إندبندنت: روسيا جمدت استثماراتها النفطية في إيران
الصحيفة البريطانية قالت إن موسكو أدارت ظهرها لطهران وتسعى لالتهام حصتها في سوق النفط.
جمدت روسيا تعاونها مع إيران في قطاع النفط، وأوقفت العديد من الاستثمارات البترولية المتفق عليها بين الطرفين، في ظل رغبة موسكو في الاستحواذ على حصة طهران في السوق العالمية، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "إندبندنت" البريطانية.
وفي نسختها الصادرة باللغة الفارسية، قالت الصحيفة البريطانية إن عقودا تم إبرامها بين روسيا وإيران قبل سنوات للتعاون في مجال النفط لم تجد طريقها إلى التنفيذ.
- أصبحت بلا جدوى.. وزارة النفط الإيرانية تلغي التوظيف وتبيع مبانيها
- حلفاء طهران يتساقطون.. تركيا توقف استيراد النفط الإيراني
وأوضحت: "لم تفِ موسكو بوعود استثمار نحو 50 مليار دولار في قطاع النفط الإيراني، رغم مرور عام كامل على التعهد دون تنفيذ أي جزء منه".
وبحسب إندبندنت، جمّدت موسكو مشروعات نفطية مع طهران، كان من المتوقع أن ترفع حجم إنتاج إيران بمقدار 1.1 مليون برميل نفط يوميا.
وأضافت: "كما تخلّت شركة لوك أويل الروسية للنفط والغاز عن تطوير حقلي منصوري ومنجوله النفطيين في جنوب إيران".
- بيانات: صادرات إيران من النفط الخام تواصل الهبوط في مايو
- أمريكا: أي دولة تشتري النفط الإيراني ستخضع لعقوبات
كما لفتت الصحيفة إلى أن شركة روسنفت النفطية العملاقة تعيد النظر حاليا في خارطة طريق للتعاون النفطي الاستراتيجي وقعتها مع شركة النفط الوطنية الإيرانية (حكومية) وقدرت قيمتها بنحو 30 مليار دولار للاستثمار في النفط والغاز.
وترى الصحيفة أن تصرفات الجانب الروسي ما هي إلا مؤشرات على أن موسكو تسعى للاستفادة من العقوبات الأمريكية على حليفتها إيران والاستحواذ على حصتها في السوق العالمية.
وترزح إيران تحت ضغط عقوبات أمريكية فرضت حظرا كاملا على صادراتها النفطية، في إطار الجولة الثانية للعقوبات التي بدأت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وتم تشديد وطأتها بإلغاء واشنطن في أبريل/نيسان الماضي إعفاءات كانت منحتها لبعض الدول من أجل مواصلة استيراد الخام الإيراني.
وقالت إندبندنت إن روسيا طالما رهنت علاقاتها السياسية مع طهران بالاستثمار في حقول النفط الإيرانية بغية مد نفوذها هناك، وهو ما يفسر عدم إمداد طهران بتقنيات استكشاف متطورة بحيث لا تصبح طهران مصدر تهديد لحصة موسكو النفطية.
- تحركات إيرانية لعزل وزير النفط بعد فشله في مواجهة العقوبات الأمريكية
- أمريكا تحذر من خرق العقوبات المفروضة على إيران
وأضاف التقرير أن التكنولوجيا النفطية التي استعانت بها الشركات الروسية بهدف تطوير مواقع نفطية إيرانية لا تقارن في جميع الأحوال بتكنولوجيا شركات الطاقة الأوروبية الكبرى.
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن الغموض يكتنف مصير صفقة للمقايضة النفطية أبرمتها طهران وموسكو خلال سنوات الحظر الأمريكي على إيران قبل إبرام الاتفاق النووي عام 2015.
وقضت صفقة المقايضة النفطية التي وقعها الجانبان الروسي والإيراني أن تشتري موسكو يوميا قرابة 500 ألف برميل نفط من طهران، نظير استيراد الأخيرة بضائع ومعدات روسية الصنع، في حين كشف وزير النفط الإيراني بيجن زنجنة قبل عامين عن صفقة نفطية أخرى تتيح بيع 100 ألف برميل نفط يوميا إلى روسيا.
وإثر انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني في مايو/أيار 2018، سافر علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية للمرشد الإيراني علي خامنئي، في الشهر التالي، إلى موسكو بهدف إجراء مفاوضات مشتركة ذات شقين؛ سياسي واقتصادي، يتعلق بقطاع النفط الإيراني.