بالفيديو.. نصر الله: لبنان مجرد جزء من إيران
وادعى أن مرشد إيران له حق تعيين حكام العالم الإسلامي
تزامنا مع دفاعه عن إيران خلال الاحتجاجات الجارية تعيد بوابة العين الإخبارية نشر فيديوهات لنصر الله يعترف فيها بقبوله الاحتلال الإيراني
دافع الأمين العام لمليشيا حزب الله حسن نصر الله عن إيران قائلا إن "ما جرى في إيران من مظاهرات تم استيعابه بشكل جيد"، على حد زعمه.
- مصادر تمويل مليشيات إيران.. من الفدية إلى المخدرات
- الاقتصاد الأسود لـ"حزب الله" في مرمى القضاء الفرنسي
وفي لقاء مع قناة "الميادين" اللبنانية المحسوبة على الحزب، مساء الأربعاء، قال نصر الله إن "تيارات نظام الجمهورية في إيران توحدت بشكل كامل"، ومهونا من أسباب الاحتجاجات قال إن المشكلة ناجمة عن إفلاس بعض البنوك.
واتهم قوى سياسية ودولا بأنها دخلت على خطة الأزمة لاستغلال المظاهرات، معتبرا أن القاعدة الشعبية الأكبر مع القيادة الإيرانية.
وفي هذه المناسبة تعيد "بوابة العين" الإخبارية التذكير بعدد من اعترافات حسن نصر الله التي تكشف تاريخ العلاقة بين مليشياته وبين إيران، وأهدافها من ذلك، واعترافه بأن إيران عنده فوق لبنان، وأن لبنان بالنسبة له ليس إلا "جزءا" من إيران، وأنه في جميع الأمور السياسية المتعلقة بلبنان فإن المرجعية لديه هي مرشد إيران، وأن مرشد إيران هو "الوحيد" الذي من حقه "تعيين" الحكام في الدول الإسلامية كافة.
"جمهورية صاحب الزمان"
ففي فيديو -غير مؤرخ- ولكن صغر سن حسن نصر الله فيه يؤكد أنه منذ نحو 30 عاما، سئل عن شكل النظام الذي يريده حزب الله في لبنان حسب وضع البلد وتعدد الطوائف.
فأجاب بأنه "بالنسبة لنا، ألخص أنه في الوقت الحاضر ليس لدينا مشروع نظام في لبنان، نحن نعتقد بأن علينا أن نزيح الحالة الاستعمارية والإسرائيلية، وحينئذ يمكن أن ينفذ مشروع، ومشروعنا الذي لا خيار لنا أن نتبنى غيره كوننا مؤمنين عقائديين هو مشروع الدولة الإسلامية وحكم الإسلام، وأن يكون لبنان ليس جمهورية إسلامية واحدة، وإنما جزء من الجمهورية الإسلامية الكبرى التي يحكمها صاحب الزمان ونائبه بالحق الولي الفقيه الإمام الخميني".
ومصطلح "الجمهورية الإسلامية الكبرى" التي يحكمنها "صاحب الزمان" هو تعبير إيراني مذهبي يقصد به الدولة الإيرانية عقب تمكنها من احتلال جميع دول الشرق الأوسط، بل ومد نفوذها لكافة دول العالم الإسلامي، تحت زعم أنه الموكول لها حكم هذا العالم نيابة عن "الإمام الغائب".
المرشد وتعيين الحكام
وفي سؤال عن علاقة حزب الله بإيران قال نصر الله في الفيديو إنه "كواحد من العاملين في حزب الله وأجهزته العاملة لا أبقى لحظة واحدة في أجهزته لو لم يكن لديَّ يقين وقطع بأن هذه الأجهزة تتصل عبر مراتب إلى الولي الفقيه القائد المبرئ للذمة الملزم قراره"، في إشارة إلى مرشد إيران.
واعترف بأن حزب الله هو "جماعة إيران في لبنان، وأي تصريحات دبلوماسية أو إعلامية بخلاف ذلك ليست صحيحة".
وردا على سؤال حول من الأعلم بالنسبة للحالة السياسية ومتطلباتها في لبنان، فأجاب مباشرة بأنه "الإمام الخميني".
كما قال إن "الإمام" -في إشارة للخميني- ومن يخلفه "هو من له حق في تعيين الحكام في الدول الإسلامية؛ لأن ولايته ليست محدودة بحدود جغرافية ولايته ممتدة بامتداد المسلمين".
ويفسر كلام نصر الله هذا لماذا تعتبر المليشيات الطائفية الموالية لإيران في البلاد التي تعيش بها أن الحكام فيها دائما ليسوا شرعيين، وأن المبرر ليس لأنهم "طغاة وفاسدون" كما يقولون للجماهير، ولكن لأنهم لم يعينهم "الولي الفقيه".
وفي المقابل فإن الحكام الحائزين قبول ورضا هذا "الولي الفقيه"، مثل النظام السوري، يتم الدفاع عنهم واعتبارهم حكاما شرعيين ومقاوميين.
التمويل الإيراني
وفي عام 2016 وفي تحد للدعوات التي تطالب بمحاصرة مصادر تمويل حزب الله ونقل الأموال له في البنوك للحد من قدرته على التسليح والإنفاق قال حسن نصر الله إن "موازنة حزب الله ومعاشاته ومصاريف وأكله وشربه وسلاحه ومصاريفه من الجمهورية الإسلامية في إيران".
وتابع أنه "طالما إيران فيها فلوس يبقى عندنا فلوس".
ومشيرا لعدم جدوى محاصرة أنشطته بالقوانين قال: "مالنا المقرر لنا يصل إلينا، وليس عن طريق المصارف، وكما وصلت إلينا صواريخنا الذي نهدد بها إسرائيل يصل إلينا مالنا، ولن يستطيع أي قانون أن يمنع وصول هذا المال إلينا".
ومنذ نشأته يدعي حزب الله -مثل بقية المليشيات الإيرانية- أن الهدف الرئيسي من إنشائهم هو محاربة إسرائيل لصالح القضايا العربية والإسلامية، فيما أسلحتهم معظم تلك السنوات مشهرة ضد الشعوب التي يعيشيون وسطها أو لدول الجوار العربية والإسلامية.
التأسيس من بوابة الحرب الأهلية
وحزب الله تأسس عام 1985 تحت زعم مقاومة إسرائيل، ولكنه انخرط في الحرب الأهلية التي كانت دائرة آنذاك في لبنان، وكان يهدف خلالها بشكل خاص للإحلال محل حركة أمل في تزعم الطائفة الشيعية بالبلاد، للعبور من هذه البوابة إلى مراكز الحكم، ويكون ذراع إيران بداخلها.
واستطاع أن يكون رقما صعبا عبر تلقيه التسليح والدعم المالي والسياسي من إيران في عهد الخميني، وسهل دخول السلاح والمال إليه الجيش السوري الذي كان يفرض وصايته على لبنان ومتواجد به آنذاك.
واستطاعت مليشيا الحزب عبر هذا الدعم الوصول بمرشحيها للبرلمان والمشاركة في عدة حكومات لبنانية عبر جناحه السياسي كتلة الوفاء للمقاومة في البرلمان.
وتولى حسن نصر الله (58 عاما) قيادة الحزب بعد وفاة عباس الموسوي 1992؛ نظرا لخبرته في تشكيل الخلايا السرية والمليشيات، إضافة لتعبئته المذهبية بالولاء لإيران عبر دراسته في الحوزة العلمية بمدينة قم الإيرانية.