الإمارات وإريتريا.. أيادي الخير ترسم الجغرافيا السياسية بالقرن الأفريقي
مراقبون قالوا إن قادة الدول الذين يحاولون تـأسيس نفوذهم عبر دعم مليشيات مسلحة لن يفهموا على الأرجح ما تمثله دبلوماسية الخير
مدفوعة بروح المسؤولية الإنسانية التي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أعادت الإمارات تشكيل جغرافيا سياسية جديدة في القرن الأفريقي الذي عانى بسبب موقعة الاستراتيجي من صراعات أججتها قوى متنافسة على الساحتين الدولية والإقليمية.
وتبدو العلاقات الإماراتية الإريترية تجسيدا لمكاسب دبلوماسية الخير المنزه عن الغرض وما يمكن أن يتأسس عليه من ثقل سياسي.
وكان صندوق أبوظبي للتنمية قد أبرم في يونيو/حزيران 2012، اتفاقية قرض بقيمة 183 مليون درهم مع حكومة إريتريا للمساهمة في تمويل مشاريع تنموية وحيوية تخدم اقتصاد البلاد.
وجاءت اتفاقية التمويل الموقعة قبل 6 سنوات في ظل نمو وتطور العلاقات بين إريتريا والإمارات، وفي إطار مساندة دولة صديقة في تطوير اقتصادها بتقديم القروض اللازمة لتنفيذ مشاريعها الإنمائية.
كما لعب المستشفى الإماراتي الميداني الإنساني العالمي المتنقل، دورا كبيرا في توطيد أوجه العلاقات بين الإمارات وإريتريا، حيث نفذ المستشفى برامج علاجية وإنسانية بشراكة مع وزارة الصحة الإريترية وتحت إشراف حملة العطاء الإنسانية لعلاج مليون طفل ومسن، وبمشاركة نخبة من كبار الأطباء والجراحين من مختلف دول العالم.
وظل مستشفى الإمارات الميداني يعمل في إريتريا لأكثر من خمسة أشهر ما يعكس متانة العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث قدمت حملة العطاء الإنسانية تجهيزات طبية متطورة أسهمت في إنشاء مركز متكامل لأمراض وجراحة العيون للاستمرار في تقديم الخدمات الطبية التشخيصية والعلاجية لمرضى العيون، حيث يضم المركز أجهزة حديثة تساعد على إجراء جراحات دقيقة.
وقبل عام من بدء عمل المستشفى الميداني المتنقل كان وفد إماراتي تابع لمبادرة زايد العطاء قد وصل إريتريا وسط ترحيب من مسؤولي البلد الأفريقي الذي أنهكه صراع ممتد مع جارته إثيوبيا.
ومستفيدة من علاقات الصداقة الممتدة بين البلدين إثيوبيا وإرتيريا نجحت دبلوماسية الخير الإماراتية في إنهاء صراع بين البلدين استمر لنحو 20 عاما، لتطوي صفحة الخلاف ولتبدأ مرحلة جديدة في القرن الأفريقي.
aXA6IDMuMTQ5LjIzNC41MCA= جزيرة ام اند امز