مستشار الرئيس الإيراني يعترف بخطأ قرار "رفع البنزين"

مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني يقر ضمنيا بأن حكومة بلاده أخطأت في قرارها المفاجئ برفع أسعار البنزين 300%، نوفمبر الماضي

أقر حسام الدين آشنا، مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني ضمنيا أن حكومة بلاده أخطأت في قرارها المفاجئ برفع أسعار البنزين 300%، نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والذي نجم عنه موجة احتجاجات شعبية خلفت قتلى وجرحى ومعتقلين.

وقال "آشنا" الذي يتولى رئاسة مركز الدراسات الاستراتيجية برئاسة الجمهورية الإيرانية خلال مقابلة مع صحيفة "إيران الحكومية، الأحد، إن "المجتمع يمتعض عندما يكون للسرية مكان، وكذلك يتخذ الناس رد فعل حادا حينما يشعرون بأن أسعار البنزين لم يتم تنسيقها معهم".

• أحكام بالإعدام والجلد ضد معتقلي احتجاجات البنزين بإيران

وأضاف مستشار روحاني "هل تعتقدون اليوم أن أي شخص في الحكومة بإمكانه اتخاذ قرار مفاجئ مرة أخرى"، متابعا أن المجتمع ليس صامتا أو فاقدا للوعي، حسب قوله.

وأشار "آشنا" إلى أن الناس سيبتعدون عن صناديق الاقتراع في الانتخابات إذا لم يجدوا المرشحين المناسبين لهم.

وتطرق مستشار الرئاسة الإيرانية إلى الاحتجاجات الشعبية العارمة التي اندلعت أواخر العام الماضي في أنحاء متفرقة من البلاد.

ولفت آشنا إلى المظاهرات التي أعقبت التكتم على إسقاط الحرس الثوري لطائرة الركاب الأوكرانية التي كانت تقل 176 شخصا، مطلع العام الجاري، فضلا عن العزوف الشعبي خلال انتخابات البرلمان في فبراير/شباط الماضي.

واعتبر مستشار روحاني أن البرلمان الإيراني شريك في قرار زيادة أسعار البنزين بعد أن أعطى الحكومة صلاحية يمكن بموجبها تغيير الأسعار.

وعلى الرغم من مرور 6 أشهر لم تقدم السلطات الإيرانية إحصائيات رسمية حول أعداد القتلى والمصابين والمعتقلين في احتجاجات البنزين التي اندلعت 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، ودامت لأكثر من أسبوعين.

ولم تحقق السلطات الإيرانية بشكل مستقل فيما أثارته منظمات حقوقية دولية بشأن مقتل نحو 1500 قتيل واعتقال ما يقارب 8 آلاف شخص خلال تلك الاحتجاجات.

ولم يسمح لوسائل الإعلام المحلية بتغطية كواليس الجلسات التي اتهم فيها معتقلون بالتواطؤ ضد الأمن القومي الإيراني والمشاركة في الإخلال بالأمن العام وإهانة المرشد علي خامنئي.

ووجهت اتهامات لمعتقلين آخرين كذلك بالتعاون مع حكومات دول معادية لنظام طهران، والسطو المسلح، بالإضافة إلى التمرد والتخريب.

وتراوغ الحكومة الإيرانية بشأن إعلان حصيلة رسمية لضحايا احتجاجات البنزين، على الرغم من مطالبات داخلية ودولية دعت طهران لبدء تحقيقات شفافة وذات مصداقية حول أعداد القتلى والمعتقلين مؤخراً.