"النجباء".. أولى مليشيات الحشد الشعبي على لائحة الإرهاب الأمريكية
تقرير للكونجرس تحدث عن علاقة الحركة بمليشيات حزب الله وولائها لخامنئي وأسباب تواجدها منذ سنوات في عمق سوريا وعند الجولان
باتت النجباء أول حركة تتبع مليشيات الحشد الشعبي الموالية لإيران في العراق يصدر مشروع قانون أمريكي لإدراجها على لائحة الإرهاب.
وحركة النجباء هي الحركة الأبرز من مكونات "الحشد الشعبي" العاملة في سوريا، وتعلن تواجدها هناك منذ عدة سنوات، وتتفاخر بدورها في تعزيز النفوذ الإيراني في عدة مدن، أبرزها حلب وآخرها البوكمال بدير الزور.
وصنَّف الكونجرس الأمريكي، الاثنين الماضي، حركة "النجباء" كجماعة إرهابية في مشروع قانون، مطالبا بحظرها وبحظر الشخصيات الأجنبية المسؤولة عنها أو المرتبطة بها في فترة لا تزيد عن 90 يوما.
وجاء ذلك في إطار مساعي الكونجرس والإدارة الأمريكية فرض الحظر على عملاء إيران في الشرق الأوسط خلال عام 2017، وتم تسليم مسودة القانون إلى مجلس الشيوخ للبت فيها.
وجاء في تقرير نشره موقع الكونجرس أنه تبين له من خلال دراساته وتحرياته أن "النجباء" تحصل على التدريب والميزانية من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، ويقوده الإرهابي قاسم سليماني، ويؤدي حزب الله اللبناني مهمة الاستشارة والتدريب للحركة.
كذلك أشار إلى أن الأمين العام للحركة أكرم الكعبي أعلن في 2016 دعمه لمليشيات حزب الله في لبنان، كما انتقد الكونجرس قيام الحركة بإرسال مقاتلين إلى سوريا.
وعن إعلان المتحدث الرسمي باسم "النجباء" في 2017 تأسيس لواء لتحرير الجولان المحتل في سوريا من إسرائيل، قال الكونجرس إن الهدف من وراء هذا الأمر هو تأمين الطريق الواصل بين إيران ولبنان لإيصال المساعدات العسكرية لحزب الله اللبناني.
ويشير الكونجرس بـ"الطريق الواصل بين إيران ولبنان" إلى الممر الاستراتيجي الإيراني الذي تمده من طهران إلى العراق ليشق سوريا عبر البوكمال ودير الزور ليصل إلى اللاذقية ودمشق، ويعرج جنوبا إلى لبنان، لتفرض إيران سيطرتها السياسية والعسكرية والاقتصادية على تلك الدول.
وكان قائد بمليشيات حزب الله يدعى الحاج أبومصطفى قال في أكتوبر/تشرين الأول الماضي لقناة "الميادين" خلال تباهيه بدور الحزب في السيطرة على مدينة دير الزور السورية إن "حزب الله جزء من المحور الموجود الممتد من إيران الإسلام إلى عراق العروبة إلى سوريا الأسد إلى لبنان المقاومة إلى فلسطين القضية"، حسب وصفه.
الولاء لإيران
ولا تخفي "النجباء" علاقتها الوثيقة بمليشيات حزب الله اللبنانية وبإيران وتنسيقها الدائم معهما في العمليات.
ففي 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري زار أكرم الكعبي الأمين العام لحركة "النجباء" هاشم صفي الدين رئيس ما يسمى بالمجلس التنفيذي لمليشيات حزب الله في لبنان.
وعلى موقع الحركة قالت إن الزيارة استهدفت الحفاظ على ما وصفه بـ"إنجازات المقاومة الإسلامية" في العراق ولبنان وسوريا، و"ضرورة الاستفادة من التجربة المميزة لحزب الله في العمل التنفيذي".
وسبق أن زار أكرم الكعبي الأمين العام للحركة حسن نصر الله الأمين العام لمليشيات حزب الله في لبنان في 2015، ونشر موقع الحركة صورا بذلك.
كما زار علي خامنئي مرشد إيران الذي يصدح له بالولاء ويصفه بـ"ولي أمر المسلمين".
والخميس الماضي تناقلت وكالة فارس الإيرانية صورا نشرتها "النجباء" تتفاخر فيها بأنها تعمل تحت قيادة الإرهابي الإيراني قاسم سليماني؛ حيث أظهرت الصور سليماني في مدينة البوكمال السورية وسط عناصر من حركة النجباء.
وتصف الحركة نفسها بأنها "حركة مقاومة إسلامية"، وهو الوصف الذي تطلق على نفسها العديد من المليشيات الموالية لإيران، ومنها مليشيات حزب الله ومليشيات في قطاع غزة، ويقصد بـ"المقاومة الإسلامية" هو دعم مشروع ثورة الخميني التي يسمونها "الثورة الإسلامية"، والخاص بالتوسع الاحتلالي والسيطرة على دول المنطقة تحت شعارات مقاومة الاستكبار وتحرير فلسطين ونصرة المظلومين.
ويقود الحركة أكرم الكعبي، وهي ضمن مليشيات الحشد الشعبي الذي تأسس بشكل فوري بعد أيام من الإعلان عن اجتياح داعش المثير للتساؤلات لثلث العراق في يونيو/حزيران 2017.
وكانت حجتها إضفاء شرعية على وجودها هي محاربة داعش، وبعد الإعلان عن انتهاء داعش في العراق مؤخرا باتت مليشيات الحشد الشعبي تتذرع لاستمرار وجودها بأنها "ضرورة" لحماية العراق وسوريا من ظهور داعش جديد، ورعاية ما تصفها بالمراقد الشيعية المقدسة.