العداء للعرب والولاء للولي الفقيه.. مفتاح تحالف إيران-الإخوان
محللون سردوا لـ"بوابة العين" النقاط الجامعة بين الطرفين
رغم الاختلاف المذهبي المعلن، إلا أن الفكر الاحتلالي والمليشياوي، والعداء للدول العربية يجمعان إيران وتنظيم الإخوان في تحالفات تدميرية.
"العداء للدول العربية" حتى إسقاطها واحتلالها، وفكر "الحاكمية والولي الفقيه".. مفتاح التحالف بين إيران وتنظيم الإخوان الدولي، وهو ما يدفعهم للتعاون رغم الاختلاف المذهبي لتدمير دول المنطقة.
- إيران والإخوان في لندن .. إرهاب خلف لافتة تقريب المذاهب
- الحشد والحزب والإخوان.. مؤتمر شر بلبنان تحت مظلة إيران
هذا ما خلص إليه محللون في أحاديث لـ"العين الإخبارية"، ردا على نفي حزب الله لما نشرته مواقع إيرانية معارضة عما نسب إلى أمينه العام حسن نصر الله عن التحالف بين مليشيا حزب الله وبين تنظيم الإخوان، وخضوع الحزب بشكل كامل لطاعة إيران.
فبتعبير المحلل السياسي اللبناني علي الأمين، فإن العلاقة بين إيران وتنظيم الإخوان "جيدة جدا"، ويهتم الإيرانيون بتعزيز هذه العلاقة، "أولاً لأن هناك تشابها بينهما في الخلفية الأيديولوجية"، وثانيا "لقاؤهما على مواجهة المملكة العربية السعودية ودول الخليج المعتدلة؛ إذ إن من مصلحة الطرفين مناصبة العداء لدول الخليج".
وفي حديث مع "العين الإخبارية"، قال الأمين: إن الإيرانيين يعتبرون تنظيم الإخوان الأقرب لهم في هذه المرحلة، والإخوان يتعرضون حاليا لحرب ورفض عربي، ويحتاجون إلى حضن، فتحضنهم إيران للاستثمار بهم.
وربط الأمين هذا الأمر بالعلاقات الجيدة التي تتنامى حاليا بين إيران وتركيا.
والعلاقة بين إيران والإخوان تنسحب على العلاقة بين مليشيا حزب الله- ذراع إيران في لبنان- وبين الإخوان، وفق المتحدث ذاته، فيتعاونان في تشكيل جماعات وخلايا لقلب الأنظمة العربية وخلق توترات.
وأيديولوجيّا، يحتاج "التطرف الشيعي للتطرف السني؛ لأن أي تطرف يستولد تطرفا مقابلا، ويتغذى منه"، وإيران لا يمكنها بسط نفوذها إلا باستخدام لغة متطرفة مصبوغة بصبغة إسلامية تتلاقى مع لغة الإخوان، وفق المحلل اللبناني.
أما عماد حميقة، الناشط السياسي المنشق عن حزب الله، فيقول لـ"العين الإخبارية: إن العلاقة بين الإخوان وحزب الله وإيران "علاقة ممتازة؛ لأنهم من نفس المدرسة"، فقد "تخرّجت نظرية ولاية الفقيه القائمة على الإسلام السياسي في مدرسة حسن البنا، وبالتالي فهناك الكثير من القواسم المشتركة بينهما، يكمّلان بعضهما البعض في المسار السياسي، على قاعدة أن الإسلام هو الحل".
ويضيف حميقة: "لا شك أن الأساس في هذا التقارب هو الالتقاء على منظومة المصالح السياسية... هما يجتمعان على مبدأ واحد، وهو اعتبار أن إعادة الحكم الديني هي الأساس في بناء الدول التي يطمحون إليها، مقابل هدم الدول القائمة. ولذلك تلجأ إيران إلى الاستثمار في جماعات في عدد من الدول لتحقيق اختراقات في السلطة، كحركة حماس في فلسطين، وحزب الله في لبنان، وعدد من التنظيمات العراقية".
ويختم قميحة بقوله إنهم يستخدمون رفع شعارات براقة، كفلسطين والدين والدفاع عن القدس، لأجل تحقيق هذه الأهداف السياسية التي في عمقها تهدف إلى خلق الشرخ داخل المجتمعات.
في السياق نفسه، يؤكد مصطفى علوش، النائب السابق وصاحب كتاب "حزب الله كما رأيته"، أن ما يجمع الطرفين هي العقيدة الأساسية لما يدعون أنها حاكمية الله، وترجمتها حاكمية الولي الفقيه.
والولي الفقيه هو رأس التنظيم، وهو الذي- في مرحلة التمكين- يقود التنظيم وأتباعه والدول التي تقع في شبكته سياسيا ودينيا، أي كحاكم سياسي وكمرجعية دينية، ويفرض الحكم المطلق والطاعة العمياء، مثلما فعل الخميني بعد ثورته 1979، ومثلما ينتظر الإخوان ليفعلوا.
ويضيف علوش في حديث لـ"العين الإخبارية أن ما يجمع الطرفين حاليا هو أن إيران دولة لديها مشروع في المنطقة، والإخوان يحتاجون لمن يحتويهم، ووجدوا ذلك في إيران، تماما كما جمعت المصلحة تنظيم القاعدة بإيران، وحصل على دعم وفير لزيادة التطرف السني، فتستغل إيران ذلك لخدمة التطرف الشيعي.
وعادة ما يلتقط النظام الإيراني ومليشياته العمليات الإرهابية التي يقوم بها تنظيما القاعدة وداعش وما شابههما من تنظيمات للتسويق إلى أن الدولة الشيعية هي "المنقذ" للسنة والشيعة على السواء من الإرهاب، ويستثمر ذلك في محاولة لإقناع أبناء المنطقة للانضمام إلى مشروعه الاحتلالي.
وتجلى التحالف بين إيران والإخوان حين انتزع تنظيم الإخوان حكم مصر عقب الفوضى التي ألمت بالبلاد بعد 2011؛ وساندوه بقوة، حتى إن الرئيس الإخواني محمد مرسي فتح باب مصر لرئيس إيران الأسبق محمود أحمدي نجاد، ليصبح أول رئيس إيراني يزور مصر منذ القطيعة بين البلدين في عهد الرئيس الراحل أنور السادات قبل 37 عاما.
وجرت اتفاقيات بين الجانبين لتعزيز حكم الإخوان بمشروعات استثمارية، وإرسال وفود سياحية إيرانية، هي غطاء لعناصر الحرس الثوري الذي كان الإخوان يأملون في أن يساعدهم في تكوين مليشيا حرس ثوري مماثلة لها في مصر بدلا من الجيش والشرطة المصريين.
وحين أطاح الشعب المصري بمرسي من الحكم في ثورة 30 يونيو 2013 احتجت إيران رسميا على ذلك.
من ناحية أخرى، فرغم إنكار حزب الله لما ورد عن تصريحات عن التبعية التامة منه لإيران، إلا أن أمينه العام حسن نصر الله، وحتى قبل توليه منصبه، دائما ما يؤكد هذه التبعية، وأن لبنان "مجرد جزء من إيران"، وأن طاعة الولي الفقيه في إيران هي هدفه وليس طاعة حكام لبنان.
aXA6IDMuMTM1LjIyMC4yMTkg
جزيرة ام اند امز