بالإنفوجراف.. "رئيسي" أخطر المنافسين لـ"روحاني" على رئاسة إيران
سادن الروضة الرضوية إبراهيم رئيسي يعد أخطر المنافسين لحسن روحاني في انتخابات الرئاسة الإيرانية.. فما الفرق بينهما؟
يسعى الرئيس الإيراني حسن روحاني، إلى البقاء فى منصبه لولاية جديدة، بعد الفوز فى انتخابات الرئاسة الإيرانية المقبلة، ولا يبدو أن مساعدي روحاني يشككون في عدم قدرته على حسم المعركة لصالحه، لأنهم يعتقدون أنه قد فعل كل ما في وسعه لجعل الوضع في البلاد أفضل مما كانت عليه قبل 4 سنوات.
- الانتخابات لن تغير سياسة إيران المتطرفة.. والرئيس "دمية"
- بالأسماء والتفاصيل.. إيران تصنع القنبلة النووية رغم اتفاق لوزان
ومع ذلك يبرز اسم إبراهيم رئيسي، سادن الروضة الرضوية، كأقوى المرشحين لمنافسة روحاني على مقعد الرئيس، الأمر الذي دفع البعض إلى السؤال عن الفرق بينهما، من أجل استنتاج لمن تكون الغلبة في النهاية.
قبل أي شيء، ينبغي أن نضع في الاعتبار أن ما يجري في إيران ليس انتخابات بمعناها المعروف، وإنما هي مسرحية هزلية تستهدف خداع الشعب الإيراني والرأي العام العالمي لإيهامه بوجود انتخابات وممارسات ديمقراطية، ففي إيران على سبيل المثال، يحق لأي إيراني تقديم أوراقه للترشح في انتخابات الرئاسة الإيرانية، لكن من حق شخص واحد فقط، هو المرشد الأعلى علي خامنئي، أن يقبل هذا الترشيح، وبالتالي يكون من البديهي أن نجد كل من يخالف المرشد، أو حتى لا يحظى برضاه، خارج السباق الانتخابي منذ البداية، فيتم استبعاده علنا بدعوى "عدم الصلاحية" كما حدث مع الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، الذي تم استبعاده من الترشح للانتخابات المقبلة لأنه خالف أوامر المرشد الذي طلب منه عدم الترشح.. هكذا بكل بساطة.
وينتهي الأمر في النهاية إلى أن من يتنافسون أصلا في انتخابات الرئاسة الإيرانية يحظون بقبول ورضى المرشد الأعلى علي خامنئي، أي أنهم فعليا متساوون ومتشابهون في أنهم سيصبحون مجرد ظل للمرشد الذي يحكم البلاد فعليا.. ومن هنا يمكن إدراك أن روحاني وإبراهيم رئيسي على نهج واحد، وليسا متناقضين مثلا.
ومع ذلك، يقول كثيرون إن رئيسي هو الأقرب للمرشد الأعلى، بل إن اسم رئيسي ورد كمرشح لخلافة المرشد نفسه.. كما أن رئيسي يعد الأقرب إلى الحرس الثوري الإيراني الذي يمثل ذراع المرشد في السيطرة على اقتصاد وأمن إيران.
صحيفة "ذا مونيتور" الأمريكية نقلت عن مصدر سياسي قريب من معسكر روحاني، طلب عدم ذكر اسمه، قوله: "صحيح أن روحاني لم يف بجميع وعوده بسبب العديد من الظروف، لكن من المهم تسليط الضوء على عدد الإنجازات التي تحققت في هذه السنوات الصعبة".. وأضاف: "لقد مضى عام واحد فقط وبضعة أشهر على تنفيذ الاتفاق النووي، كل شيء يحتاج لوقت لكن الناس يمكن أن ترى ما تحقق، فنحن الآن نصدر المزيد من النفط ولدينا المزيد من الاستثمارات، وفي الأشهر المقبلة ستشهد البلاد نشاطا أكبر يعود بالخير على الشعب".
ويعتقد المقربون من روحاني أن خصومه المحافظين يعرفون جيدا أن الأشهر المقبلة ستشهد تحسنا في الأوضاع الاقتصادية للبلاد.. وأضاف المصدر "أنهم يريدون خطف إنجازات الحكومة، ويهاجمون الرئيس وحكومته، ويخربون كل شيء تقريبا، وعندما يأتون إلى السلطة سيدّعون أنهم أنقذوا البلاد، وسينقضون على نجاحات هذه الحكومة، لأنهم لا يملكون حتى برنامجا واضحا للتغيير".
وستكون هذه هى الانتخابات الرئاسية الثانية عشرة فى إيران منذ ما يسمى بالثورة الإسلامية عام 1979 والانتخابات الـ 36 بما فيها البرلمانات ومجلس الخبراء وانتخابات مجالس المدن.
وفي 19 مايو المقبل، ستجري إيران أيضا انتخابات المحليات من مجالس المدن والقرى.
وقد قام مجلس صيانة الدستور بدراسة أوراق أكثر من 1600 مرشحا، لكنه اختار 6 مرشحين فقط لدخول السباق، وقد أثارت هذه الظاهرة انتقادات آية الله ناصر مكارم الشيرازي، الذي حذر من أن بعض المرشحين يحاولون دخول الترشح على سبيل السخرية من النظام، لكن الأستاذة بجامعة طهران، زينب قاسمي، تعتقد أن تسجيل شخصيات سياسية متنوعة جدا للانتخابات قد زاد من ديناميات المنافسة.
وأضافت قاسمي لـ "المونيتور": "تلعب وسائل الإعلام دورا هاما جدا في تسريع الانتخابات، فقد أدت التغطية الواسعة لعملية تسجيل المرشحين في وسائل الإعلام وعلى وسائل التواصل الاجتماعي إلى إثارة اهتمام وحماس كبيرين بين الجمهور".
وينظر إلى مرشحين اثنين فقط على أنهما قادران على هزيمة روحاني وهما إبراهيم رئيسي، ومحمد باقر قاليباف، ومن بين الاثنين، يبدو أن رئيسي هو الذي يمكن أن يشكل أخطر تهديد لروحاني.
كانت مسارات الخدمة العامة لرئيسي وروحاني متشابهة جدا منذ الثورة الإيرانية، فرئيسي يصغر روحاني بـ 12 سنة، فيما كان كل من روحاني ورئيسي عضوين في مجلس الخبراء، ومن ثم يتمتعان بمؤهلات عالية فيما يتعلق بالدراسات الكتابية؛ فكلاهما مجتهد.. روحاني حصل على درجة الدكتوراه في القانون الدستوري من جامعة جلاسكو كالدونيان في اسكتلندا، بينما حصل رئيسي على درجة الدكتوراه في الفقه الإسلامي والقانون من جامعة شهيد مطهري في طهران، ولكن الميزة الحقيقية لروحاني على رئيسي فيما يتعلق بالخدمة العامة هو خبرته الواسعة في السياسة، التي بدأت عام 1980 عندما أصبح عضوا في البرلمان ووصل إلى ذروته في عام 2013 عندما أصبح رئيسا.
وقد ذكر اسم رئيسي في العديد من التقارير باعتباره واحدا ممن يفضل نجاحهم المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، لكن عيبه الرئيسي هو عدم تمتعه بالخبرة السياسية اليومية.