ذكرى احتجاجات البنزين.. إيران "تناور" أمنيا
أجرت السلطات الإيرانية مناورة أمنية على نطاق واسع بالتزامن مع ذكرى احتجاجات شعبية في أواخر العام الماضي أسفرت عن مقتل 1500 شخص.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا)، الإثنين، أن منظمة الدفاع المدني تجري تدريبات للدفاع عن 150 مركزا حساسا ورئيسيا في 52 مدينة كبيرة بالبلاد، على حد قولها.
ومن المقرر أن تستمر المناورة، التي تنفذها عناصر الدفاع المدني التابعة للجيش وتلعب أدوارا عسكرية وميدانية، حتى 30 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أي بعد انقضاء الذكرى الأولى لما عرفت إعلاميا باحتجاجات البنزين التي اندلعت منتصف الشهر نفسه من عام 2019.
وتشمل المناورة، ذات الطابع الأمني، استعدادات لاحتمالية تجدد الحراك الشعبي المناهض لسياسات النظام في ظل تفاقم الأزمات الاقتصادية والسياسية بشكل غير مسبوق.
وتقام المناورة، التي تحمل عنوان "تدريبات الدفاع عن المقر على مستوى جميع الوزارات"، في 52 مدينة إيرانية يزيد عدد سكانها عن 200 ألف نسمة، أو بمعنى آخر المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة.
وتضمنت التدريبات بقيادة غلام رضا جلالي رئيس منظمة الدفاع المدني والجنرال البارز بمليشيا الحرس الثوري الإيراني استخدام مولدات الطاقة في حالات الطوارئ عند انقطاع التيار الكهربائي على الصعيد الوطني.
وبحسب مسؤولي منظمة الدفاع المدني الإيراني، فإن المناورة تهدف إلى التدرب على الدفاع عن المقرات والبنية التحتية مثل المياه، والكهرباء، والغاز والنفط، بالإضافة إلى المجال السيبراني.
الجدير بالذكر أن منظمة الدفاع المدني التي فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات لتورطها في انتهاكات حقوقية، قد أقامت تدريبات مماثلة لمنع اقتحام المقرات الحكومية في الآونة الأخيرة.
وكان مجلس الأمن القومي الإيراني قد أعلن عن تشكيل فرق اقتحام للأحياء تابعة لمليشيا لحرس الثوري الإيراني في مدن مختلفة من البلاد، سبتمبر/أيلول الماضي.
ويرى المعارضون الإيرانيون أن هذه الفرق تم تشكيلها لمواجهة تجدد الاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام على مستوى الأحياء في عموم البلاد.
وفي إطار التحشيد الأمني لمواجهة غضبة شعبية محتملة مع تردي الأوضاع في إيران، دشنت الأخيرة مقرات بوليسية لمكافحة من وصفتهم بالغوغائيين بالعاصمة طهران ومناطق أخرى.
يشار إلى أن الذكرى الأولى لاحتجاجات نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تحل بعد أسبوعين، وعلى الرغم من مرور عام كامل لم تنشر السلطات الحكومية تقريرا رسميا حول عدد القتلى والمصابين والمعتقلين.
وقدرت منظمات حقوقية دولية مقتل قرابة 1500 شخص خلال أقل من أسبوعين على اندلاع الاحتجاجات الشعبية التي خرجت في شوارع المدن الكبرى في إيران، اعتراضا على غلاء أسعار البنزين نهاية العام الماضي.
aXA6IDE4LjExNy4xMDUuNDAg جزيرة ام اند امز