الاحتجاجات العراقية تسقط خدعة "ولاية الفقيه" الإيرانية
شبكة إخبارية ألمانية تشير إلى أن انتقاد المرشد الإيراني للاحتجاجات العراقية زاد من وتيرة الاحتقان ضد طهران في بغداد.
حيت المقاومة الإيرانية، التي تتخذ من باريس مقراً لها، خطوة محتجين عراقيين بتغيير اسم شارع في مدينة النجف الواقعة جنوب البلاد من "الخميني" إلى "شهداء ثورة تشرين".
واعتبر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، التي تمثلها منظمة مجاهدي خلق (معارضة)، أن هذه الثورة مستمرة حتى النصر في العراق، بعد إزالة اسم المرشد الإيراني السابق من شارع رئيسي بالنجف.
وقال الناطق باسم المقاومة الإيرانية، ضمن بيان حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه: "يسقط مبدأ ولاية الفقيه الذي حاول من خلاله الخميني خداع الناس لتبرير سياساته إقليمياً".
وأجمع محللون سياسيون مهتمون بقضايا الشرق الأوسط أن دور إيران في العراق أدى إلى تأجيج غضب المحتجين لدرجة الهجوم على قنصلية طهران في كربلاء، في دلالة على مدى السخط تجاه نظام المرشد الإيراني علي خامنئي، حسب شبكة دويتشة فيلة الألمانية.
وذكرت "دويتشة فيلة" في تقرير عبر نسختها الفارسية، أن الاحتجاجات العراقية مستمرة على الرغم من العنف المفرط من جانب قوات الأمن ضد المتظاهرين.
وأشار التقرير إلى أن إيران ترى في القمع حلاً لمواجهة المتظاهرين العراقيين، بينما لم يتضح بعد كيف سيتغلب العراق على الأزمة السياسية الراهنة.
وتطرقت الشبكة الألمانية إلى أن هجوم المرشد الإيراني علي خامنئي ضد الاحتجاجات العراقية ووصفها بأعمال شغب، إضافة إلى ما قيل عن تدخل أمني مباشر في بغداد من جانب قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، زاد من وتيرة الاحتقان ضد طهران في العراق.
وأكد التقرير أن الوضع برمته في بغداد تحول إلى تحدٍ لمسؤولي نظام طهران، لا سيما أن بعض القوات التي استهدفت المحتجين العراقيين هم عناصر مليشيات موالية لإيران التي رفعت شعارات مؤخراً تطالب بإنهاء نفوذها داخل العراق.
وفي سياق متصل، هاجمت صحفية عراقية تدخلات طهران في شؤون بلادها، خلال السنوات الأخيرة، في أمر وصفته بالاحتلال، مشيرة إلى أن السبيل الوحيد لإنهاء نفوذ إيران بالعراق يتلخص في إسقاط النظام الطائفي والأحزاب السياسية العميلة.
وأضافت الصحفية العراقية، التي تحدثت تحت اسم مستعار يدعي "أصيل"، تبعاً لأسباب أمنية، في مقابلة هاتفية مع صحيفة كيهان اللندنية المعارضة، أن مشكلة بلادها ليست متوقفة فقط على إقالة الحكومة أو تنحي رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي.
ولفتت "أصيل" إلى أن إيران باتت كابوساً يخيم على العراق منذ عام 2003 بعد سقوط نظام الرئيس الأسبق صدام حسين، حيث تحولت المحافظات الجنوبية العراقية إلى ما يشبه مستعمرة إيرانية غير رسمية، حسب قولها.
وشهدت الاحتجاجات التي انطلقت في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعمال عنف دامية، أسفرت عن مقتل 257 على الأقل، وأكثر من 3000 مصاب، بحسب أرقام رسمية.
ومنذ بدء المظاهرات في العراق، مطلع الشهر الماضي، تعالت أصوات المتظاهرين متهمة إيران بالتدخل في الشأن الداخلي لبلادهم، بل ذهب البعض لتحميلها مسؤولية استهداف المحتجين وقتلهم.
كما شهدت المظاهرات في بغداد وعدة محافظات جنوبية حرق العلم الإيراني، رفضاً لـ"إذعان أصحاب السلطة لهيمنة نفوذ طهران"، على حد تعبيرهم.
aXA6IDMuMTMzLjEyNC4xNjEg جزيرة ام اند امز