محللون سياسيون روس يعتبرون أن موسكو من المحتمل أن تتخلى عن دعم حليفتها إيران حال اندلاع مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة.
رجح محللون سياسيون روس تخلي موسكو عن دعم حليفتها إيران حال اندلاع مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة، بعد تصاعد التوترات بين طهران وواشنطن.
وأشارت شبكة "دويتشه فيله" الألمانية في نسختها الفارسية إلى تصريحات أدلى مؤخرا بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قائلا إن بلاده ليست "إطفائي حرائق" ردا على احتمالية شن أمريكا هجوما عسكريا على إيران، في حين طالب الأخيرة بعدم الخروج من الاتفاق النووي المبرم قبل 4 سنوات.
ولفت بوتين إلى أن تخلي طهران نهائيا عن اتفاقها النووي الموقع مع قوى عالمية في 2015 سيضعها موضع اتهام دوليا، مؤكدا أن موسكو ليست معنية بمتابعة التطورات الجارية بين طهران وواشنطن في ظل وجود أطراف أخرى بينها أوروبا.
وشدد فلاديمير ساجين المتخصص الروسي في الدراسات الشرقية، أن موسكو ستتخذ موقف الحياد حال زيادة التوتر عسكريا بين إيران وأمريكا، بحيث سيبقي قرارها من خلال أدوات أخري داخل منظمة الأمم المتحدة على سبيل المثال.
وألمح ساجين في تصريحات لـ"دويتشه فيله" أن أمريكا حتى الآن تستهدف من خلال حشودها العسكرية في المنطقة وضع قادة نظام طهران تحت أقصى قدر ممكن من الضغوط النفسية، على حد قوله.
وأوضح المدير العام لمركز المعلومات السياسية في موسكو أليكسي موخين أن روسيا حال عدم وجود مصالح لها مع إيران، بالتأكيد ستتوقف عن التعاون معها، مردفا أن موسكو لن تنحصر طوال الوقت مهمتها في إطفاء النيران المتأججة داخل عدد من دول الجوار إقليميا.
وأضاف موخين أن موقف موسكو يتحدد وفقا لظروف الأزمة فضلا عن مصالحها الوطنية، وقد يتغير الموقف الروسي تبعا لظروف ما، في الوقت الذي لا يمكن التنبوء بسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفقا لقوله.
إلينا دونيفا الخبيرة البارزة في معهد الاستشراق الروسي أن الأمر المهم في الوقت الحالي يتمثل في ضرورة تنفيذ إيران التعهدات الواردة في الاتفاق النووي، خاصة وأن موسكو أعربت عن عدم رضاها حيال تعليق طهران العمل بعض الالتزامات النووية مؤخرا.
وشددت دونيفا على أن روسيا ترى أن تمسك طهران بموقفها من حيث التصعيد سيهدر تماما رصيد الثقة بها على مستوى المجتمع الدولي، ولفتت إلى أن موسكو لن تتدخل عسكريا إذا اندلعت حرب بين إيران والولايات المتحدة.
واستبعدت الخبيرة الروسية انخراط بلادها في لعب دور الوسيط بين أمريكا والمسؤولين الإيرانيين في الظروف الراهنة، بسبب طبيعة علاقتها الصعبة مع واشنطن إلى جانب تقلص قنوات التعاون والتواصل الثنائي بشدة بين البلدين.
واختتمت أن روسيا تبحث عن مصالحها في المنطقة أيضا على الرغم من اقتناع إيران على نحو خاطئ بضرورة الدفاع عنها من جانب موسكو، مشيرة إلى أن مصالح البلدين من الممكن أن تتعارض إقليميا لأن الجانب الروسي لديه مصالح أخري يدافع عنها بالتأكيد.