إعلام فرنسي يدعو باريس لتغليظ العقوبات على إيران
وسائل الإعلام الفرنسية دعت لاتباع الاستراتيجية الأمريكية بممارسة الحد الأقصى من الضغط على إيران المتمثل في تغليظ العقوبات.
رحّبت وسائل إعلام فرنسية بتصريحات وزير الخارجية، جان إيف لودريان، التي حذر خلالها إيران من انتهاك الاتفاق النووي، مطالبة باتباع الاستراتيجية الأمريكية بممارسة الحد الأقصى من الضغط المتمثل في تغليظ العقوبات لتقويم سلوك طهران.
- فرنسا تلوح بإعادة فرض العقوبات الدولية على إيران
- الانتهاك الرابع نوويا.. ماذا تفعل إيران داخل منشأة فوردو تحت الأرض؟
وتواصل إيران منذ مايو/أيار الماضي استعداء المجتمع الدولي فيما يتعلق ببرنامجها النووي المثير للجدل؛ حيث إنها لا تزال تواصل تقليص الالتزامات المفروضة عليها بموجب الاتفاق النووي منذ 4 سنوات المرتبطة بتخصيب اليورانيوم وتخزين الماء الثقيل.
وتزعم طهران أن نكث التعهدات النووية يأتي ردا على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في مايو/أيار 2018.
وتحت عنوان "باريس تحذر إيران من انتهاكات الاتفاق النووي الإيراني"، قالت صحيفة "لكسبريس" الفرنسية إنه "بعد سلسلة من الانتهاكات الإيرانية للاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015، فإن باريس تهدد بإطلاق آلية مدرجة في الاتفاقية، والتي قد تؤدي إلى إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على البلاد".
وأمس، قال لودريان: "هناك انتهاك إيراني إضافي كل شهرين لدرجة أننا نتساءل حاليا، بوضوح شديد، حول العودة إلى آلية تسوية المنازعات التي ينص عليها الاتفاق".
وأضاف، أمام لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية (البرلمان الفرنسي): "نظرا إلى تتابع إجراءات السلطات الإيرانية، في انقطاع تدريجي مع خطة العمل الشاملة المشتركة الاتفاق النووي، فإن المسألة تطرح نفسها".
ووفقا للصحيفة الفرنسية، فإنه "منذ مايو/أيار الماضي، ارتكبت طهران سلسلة من الخطوات الخاطئة لخرق الاتفاق النووي مع الدول الكبرى الموقع عام 2015 والذي كان ينص على ضمان الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي".
ويتضمن الاتفاق آلية لتسوية المنازعات، والتي لديها الحق في اتخاذ العديد من الإجراءات، بعد إجراء قد يستمر عدة أشهر، يمكن أن يؤدي إلى تصويت في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن مصدر دبلوماسي فرنسي وصفته بـ"المطّلع على الملف"، لم تسمه قوله: "لا يؤدي هذا التصريح تلقائيا إلى إعادة فرض العقوبات"، مشيرا إلى أنه يسمح قبل كل شيء بـ"طرح المسألة سياسيا فيما يتعلق بالوفاء بالالتزامات التي تم التعهد بها".
وأوضح الدبلوماسي الفرنسي أن وزير الخارجية متشائم إلى حد ما من نتائج الجهود الكثيرة التي بذلتها باريس لمحاولة إنقاذ الاتفاق.
وأشار إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أسهم بشدة في محاولة تنظيم اجتماع لنظرائه الأمريكيين دونالد ترامب والإيراني حسن روحاني، ولكنه لم يفلح فضلا عن تمادي التجاوزات الإيرانية؛ الأمر الذي يفسر هذه التصريحات.
وتابع: "جهود وقف التصعيد التي حاولناها، والتي حاول الرئيس الفرنسي القيام بها في عدة مناسبات، لم تنجح؛ لمجموعة كاملة من الأسباب".
وأضاف: "رغم هذه الجهود الدبلوماسية؛ فإن النظام الإيراني قابلها بالعدوان"، موضحا: "اليوم لدينا فرنسيون مسجونون في إيران، وأيضا رأينا أن السلطات الإيرانية نفذت هجمات إقليمية، بما في ذلك ضد السعودية".
وأشارت الصحيفة إلى أن باريس تطالب إيران بالإفراج عن اثنين من الباحثين الفرنسيين هما: أستاذة الأنثروبولوجيا فريبا عادل خواة، وزميلها رولاند مارشال، المتخصص في الشؤون الأفريقية، المحتجزان في إيران منذ يونيو/حزيران الماضي.
فيما اعتبرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أنه في حين تعرضت طهران لانتقادات شديدة بسبب القمع الدموي للمظاهرات داخليا؛ فإن الوضع على الساحة الدولية غير مستقر.
ونوهت بأن "أوروبا وخاصة فرنسا، التي كانت تحاول إنقاذ الاتفاق النووي على الرغم من انسحاب الولايات المتحدة، تغير موقفها تجاه طهران".
وأشارت الصحيفة إلى أن "السلوك الإيراني العدواني في المنطقة دفع باريس إلى التلويح علنا بإعادة عقوبات الأمم المتحدة على إيران".
من جانبها، قالت إذاعة "إر.إف.إي" الفرنسية، إنه خلال الأشهر الأخيرة، تفاقمت التوترات في المنطقة بسبب استيلاء إيران على ناقلات النفط، وتدميرها طائرة أمريكية بدون طيار (درون) فضلا عن الهجمات الإيرانية على أرامكو بالمملكة العربية السعودية، ورغم كل هذه التجاوزات المثبتة بالأدلة تنفي طهران أي تورط في هذه الهجمات.
وبموازاة ذلك، يقوم النظام الإيراني بانتهاكات لحقوق الإنسان على الصعيد الداخلي، بقمع الاحتجاجات التي اندلعت منتصف الشهر الجاري؛ احتجاجا على ارتفاع أسعار الوقود.
وأعلنت منظمة العفو الدولية أن حصيلة قتلى الاحتجاجات أكثر من 143 متظاهرا، بحسب الإذاعة الفرنسية.
وأشارت الإذاعة الفرنسية إلى أن حجم المظاهرات في طهران يؤكد رفض الشعب الإيراني للسياسة الخارجية للنظام، داعية باريس إلى "اتباع الاستراتيجية الأمريكية بمنطق الحد الأقصى للضغط على النظام الإيراني بالعقوبات".
فيما لفت موقع "أتلنتيكو" الفرنسي إلى أن باريس تطرح إشكالية عودة عقوبات الأمم المتحدة على إيران، موضحا أن فرنسا سئمت من الانتهاكات الإيرانية لنصوص الاتفاق وضاقت ذرعا بالتعنت الإيراني وسلوكه في المنطقة.
وقال الموقع الفرنسي إن الأمريكيين كانوا على حق بسبب سلوك كل من المرشد الأعلى الإيراني والرئيس حسن روحاني.