مخطط إيراني لتسليم مدن عراقية لداعش
سياسي عراقي يكشف عن مخطط مليشيا الحرس الثوري الإيرانية لإشعال حرب طائفية وتسليم مدن جديدة لتنظيم داعش الإرهابي في العراق.
كشف السياسي العراقي البارز مثال الآلوسي عن مخططات مليشيا الحرس الثوري الإيرانية لإشعال الحرب الطائفية في العراق والمنطقة، وتسليم مدن عراقية جديدة لإرهابيي داعش بهدف إشغال العالم عن إرهاب إيران.
منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاقية النووية مع إيران وفرض واشنطن عقوبات لم تتوقف طهران عن وضع الخطط لإشعال حرب طائفية في العراق عبر استخدام مليشياتها.
- تدخلات مليشيات إيران تشعل الصراعات الداخلية في الموصل العراقية
- تصريحات العبادي تكشف صراع أذرع إيران في العراق
وزود فيلق القدس التابع للحرس الثوري المليشيات الإيرانية في العراق بالأسلحة والصواريخ المتنوعة المديات وطائرات الدرون؛ استعدادا لتنفيذ خططها الإرهابية في العراق والمنطقة، وجر أمريكا وحلفائها إلى المواجهة على الساحة العراقية.
وقال الآلوسي، الذي يتزعم حزب الأمة العراقية، لـ"العين الإخبارية" إن "خطة الحرس الثوري تتمثل في مهاجمة الأماكن والمدن والأضرحة المقدسة في العراق لتوريط العراق في حرب طائفية واقتتال داخلي، وقد تمكن الحرس من قبل توريط العراق في حرب طائفية عام ٢٠٠٦ بتفجير ضريحي الأمامين العسكريين في مدينة سامراء شمال بغداد".
وأشار الآلوسي إلى أن توريط العراق بمشاكل واقتتال طائفي يعني إشعال المشهد الإعلامي الدولي بالشأن العراقي مجددا، مضيفا "إذا تدهورت الأوضاع في العراق واشتعلت الأزمة الطائفية حينها سترتفع الأصوات المعارضة والانتهازية في العالم وفي أمريكا ضد ترامب والبيت الأبيض على أن الإدارة الأمريكية هي التي تتحمل مسؤولية ما وصلت إليه الأمور في العراق، وبالتالي تعطيل العقوبات الأمريكية على إيران وإيقاف المشروع الأمريكي للقضاء على الإرهاب الإيراني".
وحذر رئيس حزب الأمة من أن الخطة الإيرانية لإشعال الاقتتال الداخلي في العراق لن تؤثر على العراقيين فقط بل تهدف إلى زعزعة الخليج العربي وأمنه أيضا، لأن أمن الخليج من أمن العراق، وهدف إيران واضح وهو تفكيك منظومة دول الخليج، لأن دول الخليج لها موقف واحد وصلب في مواجهة المخططات الإيرانية في المنطقة، إضافة إلى أن طهران تهدف إلى تهديد الحكومة العراقية من خلال إفشالها، وبالتالي الضغط عليها وإجبارها على عدم الالتزام بالعقوبات الأمريكية، لافتا إلى أن إيران تستخدم العراق وشعبه ودماءه رأس حربة لمواجهة السياسة الأمريكية.
وباتت المحاولات الإيرانية لتفتيت العراق داخليا وإثارة النزاعات فيه واضحة جدا في كل مناطق هذا البلد، ولعل ما يحدث في محافظة كركوك والمناطق الأخرى من عمليات إرهابية وقمع لسكانها منذ أحداث ١٦ أكتوبر/تشرين الأول من عام ٢٠١٧ والصفقات التي عقدت خلاله التي أسفرت عن سيطرة المليشيات الإيرانية وفيلق القدس على هذه المحافظة الغنية بالنفط وعدد كبير من المدن والبلدات الأخرى كخانقين، وطوزخورماتو، وجلولاء، وسنجار التي أصبحت اليوم تحتضن قواعد عديدة لفيلق القدس والمليشيات.
