السعودية والإمارات بالقرن الأفريقي.. شراكة تحطم مخططات قطر وإيران
جهود السعودية والإمارات مع إريتريا وإثيوبيا نجحت في بسط التهدئة بالقرن الأفريقي وتقويض مخططات قطر وإيران التآمرية والتخريبية.
مبادرة سلام تاريخية قادتها السعودية والإمارات لإنهاء حالة الاقتتال المسلح التي استمرت نحو عقدين من الزمن بين البلدين الجارين إثيوبيا وإريتريا.
ووفقا لرؤية محللَيْن في الرياض تحدثا إلى "العين الإخبارية"، فقد نجحت جهود السعودية والإمارات في بسط التهدئة بالقرن الأفريقي وتقويض مخططات قطر وإيران التآمرية والتخريبية.
وجاءت ثمار الجهود السعودية والإمارات بتوقيع رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد ورئيس إريتريا أسياس أفورقي على إعلان اتفاق سلام وصداقة مشترك لإنهاء حالة الحرب، مستنداً إلى 5 محاور رئيسية لتدشين عهد جديد بين البلدين.
- قمة أبوظبي بعيون الإعلام الإثيوبي والإريتري.. الإمارات تصنع السلام
- الإمارات وإريتريا.. أيادي الخير ترسم الجغرافيا السياسية بالقرن الأفريقي
السعودية والإمارات.. شراكة في نشر السلام
يقول الأستاذ في العلوم السياسية بجامعة الإمام سعود والباحث في الشؤون الأفريقية الدكتور حسام مندور: "الاهتمام بالقارة الأفريقية بدأ منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي كان له دور مُقدر في دعم القضية الإريترية، ومساعدة دول القارة في تثبيت الحقوق الشرعية في ظل وجود كثير من الحساسية التي تكتنف حُكم دول الجوار، وهو الدور الذي تواصل فيما بعد وظهر في الموقف الإماراتي الداعم للدخول في عملية سلام كاملة مع إثيوبيا".
يوضح أستاذ العلوم السياسة: "المساعي السعودية الإماراتية جعلت القيادة السياسية في إريتريا تنصت إلى خطاب شرق أوسطي عربي ساعد في الدفع نحو المصالحة، والدخول في مباحثات سلام حقيقية مع إثيوبيا خلال الفترة الماضية، وهو أمر محمود لم يكن في الحسبان أن يتم مستقبلا".
ولفت مندور إلى أن الجهود السعودية والإماراتية نجحت في "وقوف الشعبين الإثيوبي والإريتري حالياً على عتبات مرحلة جديدة من العمل المشترك".
يتابع: "الدور السعودي الإماراتي في تحقيق المصالحة الأفريقية قطع الطريق على مشروع قطر التخريبي في القرن الأفريقي، والذي بدأ من إريتريا في عام 2000 انطلاقاً إلى السودان ودعم الجماعات الصومالية".
ويرى مندور أن "التدخل القطري في القارة الأفريقية ساعد في تعقيد أزمة شمال السودان وظهور تنازع طائفي على خلفية دعم جماعات لها خلفيات دينية ومذهبية، ما أدى إلى دخول السودان في مغبة خلافات كبيرة تأثرت بها إريتريا على الجانب الآخر، وجعلتها بعيدة عن أي تقارب سياسي مع إثيوبيا، حتى جاء الدور السعودي الإماراتي بحلول اقتصادية وسياسية في أديس أبابا وأسمرا رسمت مسارا جديدا للتنمية في البلدين".
تهدئة القرن الأفريقي بجهود السعودية والإمارات
في السياق ذاته، يقول المحلل العسكري العميد محمد الشهري: "توقيع اتفاق سلام بين حكومة أديس أبابا وأسمرا سيسهم بقوة في استعادة التهدئة في منطقة القرن الأفريقي"، مضيفا أن "الشعبين الإثيوبي والإريتري أصبحا حالياً امتداداً وبعداً استراتيجيا لبعضهما البعض باتفاق كامل".
الشهري قال إن زيارة أفورقي إلى السعودية للقاء خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، "تعد تتويجاً لدور الرياض والإمارات في دعم المصالحة وتثبيت دعائمها حتى الخروج بها إلى حيز التنفيذ، وفتح الحدود واستعادة حركة النقل بين البلدين".
ويؤكد أن "السياسة السعودية والإماراتية خلال السنوات الأخيرة تعمل على تجهيز المسرح السياسي للوقوف ضد التغلغل الإيراني والقطري في القرن الأفريقي، ودحض مخططهما التخريبي بإشعال فتيل الصراع في القارة الأفريقية، كما حدث في منطقة الشرق الأوسط خلال سنوات الربيع العربي، فضلا عن الوقوف أمام محاولات استغلال السواحل الإريترية لتهريب السلاح إلى اليمن كدعم لميليشيا الحُوثي الإرهابية".