الغلاء والكساد يضربان أسواق إيران قبيل رمضان
موجات غلاء تضرب أسعار السلع الأساسية في إيران مع قرب حلول شهر رمضان وسط فشل حكومي.
ضربت موجات غلاء أسعار السلع الأساسية مثل الدواجن في إيران، في الوقت الذي تستعد ملايين الأسر لاستقبال شهر رمضان المبارك، وسط أزمات اجتماعية واقتصادية متفاقمة تعود أسبابها إلى تفشي الفساد بالبلاد، ومغامرات نظام الملالي العسكرية، لتنفيذ أجندات مشبوهة تستهدف النيل من أمن واستقرار المنطقة.
وفي الوقت الذي أعلنت الولايات المتحدة، الثلاثاء الماضي، انسحابها من الاتفاق النووي المبرم بين طهران وقوى عالمية، إضافة إلى فرض عقوبات جديدة على إيران، أعلن اتحاد بائعي الطيور الحية والأسماك في طهران، الأحد، ارتفاع أسعار الدواجن، مشيرا إلى أن الكيلو الواحد قد وصل ثمنه إلى نحو 8150 تومانا.
وأفادت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية، أن الأسعار في كل من المجازر وبائعي التجزئة قد وصلت أيضا إلى القيمة ذاتها، مؤكدة على ضرورة الشراء طبقا لفاتورة حساب رسمية، فيما ارتفعت أسعار بيض المائدة إلى نحو 6200 تومان إلى 6300 تومان، حيث انتقد ناصر نبي بور رئيس جمعية الدجاج والبيض في طهران، ارتفاع أسعار الأعلاف مؤخرا بشكل غير مسبوق.
وأشار بور، بحسب وكالة أنباء مهر، أن قيمة أعلاف الذرة ارتفعت على مدار اليومين الماضيين إلى نحو 120 تومانا، بينما بلغ سعر فول الصويا نحو 2500 تومان، مستنكرا عدم التدخل الحكومي لحل الأزمة في هذا السوق الحيوي.
وفي السياق ذاته، لفت موقع "سربوش" الإيراني المختص في تغطية أخبار الاقتصاد، إلى الارتفاع المتصاعد في أسعار السلع الأساسية التي تمس الحياة اليومية للمواطنين، مثل الأرز، واللحوم الحمراء، إضافة إلى الخبز الذي رفعت حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني أسعاره مؤخرا.
واستند الموقع إلى أرقام رسمية صادرة عن وزارة الصناعة والمعادن الإيرانية، تشير إلى غلاء قيمة الأرز البسمتي الباكستاني، إلى نحو 21.6 % مقارنة بالعاميين الماضيين، وتصاعد أسعار اللحوم إلى نحو 13.7 % خلال الفترة ذاتها.
وأكد أن أزمة سوق النقد الأجنبي، بعد تخطى الدولار الأمريكي حاجز الـ 7000 تومان إيراني، أثرت بشكل مباشر على أسعار البضائع والسلع المتداولة على نطاق واسع داخل البلاد، مشددا على أن موجات الغلاء تعد أحد أكثر التحديات أمام اقتصاد طهران، لافتا إلى أن الكساد بات يطل على الأسواق الإيرانية مجددا، كما لو أن الأمور عادت إلى مرحلة ما قبل إبرام الاتفاق النووي الإيراني.
ورفعت حكومة طهران كافة أسعار الخبز المدعم في البلاد، بزيادة بلغت أكثر من 30 % نهاية العام الماضي، لترفع من أعباء المواطن الإيراني الذي بات يكافح لتدبير نفقاته اليومية، في الوقت الذي تتحكم مليشيات الحرس الثوري ومؤسسات خاضعة لسيطرة المرشد علي خامنئي على ثروات البلاد للإنفاق على أنشطتها التخريبية بالمنطقة.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الخزانة الأمريكية، إثر انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني، أن العقوبات الاقتصادية سيعاد فرضها على طهران مجدداً خلال مدة تتراوح من 90 إلى 180 يوماً؛ يرى محلل اقتصادي إيراني أن بلاده ستواجه مخاطر كبيرة على كل المستويات الاقتصادية، والسياسية، والتجارية.
وأشار أحمد علوي، المحلل الاقتصادي الإيراني، في مقال له عبر موقع راديو فردا، إلى أن مصير اقتصاد إيران بات غامضاً بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي المبرم منذ 3 سنوات، معتبراً أنه حتى حال بقاء الدول الأوروبية على التزامها بصدد الاتفاق النووي لن يتغير الأمر كثيراً، بسبب ارتباط المؤسسات المالية الأوروبية بما فيها البنوك بأنشطة وعلاقات واسعة داخل الولايات المتحدة، الأمر الذي يجعلها تحجم عن التعامل مع إيران حال تطبيق العقوبات مجدداً.