النظام الإيراني يحظر عمل مراسل "نيويورك تايمز"

توماس أردبرينك، هولندي الجنسية، صحفي مقيم في طهران يعمل لصالح الصحيفة، منع من ممارسة العمل داخل البلاد منذ فبراير.

حظر النظام الإيراني عمل مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية داخل البلاد، بدعوى عدم تمديد صلاحية رخصة مزاولة العمل الخاصة به منذ 4 أشهر.

وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الرسمية (صدا وسيما)، الثلاثاء، أن توماس أردبرينك، هولندي الجنسية، صحفي مقيم في طهران يعمل لصالح الصحيفة، منع من ممارسة العمل داخل البلاد منذ فبراير/شباط الماضي، بسبب مشكلة تتعلق بتراخيص العمل.

• فورين بوليسي: إيران تعتمد الحوثيين ذراعا تخريبية لها بالمنطقة
• أذرع طهران الإرهابية ترتجف.. قمم مكة تصيب الحوثيين بالذعر

كان أردبرينك يرسل تقارير صحفية بشكل منتظم إلى "نيويورك تايمز" من طهران منذ عام 2012، ومتزوج بمصورة فوتوغرافية إيرانية معروفة تدعى "نيوشا توكليان"، التي تتعاون مع وكالة التصوير "ماجنوم" الفرنسية، في حين عجزت هي الأخرى عن الحصول على تمديد لرخصتها المهنية رغم عملها لصالح وكالات أنباء دولية بداية من عام 2011.

وقررت الصحيفة الأمريكية تحويل المسألة إلى قضية عامة بعد التعليقات الكثيفة على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث أصبح غياب أردبرينك عن التقارير الإخبارية واضحا على نحو متزايد، بسبب تصاعد التوترات بين السلطات الإيرانية والأمريكية.

مرارًا وتكرارًا، أكد المسؤولون في وزارة الخارجية الإيرانية للصحيفة الأمريكية أنهم سيعيدون الترخيص له قريبًا، لكنهم لم يقدموا أي توضيحات للتأخيرات أو أسباب إلغائها، طبقًا لما قاله إيكل سلاكمان رئيس تحرير صحيفة "نيويورك تايمز"، موضحًا أن هناك مؤشرات على حل الأمر قريبا.

ولم يعلق النظام الإيراني على القضية، في حين زادت حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مايو/أيار 2018 الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015، وإعادة فرض حزمتي عقوبات اقتصادية قاسية ضد نظام طهران لردع سياساته العدائية إقليميا.

وتعد صحيفة "نيويورك تايمز" إحدى المؤسسات الإخبارية الأمريكية القليلة التي كان لها وجود في إيران على مدار السنوات الأخيرة، حيث تولى مراسلها توماس أردبرينك المتحدث بطلاقة للغة الفارسية مهمة إعداد وإرسال العديد من التقارير من مناطق مختلفة هناك.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن المجموعات الحقوقية تقول إن إيران إحدى أسوأ الدول المنتهكة لحرية الصحافة في العالم، وإن الصحفيين الإيرانيين يتعرضون بشكل منتظم للتخويف والاعتقال والمحاكمات غير العادلة.

وطبقًا لـ"مراسلون بلا حدود"، تعرض أكثر من 800 صحفي للسجن أو الإعدام في إيران منذ عام 1979، وألقت السلطات الإيرانية القبض على جيسون رضايان مراسل صحيفة "واشنطن بوست" في طهران عام 2014، وهو مسجون في سجن "إيفين" منذ 544 يومًا.

وأوضحت "مراسلون بلا حدود" أن الحكومة الإيرانية وسعت نطاق محاربتها لحرية الصحافة لما وراء الحدود الإيرانية عبر استهداف وسائل الإعلام العالمية ومراسليها.