وأكد الألوسي "قد يكون لإرهابيي داعش صلة بالأحداث التي تشهدها كركوك والمناطق الأخرى، لكن وجود داعش في هذه المناطق بهذا الشكل الجديد ليس دليلا على قوة التنظيم، بل دليل على وجود من يضع القوات الأمنية العراقية بشكل مرتخٍ في هذه المناطق، بحيث يتمكن داعش من اختراقها، ومليشيات الحشد الشعبي تتحمل المسؤولية".
ولفت إلى أن من يتحكم في الحشد لم يكن في يوم من الأيام رئيس الوزراء سواء عادل عبدالمهدي أو السابق حيدر العبادي، بل قيادات الحرس الثوري الإيراني هي التي تتحكم في هذه المليشيات، موضحا "إيران ومليشياتها تريد أن تبقى هذه المنطقة منطقة فراغ أمني لتنفيذ خططها الإرهابية".
وكشف الآلوسي عن وضع الحرس الثوري خططا لتسليم مدن جديدة في العراق لداعش وفي مقدمتها مدينة كركوك، كما فعل عام ٢٠١٤ وسلم الموصل والمدن الأخرى للتنظيم.
وأردف "الوضع الأمني في محافظة ديالى هو الآخر مرتبك وقريب من الانفلات وكأن الاختبار الأول يجري في ديالى والثاني في سامراء والثالث في جنوب بغداد، وهذه المناطق جميعها تعتبر حزام بغداد الاستراتيجي، فإشعال الطائفية في بغداد يعتمد على إشعال ديالى، وديالى ليست تحت السيطرة وكذلك المناطق الواقعة شمال بغداد ومنطقة جرف الصخر ليست تحت السيطرة، إذن إفلاتها طائفيا لنشوب اقتتال داخلي بين مواطنيها تحت مسمى حرب بين المواطنين لكنها في الواقع بين المليشيات يعني إفشال أي قوى موجودة في بغداد بالسيطرة على الوضع، الأمر الذي سيؤدي إلى إسقاط بغداد في يد المليشيات".
وتابع الألوسي "علينا أن ننتبه إلى شيء، مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان السابق، سياسي من الوزن الثقيل وهو لا يتحدث بانفعال ولا يرد بانفعال على أي حدث سياسي مهما كان، لكن عندما شهدت كركوك مؤخرا عمليات إرهابية، رأيناه يخرج مطالبا بكشف ما يحدث في كركوك والمدن الأخرى والتحقيق في أحداثها وهذا دليل على وجود تخوف الكُردي من اشتعال المنطقة، وتشير إلى أن الكُرد والقيادة الأمنية والسياسية في الإقليم تريد أن تقول إن هناك نارا ستشتعل وتسعى إلى تنبيه الحكومة العراقية والسياسيين في العراق بذلك".
كما سلط الآلوسي الضوء على الدور الإيراني في كردستان العراق، وأضاف "رغم مرور نحو ثمانية أشهر على تنظيم الانتخابات البرلمانية في إقليم كردستان إلا أن وحدة الخطاب السياسي الكردي معدومة وتحديدا داخل الأطراف السياسية في محافظة السليمانية وبين السليمانية وأربيل، تأخير تشكيل الحكومة الكردية، وجميع الأحداث الأخرى تظهر الأثر والدور الإيراني في زعزعة كردستان"، مؤكدا أن طهران تريد استخدام عملية تشكيل حكومة الإقليم كورقة ضغط على أربيل لتطويعها كي لا تكون جزءا من العقوبات الأمريكية، وتساهم في خرقها.
ودعا الآلوسي الحكومة العراقية إلى اتخاذ مجموعة من الخطوات لردع الإرهاب الإيراني وإنقاذ العراق من مخاطر الحرس الثوري، موضحا "على الحكومة العراقية أن تعلن أن قاسم سليماني غير مرحب به في العراق، وتمنع دخول وخروج الحرس الثوري تحت غطاء الدين أو تحت غطاء المليشيات أو أي غطاء آخر عبر الحدود العراقية وهو ما يجري يوميا في السليمانية وفي ديالى وغيرهما".
aXA6IDMuMTQ5LjI3LjMzIA==
جزيرة ام اند امز