%0 نمو الاقتصاد.. إيران تسعى لإنقاذ خزينتها برفع أسعار الوقود
إيران تسعى إلى تعويض النقص الهائل في الإيرادات بعد حزمة العقوبات الثانية بخلاف تراجع المؤشرات الاقتصادية على حساب الإيرانيين
وسط مظاهرات رفض حاشدة للزيادة الهائلة التي أقرتها الحكومة الإيرانية بشكل مفاجئ لأسعار الوقود، كشف رئيس منظمة التخطيط والميزانية الإيرانية محمد باقر نوبخت، لوكالة الأنباء الرسمية، أن تلك الإجراءات ستدر 300 ألف مليار ريال (2,3 مليار يورو).
ورغم المظاهرات المتواصلة لهذه الزيادة، فإن رئيس منظمة التخطيط والميزانية الإيرانية مضى قائلا: "سيتم التعامل مع أولى المدفوعات في غضون الأسبوع أو الأيام العشرة المقبلة".
وذكرت وسائل إعلام محلية أن شخصا قتل خلال مظاهرة بمدينة سيرجان شرقي إيران، احتجاجات على ارتفاع أسعار الوقود.
وتسعى الحكومة الإيرانية إلى تعويض النقص الهائل في الإيرادات بعد حزمة العقوبات الثانية بخلاف تراجع المؤشرات الاقتصادية على حساب الإيرانيين.
وتبلغ نسبة التضخم في إيران أكثر من 40% حاليا، بينما يتوقع صندوق النقد الدولي أن ينكمش الاقتصاد بنسبة 9% هذا العام، وأن تكون نسبة النمو معدومة (0%) في 2020 ،وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية.
وازداد التهريب في وقت انخفض فيه الريال مقابل الدولار منذ تخلّت واشنطن بشكل أحادي عن اتفاق 2015 النووي الذي أبرمته الدول الكبرى مع طهران، وأعادت فرض عقوبات مشددة عليها العام الماضي.
وأكد السياسي المحافظ أحمد توكلي، عبر "تويتر"، أن هذه الزيادة "ستنقل فقط عبء عدم كفاءة الحكومة إلى كاهل الشعب".
واعتبر الإصلاحي مصطفى تاج زادة أن زيادة سعر البنزين تزامنا مع تنامي التضخم والبطالة والعقوبات هو خيار سيئ.
وأفادت الشركة الوطنية الإيرانية لتكرير وتوزيع النفط بأنه سيكون على كل شخص يملك بطاقة وقود دفع 15 ألف ريال (13 سنتا) للتر لأول 60 لتراً من البنزين يتم شراؤها كل شهر. وسيُحسب كل لتر إضافي بـ30 ألف ريال.
وكان سعر لتر البنزين المدعوم من الدولة، يبلغ 10 آلاف ريال (أقل من تسعة سنتات).
واستُحدثت بطاقات الوقود للمرّة الأولى في 2007 في مسعى لإصلاح منظومة الدعم الحكومي للوقود ووضع حد للتهريب الذي ينتشر على نطاق واسع.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد حاول في كانون الأول/ديسمبر 2018 زيادة أسعار في وقت كانت تهز البلاد مظاهرات غير مسبوقة نجمت عن فرض إجراءات تقشفية.
وكانت الاحتجاجات الشعبية اندلعت في عدة مدن إيرانية، مساء الجمعة، أبرزها العاصمة طهران، ومشهد، وشيراز، بسبب رفع أسعار البنزين ثلاثة أضعاف.
وسعت قوات الأمن الإيرانية، حسب شهود عيان، لإخماد المظاهرات المشتعلة باستخدام الرصاص الحي والقوة المفرطة لكنها فشلت، واندفع الشباب الإيراني إلى الشوارع، حيث ردد المتظاهرون هتافات منددة بالقرار ومناهضة للنظام.