احتجاجات مدن إيران "مستعرة".. منظمة توثق مقتل 28 طفلا
تواصلت الاحتجاجات في المدن الإيرانية، مساء الإثنين، من بينها العاصمة طهران ومحافظة كردستان وشيراز ومشهد وعدد من المدن الأخرى.
وذكرت شبكة حقوق الإنسان الكردستانية على صفحتها على "تويتر" أنه "عقب الاعتقال العنيف لعدد من المتظاهرين بعد مداهمة منازلهم في مدينة سنندج عاصمة كردستان، اشتبكت مجموعة من سكان هذه المدينة مع قوات وحدة مكافحة الشغب".
- إيران تستدعي السفير البريطاني.. تحرك ضد العقوبات
- غضب "أميني".. شرطة إيران ترفع مستوى التحدي في "لعبة عض الإصبع"
وفي مدينة سقز مسقط رأس الفتاة الراحلة "مهسا أميني" التي أشعل مقتلها على أيدي الشرطة الاحتجاجات، أضرم متظاهرون في المدينة النار في صناديق قمامة وأغلقوا الشارع مرددين شعارات مثل "الموت لخامنئي".
وفي مدينة "مرودشت" بمحافظة فارس جنوب إيران، أقدم متظاهرون على تمزيق صورة لقاسم سليماني، وسط هتافات ضد المرشد علي خامنئي.
وفي عصر يوم الإثنين، نزل طلاب الجامعات والمدارس المتوسطة والإعدادية إلى الشوارع في مختلف المدن من بينها طهران، وسط هتافات ضد النظام.
مقتل 28 طفلاً
ونشرت جمعية حماية حقوق الطفل الإيرانية بيانًا بمناسبة اليوم الوطني للطفل، وأشارت إلى وجود "فئات عمرية وقعت قتلى في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد".
وانتقدت هذه الجمعية "نفاد صبر الحكومة وخاصة قوات الشرطة والجيش" وعدم إلمامهم بظروف الطفولة والمراهقة الخاصة، مما أدى إلى "أعمال عنف ضد هذه الفئة العمرية":
ووفقًا للإحصاءات الواردة، فقد قُتل 28 طفلاً في هذه الاحتجاجات، ينتمي العدد الأكبر إلى مقاطعة سيستان وبلوشستان المحرومة.
وأعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، ومقرها في النرويج، أن عدد الأطفال والمراهقين الذين قتلوا حتى يوم السبت بلغ "19".
وأعلن الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان وجمعية الدفاع عن حقوق الإنسان في إيران، ومقرها باريس، أن أحدث عدد من الأطفال الذين قتلوا حتى يوم السبت بلغ "18".
دعوة للحوار
وفي سياق متصل، دعا غلام حسين محسني إيجي، رئيس القضاء في إيران، المعارضين والمتظاهرين إلى الحوار، وادعى أنه مستعد للاستماع إلى انتقاداتهم واحتجاجاتهم.
وفي الوقت نفسه، ادعى أن دولًا أوروبية وأمريكا وإسرائيل شاركت في احتجاجات إيران الأخيرة، وهدد المحتجين بإصدار أحكام قضائية قاسية.
وقال رئيس السلطة القضائية في اجتماع مجلس القضاء الأعلى، "إن إيران تتقبل النقد وتصحح أخطاءها وضعفها إذا لزم الأمر".
واتهم إيجي المتظاهرين بـ"إحراق العلم وممتلكات الناس وقتل رجال الأمن والتواصل مع دول أجنبية".
ووصف محسني إيجي احتجاج الشعب الإيراني بأنه "تخطيط معقد من قبل الأعداء"، معتبرًا "الاحتجاجات الشعبية ضد مقتل مهسا أميني (ذريعة)"، رغم تقرير الطب الشرعي.
لكنه لم يوضح ما يتم نشره من مقاطع فيديو عن تعامل الضباط العنيف مع الناس، وبينها ما انتشر في الأيام القليلة الماضية من مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت قيام بعض الضباط بالاعتداء على محتج بالضرب المبرح بهراوة على رأسه وجسمه.
ورغم ادعاء دعوة الناس للحوار، فقد حرمهم رئيس القضاء من حق التظاهر وحذر المتظاهرين من التحرك بعبارات تهديد.
كما أثنى رئيس السلطة القضائية على أنصار النظام الذين أعلنوا، حسب قوله، "بشكل عفوي" عن "اشمئزازهم" من "العناصر المقلقة" في مناطق مختلفة من إيران، وأشاد بقوات الشرطة والباسيج.
وفي وقت سابق، ادعى حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني، "أنه يحب شباب المعارضة"، كما اقترحت وكالة أنباء فارس التابعة لهذا التنظيم العسكري حوارا مع المحتجين في تقرير بعنوان "أيها المواطنون لنتحدث".
وتكشف مثل هذه الأقوال والتقارير أن المسؤولين الحكوميين والإعلاميين شعروا بأن بقاءهم في خطر مع استمرار انتفاضة الشعب في جميع أنحاء البلاد.
لكن من ناحية أخرى، ما زالوا يحاولون إخماد نيران الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد من خلال قمعهم بعنف ونسب المتظاهرين لعوامل خارجية.
aXA6IDE4LjExNy4xMDcuNzgg
جزيرة ام اند امز