريات.
وولد "أحمد شاملو"، في 12 ديسمبر/كانون الأول عام 1925 بطهران، وعرف عنه اشتغاله بالصحافة، والترجمة عن الأدب العالمي، وأيضا الكتابة الأدبية، وتدوين الشعر، إلى أن لقب في الأوساط الأدبية الإيرانية بـ"شاعر الحرية"، كما دون عددا من المقالات الأسبوعية، وتضمنت كتاباته انتقادات لاذعة للنظام الإيراني الجديد بعد عام 1979، عقب سيطرة رجال الدين المتشددين على سدة الحكم.
ولعب الأديب الإيراني الراحل دورا بارزا في تطوير مستوى الشعر الفارسي، وعرفت أشعاره باسم "الشعر الأبيض"، وتضمنت قصائده ودواوينه أحاديث عن الحرية، والأمل، والنضال السياسي، معبرا عن تلك القيم بلغة رصينة وإبداع كبير.
وتوفي "شاملو" في يونيو/حزيران عام 2000، مسجلا اسمه ضمن قائمة شعراء وأدباء إيرانيين بارزين من أمثال فروغ فرخ زاد، وسهراب سبهري، بعد أن حرر الشعر من قيود القصيدة العمودية إلى الحرة، إضافة إلى تضمين كتاباته الأدبية ودواوينه الشعرية رصدا للواقع الاجتماعي والسياسي خلال تلك المرحلة من عمر إيران.
aXA6IDMuMTM1LjIwMi4zOCA= جزيرة ام اند امز