باحث أمريكي يحذر روسيا من طعنة إيرانية غادرة
التوترات المتزايدة بين إدارة ترامب وحكومة بوتين ستجذب الانتباه بعيداً عن تهديدات النظام الإيراني، وتحديدا المتعلقة بالمغامرات العسكرية.
سلطت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية خلال الأيام الأخيرة الضوء على توتر العلاقات الأمريكية الروسية، في خطوة يرى فيها الباحث السياسي الأمريكي من أصل إيراني مجيد رفيع زاده، محاولة إيرانية للاستفادة من تلك الخلافات للتقرب من موسكو، واستخدامها لحرف الأنظار عن الملف النووي، قبل أن تنقض على مصالحها.
وقال رفيع زاده إن القادة الإيرانيين أقحموا روسيا في المسألة، من خلال ما قاله روحاني عبر إحدى الشاشات الإيرانية بشأن تهديد أمريكا لروسيا، ومحاولة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف استخدام أسلوبه التقليدي لبث الخوف، عبر الإشارة إلى أن السياسة الأمريكية تقرب البشرية من الإبادة.
- ملالي إيران والـ"سي آي إيه".. أسرار صناعة الولي الفقيه في أمريكا
- ستراتفور للأبحاث: إيران عاشت "ثورة كاذبة" لأكثر من 40 عاما
وأضاف الباحث الأمريكي، خلال مقال له منشور بصحيفة "عرب نيوز" السعودية الصادرة باللغة الإنجليزية، أن هذه خطوة محسوبة سياسياً، واتخذها القادة الإيرانيون لوضع روسيا وأمريكا في مواجهة بعضهما البعض.
وأوضح رفيع زاده أن التوترات المتزايدة بين إدارة دونالد ترامب وحكومة فلاديمير بوتين ستجذب الانتباه بعيداً عن تهديدات النظام الإيراني، وتحديداً المتعلقة بالمغامرات العسكرية، وتوسيع نطاق الحرس الثوري وذراعه فيلق القدس ووكلائه في المنطقة.
وأكد الباحث، خلال مقاله، أن النظام الإيراني يستفيد من أي توتر متصاعد بين روسيا والولايات المتحدة؛ لأنه سيتعين على موسكو تقوية تحالفاتها ضد واشنطن، وهو ما سيتبعه قيام روسيا بتعزيز تعاونها العسكري والسياسي مع طهران، ودعم النظام الذي يضع معاداة أمريكا في قمة أولويات أجندة سياسته الخارجية.
وأشار رفيع زاده إلى أنه كلما زادت التوترات بين روسيا والولايات المتحدة كلما اقتربت روسيا من النظام الإيراني ودعمته.
ويرى الباحث الأمريكي أن أحد الركائز الأساسية للسياسة الخارجية الإيرانية هو جعل روسيا إلى جانبها، بغض النظر عن أي حكومة تحكم موسكو، وهذا ينبع من حقيقة أن النظام الإيراني في حاجة ملحة إلى المساعدة الروسية العسكرية والجيوسياسية والتكنولوجية.
ولفت إلى أن إيران تحتاج روسيا إلى إبقاء النظام السوري في السلطة، فعلى سبيل المثال يمكن لإيران استخدام الغارات الجوية الروسية، في حين يمكن للحرس الثوري ووكلائه مثل حزب الله تقديم القوات لإحراز تقدم على الصعيد الميداني.
كما نبه رفيع زاده إلى سعي طهران للتقرب من موسكو محاولة للتحايل على العزلة الدولية والعقوبات، والإيهام بامتلاك نظام الملالي المتداعي داخليا "شرعية" دولية.
وأشار الباحث إلى أن هذا يساعد النظام في تجنب المسؤولية والمساءلة عن عدوانيته في المنطقة وانتهاكه حقوق الإنسان، موضحاً أن القادة الإيرانيين يحتاجون روسيا في مهمة إضافية هي المساعدة في إرسال التكنولوجيا النووية إلى إيران، وتحديث مفاعل أراك للماء الثقيل، ودعم صادرات طهران من فائض اليورانيوم العالي التخصيب.
وأكد الباحث أن الحفاظ على علاقات استراتيجية واقتصادية وجيوسياسية مع روسيا أمر بالغ الأهمية بالنسبة لإيران، حتى أن المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي نادراً ما يلتقي مع قادة العالم، التقى عدة مرات مع ممثلي الكرملين.
وللإبقاء على التحالف الروسي استخدم النظام الإيراني أساليب أخرى إلى جانب تأجيج التوترات بين الولايات المتحدة وموسكو، فعلى سبيل المثال ضمنت إيران لروسيا موطئ قدم في الشرق الأوسط، مثل نظام الأسد.
وأشار الباحث إلى أن النظام الإيراني انتهك حتى المادة 146 في دستوره، التي تنص على أن "إنشاء أي نوع من القواعد العسكرية الأجنبية في إيران، حتى ولو كانت لأسباب سلمية، ممنوع"، موضحاً أنه لا قوة أجنبية استخدمت الأراضي الإيراني كقاعدة للعمليات العسكرية منذ الحرب العالمية الثانية، لكن طهران سمحت لروسيا باستخدام قاعدة همدان الجوية كقاعدة عسكرية لقصف سوريا.
وأكد رفيع زاده، في مقاله، أنه يجب على الولايات المتحدة والدول الأوروبية تذكير روسيا بأن علاقتها الاقتصادية والسياسية مع الغرب تتجاوز علاقتها بطهران، لافتاً إلى ضرورة أن تكون روسيا مدركة لحقيقة أن إيران تمثل تهديداً عليها؛ فهي تعمل حالياً على دفع الاتحاد الأوروبي لتقليص اعتماده في الطاقة على روسيا والسماح له بالاستفادة من قطاعاتها للنفط والغاز، موضحاً أن إيران تسعى وراء دور أكبر في سوق الغاز وترحب بالشراكات الغربية.
aXA6IDMuMTM1LjIwNi4xNjYg جزيرة ام اند امز