إيران والقاعدة.. التاريخ الأسود لتحالف قوى الإرهاب
علاقة قوية يعود تاريخها لعقود طويلة، جمعت بين النظام الإيراني المتطرف وتنظيم القاعدة الإرهابي
علاقة قوية يعود تاريخها لعقود طويلة، جمعت بين النظام الإيراني المتطرف وتنظيم القاعدة الإرهابي، خاصة بعد أن وجد نظام الملالي بطهران في تنظيم القاعدة الإرهابي الحليف والصديق لمشروعه المتطرف بالمنطقة، لتصبح إيران الملاذ الآمن لعناصر القاعدة والداعم الأول لعملياتهم الإرهابية حول العالم.
واتسمت العلاقات بين إيران والقاعدة بحالة من الود والتوافق؛ نظرًا لطبيعة النظام الإيراني الذي تأسس بهدف بث روح النزاعات الطائفية وتأجيج الصراعات بالمنطقة، فأسهم بشكل كبير في دعم القاعدة ماليًا ومعنويًا.
ومنذ 16 عاما، أخذت العلاقات بين الحليفين منحى آخر بعد ارتكاب التنظيم الإرهابي عدة هجمات إرهابية دموية على رأسها هجمات الـ11 من سبتمبر/أيلول 2001، فتوافقت المصالح بينهما بعد أن شنت الولايات المتحدة الأمريكية حربها على إرهابيي القاعدة، فأصبحت إيران الوجهة الأولى لكل العناصر المتطرفة من أجل الفرار من السجون والحصول على الدعم المالي في مقابل حماية طهران من أية هجمات إرهابية ينفذها التنظيم.
مأمن إرهابي للقاعدة
عبر زوارق سريعة، هرب أعضاء خلية "العبدلي" إلى إيران، وهي خلية إرهابية تضم 26 كويتيًا وإيرانيا اتهموا بحيازة الأسلحة والتخابر مع إيران وحزب الله اللبناني، لتؤوي طهران العناصر الإرهابية على أراضيها كجزء من سياستها الطائفية المتطرفة.
واعتادت إيران إيواء عشرات الإرهابيين، حيث لجأ إليها المسؤول الأمني للقاعدة سيف العدل عام 2010، بهدف الهروب والاختباء من غارات الولايات المتحدة الأمريكية الموجهة ضد التنظيم، كما هرب أبو حفص الموريتاني أول مسؤول شرعي لقاعدة عقب الإفراج عنه من السجون الأمريكية في 2012 متوجهًا لطهران، ليتم ترحيله بعدها إلى موطنه الأصلي موريتانيا.
وأثناء رحلته القادمة من تركيا، اعتقلت السلطات الأمريكية أول متحدث رسمي لتنظيم القاعدة سليمان أبو غيث وهو كويتي الجنسية، وبعد أن تم الإفراج عنه وجد في إيران مأوى آمنا، كما استقر أبو محمد المصري أكثر أعضاء التنظيم قدرة وتمرسا على وضع الخطط والعمليات الإرهابية في العاصمة الإيرانية.
كما تؤوي طهران داخل أراضيها أبو القسام العاروري مساعد الزرقاوي، ورئيس مجلس إدارة التنظيم ومسؤول العلاقات الخارجية أبو الخير المصري المقرب من قيادات التنظيم الإرهابي قبل أن يقتل في غارة أمريكية دون طيار في جنوب طهران.
وكان عبدالعزيز المصري كبير خبراء المتفجرات والسموم والضليع الرئيسي في الأبحاث النووية بالتنظيم، وأبو دجانة المصري زوج ابنة الظواهري زعيم التنظيم، الذي عمل كمدرب على إعداد واستخدام المتفجرات ومحمد شوقي الإسلامبولي المنسق الأساسي في تنفيذ عمليات القاعدة الإرهابية، هم من أوائل إرهابي القاعدة الذين توجهوا إلى إيران.
وخلال فترة التسعينيات، فر عشرات الإرهابين لطهران، وكان ثروت شحاتة النائب السابق للظواهري والمقرب من بن لادن وأبو مصعب الزرقاوي من أوائل الهاربين، ليلحق به أبو الليث الليبي العضو البارز بالتنظيم، بالإضافة للإرهابي خالد السوداني عضو مجلس شورى القاعدة، وقاسم السوري، وأبو طلحة البلوشي المسؤول عن توفير احتياجات التنظيم، وجعفر الأوزبكي ممثل التنظيم الإرهابي في التفاوض.
الإرهاب هدف واحد
وحرصت إيران عقب هجمات الـ11 من سبتمبر/أيلول على إرسال وفد إيراني لأفغانستان لضمان انتقال قيادات القاعدة وأسرهم إلى أراضيها، وقام فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني بمساعدة المئات من الأفراد ذوي صلة قوية بالتنظيم الإرهابي للخروج في ممرات أمنة من أفغانستان لإيران.
وخلال عامي 2001-2002 منح نظام الملالي الإيراني حليفه الإرهابي تأسيس ما أسموه بـ"مجلس الإدارة" كهيئة تنسيقية لإدارة الدعم اللوجستي لقادة التنظيم في باكستان وأفغانستان، لتؤكد هذه الممارسات على تبني إيران والقاعدة فكرا واحدا هو الإرهاب والتطرف.
وكما كانت إيران ملاذا للقاعدة، كان تنظيم القاعدة ورقة خامنئي المفضلة للضغط على باقي دول المناطق، تنفيذًا لسياستها الطائفية ومصالحها الخارجية عبر زرع عناصر إرهابية في بعض الدول العربية، فدعمت طهران تنظيم القاعدة والحوثيين باليمن، فضلًا عن دعم حزب الله الإرهابي بلبنان بعناصر وأسلحة من القاعدة.
وظهر التقارب بين الطرفين، بعد اعتراف المتحدث الرسمي باسم تنظيم داعش الإرهابي أبو محمد العدناني، بأن التنظيم يستبعد إيران تمامًا من دائرة العمليات الإرهابية امتثالًا لأوامر قادة القاعدة، وموقف القاعدة من طهران واضح بأنها حليف قوي يحتضن عناصر التنظيم، لذا كانت النصائح والتوجيهات مباشرة لجميع فصائل الكيانات الإرهابية المنشقة عن تنظيم القاعدة بأن النظام الإيراني حليف لهم.
aXA6IDMuMTQ1LjguMTM5IA== جزيرة ام اند امز