"الأقمار الصناعية" مظلة إيران لتطوير الصواريخ الباليستية
إيران تمارس تطوير برنامجها للصواريخ الباليستية تحت مظلة الأقمار الصناعية.. ماذا حدث؟
لا تنفك إيران عن تطوير برنامجها للصواريخ الباليستية سواء بشكل مباشر في اختبارات تجريها لتلك الصواريخ، فيترتب على ذلك تحذيرات وعقوبات دولية، أو بغطاء تحاول من خلاله تطوير قدراتها الصاروخية تحت مسمى آخر، مثل إعلان مسؤول إيراني كبير مؤخرا عن "قرب إطلاق قمرين صناعيين في الفضاء".
- إيران تواصل استفزازها بتجربة إطلاق طوربيد قرب مضيق هرمز
- 15 موقعا لبرنامج إيران النووي على خريطة الاستهداف الأمريكي
وأعلن وزير الاتصالات الإيراني محمود واعظي، الإثنين، خططا لوضع قمرين صناعيين في مدار حول الأرض، إلا أن هذا الإطلاق الذي يزعم أنه سيتم خلال الشهور القادمة قد يكون غطاء لأبحاث في برنامج الصواريخ الباليستية، لأن تكنولوجيا الفضاء يمكن أن تستخدم لتطوير تكنولوجيا الصواريخ.
وأكد سعيد جاسمي نجاد، الباحث الإيراني في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأمريكية، أن إيران بدون شك تستخدم برنامج الأقمار الصناعية للتغطية على برنامج تطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات.
وأوضح جاسمي نجاد أن التكنولوجيا والتحديات في البرنامجين متماثلة على العديد من الأصعدة، ويمكن لتقنية في إحداهما أن تستخدم في الأخرى، حسب ما نقله موقع "ديلي كولر" الإخباري الأمريكي.
وتسعى إيران إلى إخفاء برنامجها الصاروخي عن أعين الولايات المتحدة بعد فرض واشنطن عقوبات على أشخاص ومؤسسات في طهران مؤخرا بسبب اختبارات الصواريخ، ويعد إطلاق أقمار صناعية في الفضاء طريقة مثالية لإخفاء برنامج الصواريخ.
ولم تتوقف طهران عن محاولات تطوير برنامج الصواريخ الباليستية حتى بعد توقيعها الاتفاق النووي مع القوى الست الكبرى في جنيف منتصف 2015، حيث أجرى الجيش الإيراني والحرس الثوري الإيراني منذ ذلك الحين 8 اختبارات علنية على صواريخ باليستية.
وحذر جاسمي نجاد من أن استمرار إيران في التقدم ببرنامج الصواريخ الباليستية العابرة للقارات يهدف إلى امتلاك سلاح نووي صالح وقادر على الانطلاق، مقترحا أن تستهدف الولايات المتحدة أي صناعات قد تستغلها إيران لتطوير برنامج الصواريخ، وذلك لكبح أي تهديد مستقبلي من طهران.
وأعلن مجلس الأمن الدولي مسبقا خلال العام الجاري رفضه التام للتجارب الصاروخية الإيرانية، التي تنتهك أحد قرارات المجلس، إلا أن طهران يبدو أنها لا تلتفت لتلك التحذيرات أو للعقوبات المفروضة عليها وتستمر في تطوير برنامجها الصاروخي.
فقد أعلن مسؤول في وكالة الفضاء الإيرانية، مساء الأربعاء 3 مايو الجاري، عن تعاون بين هذه الوكالة مع جامعة بيهانغ الصينية للعمل في مشروع مشترك في مجال الأقمار الصناعية للأكاديميين بإشراف مؤسسة أبسكو (منظمة التعاون الفضائي لآسيا والمحيط الهادئ).
وأفادت وكالة مهر للأنباء أن رئيس معاونية تكنولوجيا الفضاء التابعة لوكالة الفضاء الإيرانية، مجتبى سرداقي، كشف عن توقيع مذكرة تعاون مشتركة في مجال الأقمار الصناعية للأكاديميين بإشراف أبسكو مع جامعة بيهانغ الصينية، بالإضافة إلى جهات باكستانية، وتستمر 3 سنوات.
وأضاف أن وكالة الفضاء الإيرانية ستنفذ هذا المشروع في المناطق الداخلية بالبلاد بمساعدة المؤسسات الإيرانية ذات الصلة، بما في ذلك الجامعات لتي لديها الخبرة وبيئة البنية التحتية في هذا المجال.
وفي نفس الوقت بين المساعد التكنولوجي لرئيس وكالة الفضاء الإيرانية أن هذا المشروع يهدف إلى التوعية ونقل المعرفة في مجال نظام الأقمار الصناعية بصورة مشتركة بين 8 دول أعضاء أبسكو (إيران والصين وباكستان وتركيا ومنغوليا وبيرو وتايلاند وبنغلاديش).
وفي 2 فبراير 2015، نجحت إيران في إطلاق قمر صناعي جديد للمراقبة، هو الأول منذ 2012، و"وضع القمر بنجاح" في المدار على ارتفاع 450 كلم عن سطح الأرض، طبقا لوسائل إعلام رسمية إيرانية.
وقالت محطة التلفزيون الإيرانية الرسمية آنذاك إن "القمر الصناعي (فجر) يزن 52 كيلوجراما، وأطلق بنجاح ووضع في المدار على ارتفاع 450 كيلومترا عن سطح الأرض".
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أن القمر الصناعي هو الرابع الذي يُرسل إلى الفضاء من صنع إيراني. وكانت إيران قد أرسلت الى الفضاء 3 أقمار صناعية بين عامي 2009 و2012، كما أرسلت كبسولتين فضائيتين، أولاهما في فبراير/شباط عام 2010 وبداخلها جرذ وسلاحف وحشرات، والثانية في يناير/كانون الثاني عام 2013، وبداخلها قرد، وقد عادت جميعها أحياء، بحسب وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية.
وقد أطلق القمر الصناعي "فجر" على متن الصاروخ "سفير فجر"، الذي بنته مؤسسة الصناعات الفضائية التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية، الأمر الذي "يؤكد قدرة إيران على بناء صواريخ حاملة للأقمار الصناعية" وفقا لوزير الدفاع حسين دهقان.
وقالت قناة "العالم" الإيرانية الناطقة بالعربية إن القمر الصناعي الجديد لديه القدرة على "التقاط صور واضحة للأرض".
ولا يخفي الغرب شكوكه في أن إيران تستخدم تكنولوجيا إطلاق الأقمار الصناعية، من أجل تطوير منصات إطلاق صواريخ باليستية بعيدة المدى، قادرة على حمل شحنات تقليدية أو نووية، وهو ما تنكره طهران.