تجفيف مصادر تمويل الحرس الثوري.. سلاح ترامب ضد إرهاب ملالي إيران
خبراء يؤكدون لـ"بوابة العين" أن الحرس الثوري الإيراني هو هدف واشنطن الأول من أجل تحجيم النفوذ الإيراني والتصدي لإرهابها.
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الجمعة، عن استراتيجية جديدة للتعامل مع التهديدات الإيرانية، ركزت على قسمين؛ الأول الاتفاق النووي الذي وصفة ترامب بأسوأ الاتفاقات التي أبرمت من جانب واحد والتي دخلتها الولايات المتحدة، والثاني الحرس الثوري الإيراني الذي وصفه ترامب بقوى الإرهاب الفاسدة ومليشيات استولت على كميات ضخمة من الاقتصاد الإيراني لتمويل الحرب والإرهاب في الخارج بما في ذلك تسليح النظام السوري وإمداد وكلائهم وشركائهم بالصواريخ والأسلحة لمهاجمة المدنيين في المنطقة.
- لماذا تخشى إيران تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية؟
- إيران.. الاقتصاد يقوض علاقة نظام الملالي والحرس الثوري
الخزانة الأمريكية والحرس الثوري
أضاف ترامب، خلال الإعلان عن استراتيجيته الجديدة تجاه إيران، أنه فوّض وزارة الخزانة بفرض المزيد من العقوبات على الحرس الثوري لدعمه الإرهاب، وتطبيق عقوبات بحق مسؤوليه ووكلائه والتابعين له.
وبعد ساعات من إعلان ترامب، صنّفت وزارة الخزانة الأمريكية، الحرس الثوري الإيراني "منظمة إرهابية".
وشملت عقوبات الخزانة الأمريكية شركة "شهيد علم الهدى" للصناعات، المرتبطة بمجموعة صناعة صواريخ الدفاع البحرية الإيرانية، والمسؤولة عن تصنيع وتطوير صواريخ "كروز" البحرية المسيّرة، إلى جانب شركتي "راستافان ارتباط" الهندسية، وشركتها الأم "فاناومي"؛ بسبب تزويدهما الحرس بأنظمة رادارات ومعدات البطاريات الصاروخية.
كذلك شملت العقوبات شركة "ووهان سانجيانغ" الصينية، بسبب صلتها بوزارة الدفاع الإيرانية، وتقديمها الدعم لكوريا الشمالية.
هذا التصنيف يعني، بحسب لوائح الإرهاب في الولايات المتحدة، أنه تقنياً لم يصنف الحرس الثوري "منظمة إرهابية أجنبية" بموجب المصطلح المعتمد بوزارة الخارجية الأمريكية، ما يعني أن الأمر سيقتصر على العقوبات الاقتصادية فقط.
وفي هذا السياق، أكد محمد محسن أبوالنور، الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، في تصريحاته لـ"بوابة العين" الإخبارية، أن الحرس الثوري لم يوضع على أية قوائم سوى الخزانة الأمريكية التي أدرجت 4 شركات (3 إيرانية وواحدة صينية) تتعامل مع الحرس الثوري، مشيراً إلى أن ترامب يلقى عقبات داخلية عميقة من داخل الإدارة الأمريكية الحالية وعلى رأسها البنتاجون، الذين يروا أن وضع الحرس الثوري على قوائم وزارة الخارجية الأمريكية الخاصة بالإرهاب، يعني الذهاب إلى حرب، وهو ما لا تريده الإدارة الأمريكية في الوقت الحالي.
وأضاف أبوالنور، أنه من الممكن إدراج بعض الأسماء والقادة والشركات التابعة للحرس الثوري على قوائم الإرهاب، وفي حال استمرت إيران في التجارب الصاروخية البالستية أو المغامرات في الدول العربية فإن أمريكا ستعود إلى سياسة الدفاع المشتركة مع الدول العربية المعمول بها في فترة ما قبل أوباما.
واشنطن تلاعب طهران
أكد محمد حامد، الباحث في العلاقات الدولية، في تصريحاته لـ"بوابة العين" الإخبارية، أن واشنطن لا تريد أن تعطي طهران أكبر من حجمها الطبيعي، ولا تريد أن تصنع منها كوريا شمالية أخرى، لهذا السبب العقوبات الاقتصادية علي النظام الإيراني والحرس الثوري كفيلة بأن تعطل أي مشروع تخريبي تقوم به طهران، والدليل على ذلك رد الفعل الإيراني من تصريحات قوية رغم أن العقوبات اقتصادية فقط.
وأضاف حامد، أن واشنطن ترى أن العقوبات الاقتصادية على المدى البعيد قادرة على تأديب إيران وكسر أذرعها في المنطقة. وعن إلغاء الاتفاق النووي، أكد أن إلغاءه له عواقب وخيمة على المنطقة.
واتهم وزير الخزانة الأمريكية، ستيف مونشن، في بيان له، اليوم السبت، الحرس الثوري بـ"تجنيد وتدريب وتسهيل سفر مواطنين أفغان وباكستانيين إلى سوريا، وتنسيبهم للقتال إلى جانب الحرس، بالإضافة إلى استخدام قواعد تابعة له ومطارات مدنية في إيران لنقل معدات إلى فيلق القدس في العراق وسوريا وشدد مونشن على أن وزارته ستواصل استخدام صلاحياتها "لعرقلة النشاطات التخريبية للحرس الثوري".
وأكد هشام البقلي، باحث بالشأن الإيراني ونائب مدير مركز الطليعة للدراسات السياسية، خلال تصريحاته لـ"بوابة العين" الإخبارية، أن واشنطن تلاعب طهران ليس أكثر من ذلك ولن تلغي الاتفاق النووي معها مهما كان الأمر، مضيفاً أن ترامب سيزيد من العقوبات على طهران وستكون موجهة للحرس الثوري.
aXA6IDE4LjIyMy4yMTAuMjQ5IA== جزيرة ام اند امز