باحث أمريكي يكشف خبايا برنامج الحرب الإلكترونية الإيراني
برنامج الحرب الإلكترونية الإيراني وآثاره غير المباشرة على الأمن العالمي وغيرها من المصالح الدولية لم تحظ بالاهتمام العالمي الكافي.
أكد الباحث السياسي الأمريكي مجيد رفيع زاده أنه يتوجب على المجتمع الدولي التصرف بسرعة ومحاسبة النظام الإيراني على هجماته الإلكترونية ضد حكومات الدول الأخرى ومواطنيها.
وقال زاده خلال مقال له منشور بصحيفة "عرب نيوز" السعودية الصادرة باللغة الإنجليزية إن المغامرات العسكرية للنظام الإيراني في المنطقة اضطلع بها بصفة أساسية الحرس الثوري الإيراني وذراعه فيلق القدس ووكلاء طهران، إلى جانب المليشيات والمجموعات الإرهابية في الشرق الأوسط.
وأشار الباحث الأمريكي إلى أن السياسات التوسعية الإيرانية حازت على اهتمام عدد كبير من وسائل الإعلام والساسة والباحثين، غير أن برنامج الحرب الإلكترونية الإيراني وآثاره غير المباشرة على الأمن العالمي وغيرها من المصالح الدولية كان له جانب أصغر من هذا الاهتمام.
وأوضح الباحث الأمريكي أن برنامج الحرب الإلكترونية، الذي بدأ في 2012، يديره المجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني، الذي تشكل بأمر من المرشد علي خامنئي، وقد أصبح المجلس ركيزة أساسية بالنسبة للحرس الثوري والسياسات الخارجية الإيرانية.
ولفت زاده خلال مقاله إلى أن إيران عملت على تطوير قدراتها الإلكترونية منذ تأسيس المجلس، لكن بدلًا من توظيف هذا التقدم في تولي زمام الطفرات التكنولوجية وتحسين حياة المواطنين، استغل النظام الإيراني البرنامج لشن هجمات إلكترونية وتنفيذ عمليات تجسس إلكترونية في محاولة لإلحاق الضرر بالبنى الأساسية المالية والأمنية والسياسية الخاصة بالدول الأخرى.
الأسبوع الماضي، اتهم شخصان يتخذان من إيران مقرا لهما بأنهما وراء سلسلة من الهجمات الإلكترونية في الولايات المتحدة، تضمنت تعطيل عمل حكومة أتلانتا من خلال استهداف مستشفياتها ومدارسها والوكالات الحكومية وغيرها من المؤسسات.
وأوضح مجيد رفيع زاده أن النظام الإيراني في وقت سابق كان أيضًا مسؤولًا عن شن هجمات إلكترونية ضد الولايات المتحدة وغيرها من الدول، على سبيل المثال، تعرضت الأنظمة المصرفية الأمريكية لهجوم بمستوى غير مسبوق فضلًا عن مواقع عدد من البنوك، مثل: "بنك أوف أمريكا" و"سيتي جروب"، وأوضح مسؤولون أن مستوى تلك الهجمات يشير إلى أن الفاعل الحكومة الإيرانية.
ومؤخرًا، اتهمت وزارة العدل الأمريكية 7 إيرانيين بشن هجمات تعطيل الخدمة على 46 شركة، تستهدف بصورة أساسية القطاع المصرفي والمالي، فضلًا عن أن الاستخبارات الأمريكية أشارت إلى أن إيران وراء فيروس "شمعون"، الذي استهدف شركة "أرامكو" السعودية.
وأوضح زاده خلال مقاله أن القادة الإيرانيين مدركون لحقيقة أن شن هجمات إلكترونية أقل تكلفة عن الانخراط في مواجهة عسكرية مباشرة مع خصومها، خاصة وأن قدراتها العسكرية أقل من "أعدائها"، لافتا إلى أنه من وجهة نظر القادة الإيرانيين البديل للحرب الفعلية هي الافتراضية التي تقدم ميزة إخفاء الهوية كما تصعب للغاية إمكانية محاسبتهم.
ورأى زاده أن من المهم الإشارة إلى أن إيران على الأرجح ستحاول تصدير تلك القدرات المتعلقة بالحرب الإلكترونية إلى وكلائها ومليشياتها والحلفاء، وقد يكون لهذا عواقب وخيمة بالنسبة لمصالح الأمن القومي للدول وبناها التحتية.
وأشار الباحث إلى أن برنامج الحرب الإلكترونية الإيراني أصبح مسألة أمن قومي بالنسبة للنظام؛ خاصة وأنه يساعد الملالي في تحقيق أهداف سياستهم الخارجية ومطامعهم في الهيمنة الإقليمية.