إيران تواصل المراوغة بشأن حصيلة ضحايا احتجاجات "البنزين"
القضاء الإيراني يتخلى عن مسؤولية إعلان إحصاء رسمي لضحايا احتجاجات البنزين التي اندلعت 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي
أعلن القضاء الإيراني تخليه عن مسؤولية إعلان إحصاء رسمي لضحايا احتجاجات البنزين التي اندلعت 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ودامت لنحو أسبوعين في بعض المدن الكبرى بالبلاد.
وقال الناطق باسم السلطة القضائية الإيرانية غلام حسين إسماعيلي خلال مؤتمر صحفي عقد بطهران، الثلاثاء، إن مجلس الأمن القومي الإيراني يجب أن يعلن أعداد ضحايا الاحتجاجات التي حدثت اعتراضا على غلاء أسعار البنزين ثلاثة أضعاف فجأة.
ووصف إسماعيلي ما أوردته منظمات حقوقية ووكالات أنباء دولية بينها "العفو الدولية" التي تحدثت عن مقتل 304 أشخاص على الأقل، و"رويترز" أشارت إلى مقتل 1500 شخص في الاحتجاجات الإيرانية بالكذب، على حد تعبيره.
وعلى الرغم من انقضاء أكثر من 40 يوما على احتجاجات البنزين في إيران، لم تعلن السلطات أي إحصاء رسمي لأعداد القتلى، والجرحى، والمعتقلين خلال تلك المدة.
وتتبادل الأجهزة الحكومية الإيرانية حتى الآن مسؤولية الكشف عن حصيلة نهائية بشأن ضحايا الاحتجاجات التي وقعت الشهر الماضي، حيث عدّ علي ربيعي المتحدث باسم حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني أنه غير مسؤول عن هذا الأمر.
في حين ادعى محمود واعظي مدير مكتب روحاني أن النظام الإيراني لم يتبنَّ أسلوب الصمت، على حد زعمه.
واتهم المتحدث باسم القضاء الإيراني غلام حسين إسماعيلي وسائل إعلام أجنبية (لم يسمها) ببث ما وصفها أكاذيب وفبركة أخبار تتعلق بالاحتجاجات الأخيرة في بلاده، حسب قوله.
واعتبر إسماعيلي أن السلطة القضائية والمدعي العام في إيران غير معنيين بإعلان أعداد القتلى، ولذا ينبغي أن يكشف مجلس الأمن القومي وسكرتير المجلس تفاصيل قضايا سياسية مثل البنزين، وفق ما أوردت وكالة أنباء فارس (شبه الرسمية).
وجاءت تلك التصريحات في حين نقل جمال عرف نائب وزير الداخلية الإيراني للشؤون السياسية لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا)، أن المدعي العام من المقرر أن يعلن إحصاء رسمي طبقا لأرقام منظمة الطب الشرعي في البلاد.
ولا تزال الحكومة الإيرانية تراوغ بشأن إعلان حصيلة رسمية لضحايا احتجاجات البنزين، على الرغم من مطالبات داخلية ودولية دعت طهران لبدء تحقيقات شفافة وذات مصداقية حول أعداد القتلى والمعتقلين مؤخرا.
وكرر المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية مزاعم من قبيل أن محتجين قد قتلوا بأسلحة من وصفهم بـ"الأشرار" و"المخربين" وليس برصاص أسلحة قوات الأمن أو الجيش في بلاده.
وزعم إسماعيلي أن عائلة الشاب بويا بختياري الذي سقط قتيلا بسبب رصاصة اخترقت رأسه من جانب عناصر الأمن الإيرانية في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قد اعتقلت بسبب تحريضها على أعمال إجرامية، حسب تعبيره.
وأعرب متحدث القضاء الإيراني عن رضاه بسبب قمع سلطات بلاده متظاهرين حاولوا تأبين قتلى احتجاجات البنزين في 26 ديسمبر/كانون الأول 2019.
وبات المحتج القتيل بويا بختياري أقرب إلى أيقونة شعبية بعد اعتقال الاستخبارات الإيرانية عائلته بالكامل، قبل يومين من عقد مراسم الأربعين لضحايا الاحتجاجات، نهاية الأسبوع الماضي.
وشددت السلطات الأمنية إجراءاتها في أنحاء متفرقة لمنع المتظاهرين من الوصول إلى مقابر قتلى الاحتجاجات، غير أن البعض منهم (المتظاهرين) نجح بإقامة مراسم تأبين لبختياري بمقبرة "بهشت سكينة" في نطاق مدينة كرج الواقعة غربي العاصمة طهران.
aXA6IDEzLjU4LjIwMy4yNTUg جزيرة ام اند امز