رموز إيرانية-إخوانية.. اختراق الشباب العربي بـ"الموضة"
الإسدال الإيراني والطرحة على طريقة مليشيا "حزب الله" الإرهابي، علامات للاختراق الثقافي الإيراني- الإخواني لشعوب المنطقة.
منذ مئات السنين تتميز التنظيمات السرية والإرهابية بأزياء ورموز خاصة يستدل بها أعضاؤها على بعضهم البعض، وفي مراحل التمكين والعلانية تبالغ في إظهار هذا التميز في الزي ليتعرف عليها الآخرون ويعملون حسابها.
وسارت على الدرب الحركات الطائفية في إيران وحليفتها الإخوانية منذ نشأتهم، سواء ما يتعلق بشكل اللحية، أو تصميم الملابس، وغيرها.
واللافت في هذا الشأن أنه رغم الاختلاف المذهبي المعلن بين الجانبين، إلا أنهما يتفقان في الكثير من هذه المظاهر الشكلية، ربما بما يترجم اتفاقهما في الكثير من الأهداف التدميرية في الشرق الأوسط وفي العالم، مثل تحالفاتهما الجارية بين شخصيات وحركات تابعة لهم في فلسطين ولبنان وتونس واليمن ومصر.
ولكن ما يثير الانتباه أكثر، هو أن الكثير من أبناء شعوب الشرق الأوسط، من غير المنتمين للحركات والجماعات الإيرانية والإخوانية، بل والمعادين لهم، يقلدون طريقتهم في الشكل والملبس، دون أن يدرون أنها العلامات الدالة على من يعمل على تدميرهم، ويعتقدون أنها مجرد "موضة"، وهو ما يمثل نجاحا لتلك الجماعات في الاختراق الثقافي لشعوب المنطقة.
وعلى هذا الأساس ترصد بوابة "العين" بعضا من هذه الصور التي بات يجري تقليدها بشكل واسع دون معرفة أصلها.
الإسدال الإيراني
هو طريقة إيرانية في ارتداء الحجاب الذي فرضته ثورة الخميني 1979 بالقانون على الإيرانيات، ومن غير الواضح إن كان له أصل في الثقافة الإيرانية أم لا، ولكنه بات معلما مميزا للمحجبات الإيرانيات، ولفكر ثورة الخميني الإرهابية.
وفي الـ 20 عاما الأخيرة، انتشر هذا الزي بشكل واسع في دول المنطقة، وبات يُستخدم سواء في أزياء الخروج أو أزياء الصلاة في المنزل، وربما حقق هذا مكاسب ضخمة لشركات ملابس تابعة لإيران.
حجاب سيدات مليشيا حزب الله
هي طريقة في لفة الطرحة، ظهرت بقوة على رؤوس عضوات مليشيا حزب الله التابعة لإيران، ويلتزم بها مذيعات الفضائيات التابعة لتلك المليشيا، وتتميز بسحب طرف من الحجاب وتثبيته بدبوس على الجانب الآخر من الوجه.
وانتشرت هذه الطريقة في عدة دول في المنطقة خلال السنوات الماضية أيضا، وفي مصر مثلا بدأ ظهورها على رؤوس عضوات تنظيم الإخوان الإرهابي، وقلدهم فيها بسرعة كبيرة طالبات الجامعات في فترة من الفترات، وما زال حتى الآن ولكن بشكل أقل، بعد ظهور ربطات طرح جديدة كالتركية وغيرها.
حلقة خاصة للذقن
المنتمون للجماعات المدعية أنها إسلامية يختلفون في طرق إعفاء اللحية، من حيث حجمها وتصفيفها، فمثلا الجماعات التي تصف نفسها بالسلفية الكثير منها يفضل تطويل اللحية، فيما تتفق الجماعات الإيرانية الطائفية والإخوانية في شكل موحد للحية بينهما، وهو ألا تكون طويلة، بل فقط منبتة على الوجه، وقليل منهم من يطيلها، ومن يفعل ذلك غالبا يكون ممن يصفونهم بالفقهاء وعلماء تلك الجماعات.
هذه هي أمثلة لأشكال الزي والمظهر التي اتخذتها الجماعات الإيرانية والإخوانية معلما مميزا لهم، وينقاد في تقليدها الكثيرون دون علم.
فيما هناك أمثلة أخرى تخص الزي والمظهر، هي لا تقتصر على تلك الجماعات، ولكن اللافت أنهم يحرصون عليها أكثر من غيرهم، فهي رمز لتحالفهم، ويتفق الإيرانيون والإخوان في التمسك بيها أشد من غيرهم، ومنها استبعاد رابطة العنق، والحرص على ارتداء القبعات في مناسبات معينة.
استبعاد رابطة العنق
اختلفت التفسيرات حول لماذا لا يرتدي الإيرانيون في معظم أحوالهم، وحتى في المناسبات الرسمية، رابطة العنق منذ ثورة الخميني، فمنها من يقول إنها إشارة منهم لرفض تقليد الغرب، وإن كان هذا التفسير غير منطقي لأنهم يرتدون البدلة الأوروبية.
بل هم يحرصون على ارتداء البدلة الأوروبية أكثر من غيرها من الملابس، ولكن على أن تكون بدون رابطة عنق.
وقلَّد تنظيم الإخوان الإرهابي حلفاءه الإيرانيين في هذا المظهر، فأعضاء حركة حماس الإخوانية في قطاع غزة تفضل معظم الوقت الظهور مرتدين البدلة الأوروبية ولكن بدون رابطة عنق، وفي مناسبات قليلة يضطر قادتها لارتدائها.
كذلك يوجد هذا التقليد بين أعضاء جماعة الإخوان في دول مثل مصر وتونس وغيرهما، وإن كان بشكل أقل.
ارتداء القبعات
تشتهر مليشيا حزب الله الموالية لإيران بارتداء القبعات الصفراء، وعليها شعارهم، وبالمثل سارت على دربهم حركة حماس وجماعة الإخوان عموما باتخاذ القبعات كأحد مظاهر زيهم، خاصة خلال التجمعات والاحتفالات، ولكنهم اختاروا اللون الأخضر.
ولكن التقيد باللون لا يكون إلا خلال المناسبات والاحتفالات، فيما يمكن تغيير هذا اللون في الحياة العادية.
وكرمز لسير بعض الحركات بقطاع غزة وراء ثورة الخميني خطوة بخطوة، تداولت مواقع الإنترنت صورا لفلسطيني يدعى عرفات أبو مرشد سقط خلال قصف إسرائيلي على نفق في قطاع غزة، وهو يرتدي قبعة مطابقة للقبعة الشهيرة التي كان يرتديها القيادي في مليشيا حزب الله عماد مغنية.
وحينها ثارت توقعات بأن أبو مرشد ربما تلقى تدريبات في كتيبة "الرضوان" التابعة لمليشيا حزب الله، والتي تعمل على إعداد القوات الخاصة، وامتلك قبعة منها خلال هذا التدريب، وكرمز لأنه أحد أعضائها أو أحد خريجيها.
ثم انتشر ارتداء تلك القبعة بين الشباب الذين يعتقدون في أن هؤلاء "رمز بطولة" بالنسبة لهم، كما ارتداها آخرون دون أن يعرفوا خلفيتها.