يبدو أن الشعب الإيراني هو من يدفع هذا الثمن من مقدراته، لتتحول أمواله إلى المليشيات في كل من لبنان وأفغانستان وسوريا والعراق واليمن
إنه السابع من شهر أغسطس، تاريخ سيبقى محفوراً في ذاكرة الساسة الإيرانيين، ففي هذا اليوم يعاد فرض العقوبات الأمريكية الخانقة على طهران والتي تشمل قيوداً على العملة والذهب والألمنيوم والصلب وصناعة السيارات والاستثمارات.. إلى أن تصل إلى النفط الإيراني في وقت لاحق.
اليوم وبعد مرور قرابة الأربعين عاماً على هذه الثورة فشل المشروع الإيراني بسقوطه داخلياً ورفضه خارجياً، حيث لن يسمح المجتمع الدولي بتطبيع انتهاك القوانين وتحقيق المكاسب من استخدام المليشيات والتدخل في شؤون الدول.
هذه العقوبات فرضت بعد أن تخطى النظام الإيراني الخطوط الحمراء كافة في النظام العالمي، وعاكس البوصلة الدولية ليشذ بعيداً تجاه أحلام السيطرة على الدول، وبناء الإمبراطوريات الزائفة التي لم يعد لها وجود.
ليس مستحيلاً على أي دولة في العالم غنية كانت أم فقيرة سلك النهج ذاته من المراهقة السياسية؛ بالتدخل في شؤون الدول وزرع المليشيات وصرف أموالها على مشاريع تسلح وصناعة صواريخ عفا عليها الزمن، لكن يبقى السؤال الأهم.. من سيدفع الثمن؟.
ويبدو أن الشعب الإيراني هو من يدفع هذا الثمن من مقدراته، لتتحول أمواله إلى المليشيات في كل من لبنان وأفغانستان وسوريا والعراق واليمن تسليحاً ورواتب وتدريباً، فيما يعاني أغلبية الإيرانيين من الفقر والعوز والجوع والمرض والقمع المتواصل إن هم رفضوا ذلك، وخير شاهد المظاهرات الشعبية المستمرة في الكثير من المدن الإيرانية، والتي شهدت سقوط عشرات القتلى واعتقال الآلاف.
لا مستشفيات أو مدارس وطرقات جديدة في إيران.. فالعوائد النفطية في هذا البلد الغني تتوزع ما بين برامج عسكرية ومشروعات تدخلات خارجية تضاعفت ميزانيتها في السنوات الأخيرة، ما أثار سخط الشعب الإيراني الذي سئم من ادعاءات النظام كما سئم من الفقر والبطالة والفساد وسرقة المال العام باسم الثورة.
اليوم وبعد مرور قرابة الأربعين عاماً على هذه الثورة فشل المشروع الإيراني بسقوطه داخلياً ورفضه خارجياً، حيث لن يسمح المجتمع الدولي بتطبيع انتهاك القوانين وتحقيق المكاسب من استخدام المليشيات والتدخل في شؤون الدول.
لقد ظن النظام الإيراني أن خطته نجحت عن طريق توقيع الاتفاق النووي، والذي مرر من خلاله برنامجه للصواريخ الباليستية الهجومية ومحى تاريخاً من دعم الإرهاب من الهجوم على السفارات وتفجير أبراج الخبر واغتيال قادة للمعارضة الإيرانية في ألمانيا في تسعينيات القرن المنصرم، وتفجير مبنى في الأرجنتين، والتخطيط لاغتيال السفير السعودي السابق في واشنطن عام 2011، والهجوم على السفارة السعودية في طهران، إلا أن فتح الملف مرة أخرى بعد أن ظنت إيران أنه أُغلق والتأم وأنها تبني على مكاسبها ابتداء مما بعد الاتفاق النووي جعلها تعود إلى المربع الأول من اللعبة خاسرة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة