إيران.. الغلاء والكساد يضربان الهواتف النقالة والأجهزة المنزلية
أزمة في سوقي الهواتف النقالة والأجهزة المنزلية بسبب اضطراب سوق النقد الأجنبي
ضربت موجة كساد أسواق كل من الهواتف النقالة التي باتت أسعارها تشهد ارتفاعا مطردا، وكذلك الأجهزة المنزلية التي تعاني من حالة عدم استقرار وعزوف المواطنين عن الشراء مؤخرا، بسبب أزمة اضطراب سوق النقد الأجنبي واقتراب سعر الدولار من حاجز الـ 6000 تومان إيراني.
وأشارت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا"، إلى أن تجار سوق الهواتف النقالة لجأوا على مدار الأسابيع الأخيرة إلى رفع أسعار كافة العلامات التجارية بزيادة 10 إلى 15 %، بسبب زيادة قيمة الدولار أمام العملة المحلية، التي انخفضت قيمتها للحد الأدنى تاريخيا.
واعترفت الوكالة في تقرير لها، بتأثر سوق الهواتف بتلك الزيادة التي ضربت سوق النقد الأجنبي في البلاد، مشيرة إلى أن قيمة الدولار ارتفعت خلال 10 أيام بشكل غير مسبوق لتقترب من حدود 6000 تومان، قبل أن تتخذ حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني قرارا بتحديد قيمة العملات الأجنبية عند 4200 تومان إيراني، لافتة إلى أن بعض العلامات التجارية في سوق الهواتف النقالة مثل سامسونج، وإل جي، وهواوي قد ارتفعت أسعارها بزيادة 15 %.
وعلى صعيد الأسعار المتداولة داخل سوق الهواتف في إيران، ارتفع سعر هواتف شركة سامسونج الكورية، من 500 ألف تومان إلى أكثر من 4 ملايين تومان، كما شهدت طرازات أخرى تابعة للشركة ذاتها ارتفاعا أيضا من مليون تومان إلى مليون و 400 ألف تومان.
وبلغت أسعار هواتف شركة إل جي متعدد الجنسيات والتي يقع مقرها في كوريا الجنوبية، الأكثر شهرة بين الإيرانيين، 2 مليون و 700 ألف تومان بعد أن سجلت 600 ألف تومان، بينما وصلت أسعار شركة هواوي الصينية إلى نحو 2 مليون و 500 ألف تومان، بعد أن سجلت قبل ذلك نحو 700 ألف تومان، في حين وصلت أسعار شركة اتش تي سي متعددة الجنسيات والتي يقع مقرها الرئيسي في تايوان، أكثر من 2 مليون تومان بعد أن كانت تعرض بنحو 600 ألف تومان.
وتعد منتجات شركة آبل الأمريكية للإكترونيات، الأكثر رواجا في إيران، والتي ارتفعت قيمتها أيضا من مليون و 500 ألف إلى أكثر من 6 ملايين تومان.
سوق الأجهزة المنزلية هي الأخرى في إيران، لم تكن أفضل حظا من الهواتف النقالة، حيث كشفت تصريحات أدلى بها فريدون نصيري رئيس اتحاد بائعي الأجهزة المنزلية وأدوات المطبخ، عن تأثير أزمة سوق العملات الأجنبية بشكل مباشر على حركة البيع والشراء مؤخرا.
ولفت نصيري في مقابلة مع القسم الاقتصادي بوكالة أنباء المراسلين الشباب، أن سوق الأجهزة المنزلية في البلاد تشهد حالة من الركود، معزيا السبب إلى انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين مقارنة بالسنوات الماضية، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من المراكز التجارية تعاني حالة كساد.
وأعرب المسؤول الإيراني عن أسفه بسبب الحالة التي وصلت إليها سوق الأجهزة المنزلية، مؤكدا أن أزمة الدولار ساهمت بشدة في ارتفاع تكاليف الإنتاج، الأمر الذي ألقى بظلاله على أسعار كافة المنتجات المحلية، التي لا تحظى بفرصة للترويج بالأسواق العالمية، على حد قوله.
وفي السياق ذاته، أعلنت إيران التحول عن الدولار إلى اليورو في معاملاتها الرسمية الأجنبية، حيث أفادت وسائل إعلام محلية الأربعاء "اتُخذ القرار خلال اجتماع لمجلس الوزراء في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة لإدارة أسعار الصرف ودعم الريال الآخذ في التراجع"
وقبل أيام أوقف البنك المركزي الإيراني ضخ عملات أجنبية جديدة بالصرافات، في ظل تفاقم أزمة سوق النقد وانهيار العملة المحلية أمام االدولار الذي اقترب سعر صرفه من حاجز الـ 6000 تومان.
وقررت حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني الأسبوع الماضي تحديد سعر صرف النقد الأجنبي عند حدود 4200 تومان إيراني، على إثر الارتفاع الكبير في سوق العملات الأجنبية بالبلاد، ووصول الدولار الأمريكي إلى نحو 6000 تومان، في حين وصلت العملة المحلية الإيرانية إلى أدنى مستوياتها التاريخية.
وفقد الريال ما يقرب من نصف قيمته في السوق الحرة بين سبتمبر/ أيلول الماضي والأسبوع الماضي، حيث هوى إلى مستوى قياسي مقابل الدولار عند 60 ألف ريال قبل أن تحدد السلطات سعر صرف ثابت عند 42 ألف ريال مقابل الدولار وتحذر الإيرانيين من أنهم سيواجهون عقوبات إذا استخدموا أسعار صرف أخرى.