إيرانيون لـ"العين": لا فرق بين مرشحي الرئاسة وسنقاطع الانتخابات
العديد من النشطاء الإيرانيين في الداخل والخارج دشنوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملة مقاطعة للانتخابات الرئاسية
تسكن الفتاة الإيرانية نجين في أحد أحياء العاصمة طهران، ورغم زحام الشوارع بلافتات الدعاية للمرشحين في سباق الانتخابات الرئاسية التي تشاهدها في الذهاب والإياب، إلا أنها تصر على المقاطعة.
نجين تبلغ من العمر 20 عاما وقالت لـ"العين"، إنه لا أمل ولا فائدة من اختيار رئيس معين"، وتابعت: "المرشحون متشابهون لهذا سأقاطع الانتخابات".
ودشن العديد من النشطاء الإيرانيين في الداخل والخارج عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملة مقاطعة للانتخابات الرئاسية التي يعد أبرز مرشحيها الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني ومرشح التيار المحافظ إبراهيم رئيسي.
ويرى الباحث في الشأن الإيراني، محمد المذحجي، المقاطع للانتخابات، أنه لا فرق بين المرشحين في الانتخابات الإيرانية، حيث قال لـ"العين": "روحاني هو أمين سر حزب (جمعية المعممين المناضلين) و خامنئي هو من أسس هذا الحزب، لا يوجد صراع في النظام الإيراني كما يظن الآخرون في خارج إيران".
وأضاف المذحجي، النظام الإيراني مطالب بإخراج الحرس الثوري من المشهد السياسي الداخلي والخارجي، ولا فرق بين المرشحين، كلهم مستعدون لتنفيذ ذلك وتحت إشراف خامنئي، بعد حصول التوافق النهائي مع إدارة ترامب حول الترتيبات التي تضمن مصالح إيران".
ويأمل روحاني في تولي فترة رئاسية ثانية بعد إبرامه اتفاق نووي مع الغرب ودعوته للانفتاح على الغرب وجذب استثمارات خارجية للبلاد، الأمر الذي يرفضه التيارات المتشددة والحرس الثوري الإيراني والمرشد علي خامنئي الذي انتقد سياسات روحاني الاقتصادية، نهاية مارس الماضي، وطالب بانتهاج الاقتصاد المقاوم مرة أخرى، ما يراه مراقبون رغبة إيران في العودة إلى الانغلاق مجددا.
ودعت حركة النضال العربي لتحرير الأحواز الانفصالية المعارضة للنظام الإيراني، الشعب الإيراني، إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية، وقالت "الحركة"، في بيان لها، يوم الثلاثاء، إن المشاركة في مهزلة الانتخابات تعني تمليك النظام القائم حجة الشرعية ومبرر البقاء، لذلك فإننا نراهن على وعي شعبنا في تحويل مسرحية الانتخابات إلى عرض هزلي يكشف عن حقيقة النظام وخدعة التنافس الشكلي بين أقطابه، وزيف الشعارات التي ترفع من الدمى المتنافسة في هذه الانتخابات، بالمقاطعة وإظهار الرفض لها بتنظيم مسيرات وطنية تتصدرها شعارات رافضة للاحتلال.
وقال عادل السويدي المتحدث باسم المكتب الإعلامي للمنظمة الوطنية لتحرير الأحواز "حزم"، تشهد الساحة الايرانية في مظهرها الانتخابي فضائح عديدة، ومواقف متباينة ليس من بين أبرزها اتهامات الإصلاحيين للمحافظين المتعنتين المتعصبين بأنهم أفرطوا في الذمة المالية، وبذروا أموالا طائلة، والغمز من بعض الرموز باتهامها بالتطاول على المال العام وسرقة عوائلهم بأرقام فلكية من النقود، هذا من جهة، وتابع: "بل تتجلى الأوضاع الاجتماعية والسياسية المأساوية في نظام الملالي المحتل في معارضته للشعوب غير الفارسية، ناهيك عن الأحزاب المناهضة للرؤية الثيوقراطية الطائفية الملتفة حول النظام فلماذا انتخب؟".
وأضاف السويدي لـ"العين" من السويد: "في هذا السياق يمكن تلمس الرفض الوطني الأحوازي العام الباسل وغير المسبوق في الساحة الداخلية والخارجية، وهو الأمر الذي يجعلنا نرسل لهذا الثلاثي الوضيع أبرز تعازينا على مصيرهم الأسود".
فيما دعت 6 أحزاب كردية معارضة، المواطنين الأكراد في إيران، إلى مقاطعة الانتخابات، معتبرة المشاركة فيها خطوة أخرى لإطالة نظام الملالي في إيران.
واعتبر الإعلامي الإيراني بويا عزيزي المقاطع للانتخابات، أنه ليس هناك ما يستدعي الذهاب للجنة انتخابية واختيار مرشح؛ لأنه ليس هناك انتخابات ديمقراطية في إيران، وتابع لـ"العين" من النمسا: "روحاني غير مناسب لمنصب الرئيس وكذلك باقي المرشحين".