الإرهاب الإيراني العابر للحدود يشعل معركة دبلوماسية بين طهران ونيروبي
العلاقات الدبلوماسية بين إيران وكينيا تشهد توترا حادا بعد أن استدعت طهران سفيرها لدى نيروبي هادي فرجفاند للتشاور.
شهدت العلاقات الدبلوماسية بين إيران وكينيا توترا حادا على مدار الساعات الماضية، بعد أن استدعت طهران سفيرها لدى نيروبي هادي فرجفاند للتشاور، في الوقت الذي قدمت فيه خارجيتها احتجاجا رسميا لدى السفيرة الكينية رقية سوبو اعتراضا على تأييد سجن إيرانيين مدانين بالتخطيط لشن هجمات إرهابية في بلادها قبل سنوات.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، الإثنين، عن الناطق باسم خارجية طهران قوله إن فرجفاند باق في طهران للتشاور حيال احتجاز كينيا شخصين إيرانيين متهمين بالتورط في التخطيط لهجمات إرهابية لاغتيال سياح أجانب قبل 7 سنوات في مدينة مومباسا الساحلية (ثاني أكبر مدن كينيا).
- كينيا توسع تحقيقاتها في تورط السفير الإيراني بتهريب عنصري "فيلق القدس"
- السكر مقابل النفط بعد الشاي الكيني.. "مزاج" الإيرانيين يربك طهران
وفي هذا الصدد، نقلت وسائل إعلام محلية كينية أن الشرطة الجنائية في البلاد فتحت تحقيقا موسعا مؤخرا بشأن محاولة السفير الإيراني الفاشلة لتهريب كل من منصور موسوي وأحمد أبوالفتحي محمد العنصرين في مليشيا فيلق القدس (ذراع عسكري خارجي تابع للحرس الثوري لتنفيذ اغتيالات وخطط تخريبية) قبل انقضاء مدة عقوبتهما بالسجن 15 عاما بعد اعتقالهما عام 2012.
ومن المرجح وفقا لسلطات نيروبي، أن هادي فرجفاند ضالع في دفع رشاوي لموظفين في وزارة الداخلية الكينية لإطلاق سراح العنصرين الإيرانيين المدانين بالإرهاب، وذلك قبل أن تؤيد المحكمة العليا في البلاد استمرار سجنهما حيث جرى نقلهما إلى سجن محلي لاستكمال باقي مدة العقوبة المقررة بحقهما.
واتهم الادعاء العام في نيروبي السفير الإيراني بتلقيه أوامر حكومية من طهران لضمان إخفاء واقعة تهريب عنصري فيلق القدس عن أعين السلطات الكينية، لاسيما بعد اعتقال موظفين كينيين متهمين بالحصول على مبالغ غير محددة من فرجفاند، حيث ادعيا أنهما مسؤولين في وزارة الداخلية ويمكنهما مساعدته في هذا الأمر.
يشار إلى أن القضاء الكيني أصدر سابقا حكما بالسجن المؤبد ضد موسوي وأبوالفتحي، ثم جرى تخفيف درجة العقوبة إلى 15 عاما بعد ذلك إلى السجن 15 عاما، حيث تؤكد السلطات في نيروبي أن الإيرانيين المدانين بالتخطيط لشن هجمات إرهابية واللذين أدينا للمرة الأولى في 2013 هما عضوان في مليشيا يديرها قاسم سليماني المصنف إرهابيا دوليا منذ عام 2011.
ودخل العنصران الإيرانيان إلى مومباسا في عام 2012 بتأشيرات سفر سياحية حيث زارا لمرتين على الأقل ملعب جولف بها عٌثر به على متفجرات مخبأة تبلغ زنتها 15 كيلوجراما، في حين لم يستدل على كمية أخرى من المتفجرات تقدر بنحو 85 كيلوجراما جرى شحنها بواسطتهما إلى كينيا.
وكشفت وسائل إعلام كينية عن أن السفير الإيراني فرجفاند اشترى 3 بطاقات سفر من إحدى وكالات السياحة المحلية بالفعل؛ لثقته في نجاح الشخصين المذكورين في تهريب الإيرانيين المعتقلين المتهمين بالإرهاب في موعد غايته 8 فبراير/شباط الماضي، غير أنه سارع بإلغاء الحجوزات بعد فشل المهمة على ما يبدو.
كانت الشرطة الدولية (الإنتربول) حذرت في يونيو/حزيران الماضي، من محاولة مسؤولين إيرانيين اختراق الموظفين الحكوميين الرئيسيين في كينيا ونظام العدالة الجنائية لإطلاق سراح المتهمين المعتقلين لدى نيروبي.
واعتقلت السلطات الكينية شخصين آخرين في ديسمبر/كانون الأول عام 2016، كانا يحاولان البحث عن طريقة لتهريب عنصري فيلق القدس المسجونين، وذلك خلال التقاطهما صورا فوتوغرافية لأماكن دبلوماسية غربية في العاصمة نيروبي.
وزعمت الخارجية الإيرانية أن الشخصين المعتقلين عام 2016 هما محاميان إيرانيان موكلان للدفاع عن موسوي وأبو الفتحي وكانا يستقلان سيارة دبلوماسية في نيروبي، غير أنهما واجها اتهامات تتعلق بحصر معلومات تحضيرا لشن هجوم إرهابي.
aXA6IDEzLjU4LjIwMC43OCA=
جزيرة ام اند امز