خبراء: عمليات التزوير بانتخابات إيران دليل على تغير قادم
وسط توقعات كبيرة بفوز المرشح للرئاسة الإيرانية إبراهيم رئيسي، خبراء يؤكدون عدم تغير السياسة الإيرانية لأنها بيد المرشد الأعلى.
توقع كثير من المحللين فوز إبراهيم رئيسي بانتخابات الرئاسة الإيرانية، بسبب انحياز المرشد الأعلى علي خامنئي له وتفضيله على الرئيس المنتهية ولايته، حسن روحاني.
وتعززت هذه التوقعات بعد افتضاح ما شهدته بعض لجان الاقتراع من عمليات تزوير، إذ تم اكتشاف أوراق تصويت لا توجد عليها أختام هيئة الانتخابات الإيرانية، وترجح كفة المرشح إبراهيم رئيسي. ولم يكن غريباً أن يقر مساعد الشؤون التنفيذية والانتخابية في مجلس صيانة الدستور الإيرانية، سيامك رهبيك، في تصريحات صحفية، بواقعة التزوير. والأغرب أن مسؤولاً بمجلس صيانة الدستور خرج ليعلن أنه سيجري اعتماد الأوراق البيضاء غير المختومة واعتبارها أصواتاً صحيحة.
مدحت حماد، الخبير المصري في الشأن الإيراني، قال إنه برغم من وجود عدد من المرشحين يخوضون فعلياً الانتخابات ويبدو أنهم يتنافسون للوصول إلى سدة الحكم، إلا أن السياسة الخارجية للدولة الإيرانية لن تتغير مع وصول أي منهم إلى الحكم، بل إنها لن تتغير على الإطلاق إلا بتغير المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي.
ويوضح حماد لبوابة "العين" الإخبارية، أن المرشد الأعلى هو المتحكم الأساسي في كل شؤون الدولة، وهو من يرسم خاصة التوجهات الاستراتيجية السياسية الخارجية للدولة، وهي سياسة لا تتغير بتغير الرؤساء على الإطلاق.
و برغم ما جرت عليه العادة عالمياً أن كل مرشح للولاية الثانية "فائز"، يؤكد حماد، أن مؤشرات المشهد الإيراني ترمي إلى غير ذلك، فيقول: "الرئيس الحالي والمرشح لولاية ثانية أمام 3 منافسين، فرصته في الفوز ضعيفة جداً، لأنه أخطأ خلال الفترة الانتخابية خطأين كبيرين أحدهما في حق المرشد الأعلى ودائرته المقربة، والثاني بحق القضاء، وهما خطآن قد يكلفانه كثيراً جداً، وقد يخسر بسببهما فرصته في حكم إيران لولاية ثانية.
وأوضح حماد، أنه خلال الفترة الانتخابية ألمح روحاني في أحد خطاباته إلى احتكار فئة معينة للحكم، وكان يقصد المرشد الأعلى ودائرته المقربة، ما أغضب المرشد، وكذلك تحدث بالسلب عن السلطة القضائية في أحد المواقف ما أغضب أيضاً القضاة وفضلوا عدم الرد عليه حتى ينتهي الموسم الانتخابي لعدم التأثير على العملية الانتخابية.
وأشار حماد إلى أن المرشد الأعلى يدعم بقوة وصول المرشح المنافس إبراهيم رئيسي إلى سدة الحكم، وبنسبة 99% ستُحسم النتيجة لصالحه طالما يتمتع بدعم المرشد الأعلى، وقد يتعرض روحاني بالفعل للعقاب بعد انتهاء الموسم الانتخابي.
دولة المرشد تنجح بـ 60%
الدكتور محمد السعيد إدريس، المتخصص في الشأن العربي والإقليمي، قال إن فوز إبراهيم رئيسي يعني فوز المرشد و بالتالي سياسة إيرانية متشددة قاسية نحو العالم الخارجي، بينما إذا استطاع روحاني الوصول البقاء في سدة الحكم لفترة ثانية فسيُحدث موائمة، ولن ينقاد تماما للمرشد لكنه أيضا لن يناطحه، ولن تكف إيران في عهده عن التدخل في شئون الدول الأخرى لكنها ستكون أكثر تهذيبا.
ويؤكد السعيد لبوابة "العين" الإخبارية، إن نسب التصويت الانتخابي إذا قلت عن الـ 60% فحتما التغيير سيطال إيران قريبا، حيث يعكس هذا الوضع اعراض فئة كبيرة عن التصويت للمرشد الأعلى وفي نفس الوقت عدم ثقتهم في "روحاني" الذي يمثل بشكل أو بآخر المعارضة المعتدلة والإصلاح.
و يوضح السعيد أن المعروف في إيران إنه برغم تعدد القوى السياسية إلا أن الرأي السياسي فيها يكون للمرشد الأعلى، وهناك ثمة تغيير دخل على هذه المعادلة منذ فترة، فالمرشد في السابق لم يكن ينحاز لمرشح دون آخر و كان لا يهمه من يفوز أو من يخسر لأنه في النهاية هو الذي يحكم، إلا أن المرشد في فترة ترشح أحمدي نجاد على سبيل المثال انحاز له بقوة، حتى أنه أعلن فوزه بنفسه برغم أن الإعلان ليس وظيفة المرشد وهناك جهة مسئولة في الدولة عن ذلك، و في الانتخابات الحالية هو يدعم بقوة و صول إبراهيم رئيسي واسقاط حسن روحاني، وبمجرد أن أصبح للمرشد رأيا ينحاز له يعني أن طرفا آخر و توجها سياسيا آخر اقترب من فرض نفسه على المجتمع الإيراني و صنع لنفسه وجودا و كينونة، وهو ما يؤكد أن ثمة تغيير جوهري طرأ على الأوضاع الإيرانية بالداخل قد يقودها لتغيير كبير في المستقبل.
aXA6IDE4LjExNi44NS4yMDQg جزيرة ام اند امز