إيران في الإعلام.. ثالوث الأزمات والاحتجاجات والفقر يحاصر المجتمع
يحاصر ثالوث الأزمات الاقتصادية والاحتجاجات الشعبية والفقر في إيران، غالبية المجتمع المحلي
يحاصر ثالوث الأزمات الاقتصادية والاحتجاجات الشعبية والفقر في إيران، غالبية المجتمع المحلي الذي يبحث عن طوق نجاة يجنبهم المزيد من التدهور في المجال الاقتصادي والاجتماعي، في ظل عقوبات أمريكية أحكمت قبضتها على نظام البلاد السياسي والاقتصادي.
والأربعاء، بث ناشطون مقاطع مصورة لمظاهرات ليلية اجتاحت إقليم كرمانشاه الذي تقطنه أكثرية سكانية كردية أقصى غربي إيران؛ وذكر حساب تابع للمعارضة الإيرانية باسم "إيران نيوز واير" عبر موقع تويتر، أن مئات المحتجين في كرمانشاه هتفوا بالموت للمرشد الإيراني علي خامنئي، باعتباره أعلى هرم السلطة داخل البلاد.
وردد المحتجون، حسبما أظهرت المقاطع المصورة المتداولة، شعارات من قبيل "لا تخافوا لا تخافوا.. نحن جنبا إلى جنب" لحشد مزيد من السكان للانضمام إليهم.
كذلك، بثت المعارضة الإيرانية، الثلاثاء، تقريرا مصورا تناول فيه الأوضاع المعيشية السيئة التي يواجهها سكان مدينة معشور (ماهشهر)، الواقعة في جنوب غرب إيران، والتي تسكنها أغلبية عربية.
ووصف التقرير معشور بمدينة منتفضة سطرت ملاحم بطولية خلال الاحتجاجات التي اجتاحت العديد من المدن الإيرانية، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اعتراضا على غلاء أسعار البنزين بنحو 300%.
وأوضح موقع منظمة مجاهدي خلق، التي تمثل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (مقره باريس)، أن التقرير المصور يرصد معاناة أهالي تلك المدينة، الذين وصفهم المرشد الإيراني علي خامنئي بالمشاغبين والأشرار والمخربين.
وأظهرت بيانات رسمية زيادة أعداد الأسر الفقيرة في إيران لنحو 600 ألف أسرة خلال الفترة بين مارس/آذار 2018 إلى مارس/آذار 2019، أي خلال السنة المالية لإيران.
وأوضح نائب رئيس لجنة الخميني الإغاثية لشؤون التوظيف والاكتفاء الذاتي حجة الله عبدالملكي أن الفترة المذكورة شهدت إضافة الآف الأسر الإيرانية لقوائم المحتاجين.
ولفت عبدالملكي، الأحد، إلى أن 6% على الأقل من إجمالي سكان إيران 80 مليون نسمة تمت تغطيتهم بمساعدات من جانب لجنة الإغاثة خلال العام الماضي.
ويعتبر الفقر والبطالة من أهم مسببات الاحتجاجات الشعبية التي عمت الشوارع في مدن إيرانية خلال يناير/كانون الثاني 2018، ونوفمبر/ تشرين الثاني 2019.
وتكشف أرقام أفصح عنها نواب برلمانيون إيرانيون بينهم ناصر لاريجاني، عضو اللجنة الاقتصادية بالمجلس النيابي، أن 55% من الأسر الإيرانية يعيشون تحت خط الفقر، حسب وكالة أنباء إيلنا العمالية.
في سياق آخر، عطلت السلطات الإيرانية، الأربعاء، خدمة الإنترنت على الأجهزة المحمولة في عدة أقاليم، وذلك قبل يوم من احتجاجات جديدة دُعي إليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ودعت منشورات على مواقع للتواصل الاجتماعي وبعض أقارب الذين قتلوا في الاحتجاجات التي خرجت الشهر الماضي جراء رفع أسعار الوقود إلى تجديد المظاهرات وإحياء ذكرى القتلى غدا الخميس.
ونقلت وكالة أنباء العمال الإيرانية (إيلنا)، شبه الرسمية، عن مصدر بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات -لم تسمه- قوله إن تعطيل الخدمة تم بأمر من "السلطات الأمنية" وشمل أقاليم البرز وكردستان وزنجان وسط وغرب البلاد وفارس في الجنوب.
في موضوع منفصل، ولمواجهة تمدد النفوذ الإيراني، في السياسة كما في التجارة، يلجأ العراقيون إلى سلاح مقاطعة واردات البلد الجار وبضائعه في أسواقهم، رافعين شعار "خليها تخيس".
يعتمد العراق، الذي يشكل النفط المصدر الوحيد لميزانيته، بشكل شبه كلي على طهران في مشتقات الطاقة وغيرها من المواد الأساسية.
وتحتل طهران المرتبة الثانية بعد أنقرة، من حيث التبادلات التجارية مع العراق، إذ تبلغ اليوم نحو 9 مليارات دولار، أقل من 10% منها هي قيمة صادرات بغداد إلى طهران، وفق أرقام رسمية.
لهذا، يرى المتظاهرون العراقيون الذين يحتلون الشوارع من الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن العودة إلى "صنع في العراق" ضربة كبيرة للجارة.