مطالبات لخامنئي بالإذعان إلى تفاوض "غير مشروط"
مئات النشطاء السياسيين والمدنيين داخل وخارج إيران يطالبون ببدء الأخيرة مفاوضات غير مشروطة تلبية لرغبة قطاع كبير من الناس في بلادهم.
طالب مئات النشطاء السياسيين والمدنيين داخل وخارج إيران النظام ببدء مفاوضات "غير مشروطة" مع الولايات المتحدة الأمريكية؛ تلبية لرغبة قطاع كبير من الشعب بضرورة نزع فتيل التوتر إقليميا وعالميا.
ونشر موقع زيتون المقرب من تيار الإصلاحيين في إيران بيانا موقعا من جانب قرابة 225 ناشطا إيرانيا، يحثون المؤسسات الدولية المستقلة والرأي العام العالمي على دفع المسؤولين الإيرانيين إلى الجلوس على طاولة واحدة مع واشنطن بغية الحد من التوتر القائم.
وتأتي دعوة النشطاء الإيرانيين سواء في داخل البلاد أو خارجها، خلافا لموقف طهران الرسمي المتعنت إزاء التجاوب مع دعوات الدبلوماسية الأمريكية للتفاوض، بدعوى وجود شروط مسبقة يتوجب تنفيذها أولا.
واعتبر البيان أن الوضع الراهن داخل إيران بات "مسؤولية كبيرة" حيث أصبح من الضروري التعامل معه على نحو أكثر جدية.
وانتقد النشطاء الإيرانيون الموقعون على البيان ضمنيا ملف السياسة الخارجية لبلادهم الذي يديره نظام ولاية الفقيه بشكل سيئ للغاية، مؤكدين ضرورة وجود موافقة ورغبة وأغلبية شعبية لإدارة هذا الملف.
واعتبر النشطاء أن العديد من الإيرانيين (81 مليون نسمة إجمالي سكان إيران) يرغبون في إقامة علاقات هادئة مع دول الجوار وكذلك بلدان العالم، وهو الأمر الذي عبروا عنه مرارا في استبيانات أو تعليقات للرأي، على حد قولهم.
وزادت حدة التوتر بشدة بعد أن صعدت إيران لهجتها العدائية عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده في مايو/أيار 2018 من الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015.
وفي ظل تزايد تهديدات مليشيات عسكرية تقاتل لصالح طهران بالوكالة إقليميا، انسحبت واشنطن من معاهدة صداقة ثنائية يعود تاريخها لسنوات النظام الملكي في إيران قبل عام 1979.
وقررت الولايات المتحدة إدراج مليشيا الحرس الثوري الإيراني على لوائح الإرهاب الخاصة بها، فضلا عن تشديد عقوباتها الاقتصادية على قطاعات إيرانية مختلفة أبرزها النفط الخام، والمصارف، والطيران بهدف حرمان نظام طهران من عوائد ضخمة كانت تستخدم لتمويل الإرهاب في المنطقة والعالم.
بينما تسعى الدبلوماسية الأمريكية لتخليص إيران من عواقب مغامرات مشروعها التوسعي في منطقة الشرق الأوسط عبر طاولة المفاوضات، تواصل الأخيرة تعنتها بقيادة المرشد الإيراني علي خامنئي الذي رفض التفاوض مطلقا على بعض القضايا التي نعتها بـ"الشرفية"، على حد تعبيره.
وخلافا للموقف الإيراني المتحجر، لفت النشطاء الإيرانيون إلى أن إذعان بلادهم نحو التفاوض غير المشروط يمكن أن يمنع اندلاع حروب غير مرغوبة، وفقا للبيان اللافت.
وسرعان ما هاجمت دوائر سياسية مقربة من رأس النظام الثيوقراطي المسيطر على حكم طهران منذ 40 عاما، البيان المذكور بالكامل الذي حمل توقيعات أسماء بارزة مثل حسين كروبي، وحسن يوسفي أشكوري، وهما المعروفان بمناهضتهما للتدخلات الإيرانية خارجيا.
ودأبت طهران على تخريب وتفخيخ جميع الطرق المؤدية إلى المفاوضات عبر رعونة "الشروط المسبقة"، وهو ما أكدته تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي قبل يومين، رغم تواتر الأنباء عن زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى إيران، في محاولة لتخفيف حدة التوتر.