زيادة أسعار الوقود 300% تشعل غضب فقراء إيران
الاحتجاجات شملت أيضا مدينة مشهد في شمال شرق البلاد وفي إقليم كرمان بجنوب شرق البلاد وفي إقليم خوزستان الغني بالنفط
أشعلت الزيادة الهائلة التي أقرتها الحكومة الإيرانية على أسعار الوقود شرارة غضب الإيرانيين خصوصا الفقراء منهم الذين خرجوا في مظاهرات احتجاج رافضة.
وقالت وكالة الأنباء الفرنسية: "جرت مظاهرات في كثير من المدن الإيرانية مساء الجمعة، غداة إعلان الحكومة المفاجئ عن زيادة كبيرة في أسعار الوقود".
والمظاهرات كانت كبيرة في مدينة سيرجان (وسط) حيث "هاجم أشخاص مستودعا للوقود في المدينة وحاولوا إحراقه"، لكن الشرطة تدخلت لمنعهم، موضحة أن المظاهرات توقفت بحلول منتصف ليل الجمعة السبت.
وفي تقرير سابق، قالت شبكة الأنباء الأمريكية "بلومبرج"، إن إيران فشلت في تحقيق النمو الاقتصادي؛ ما أدى إلى اتساع معدلات الفقر الناجمة عن الظروف الاقتصادية السيئة.
ورغم احتياطيها من الطاقة، تجد إيران صعوبة منذ سنوات في تلبية الطلب المحلي على الوقود بسبب نقص السعة التكريرية والعقوبات الدولية.
وفور إعلان زيادة أسعار الوقود، تجمعت حشود من الإيرانيين المعترضين ووقعت هجمات على محطات وقود في عدة مناطق إيرانية، حسبما أفاد ناشطون إيرانيون.
ووفقاً لوكالة فارس شبه الرسمية للأنباء، فقد شملت الاحتجاجات على ارتفاع الأسعار مناطق مثل مدينة مشهد في شمال شرق البلاد، وفي إقليم كرمان بجنوب شرق البلاد وفي إقليم خوزستان الغني بالنفط.
وفي 2007، أحرق إيرانيون غاضبون محطات للوقود وانتقدوا حكومة الرئيس آنذاك محمود أحمدي نجاد لفرض تقنين توزيع الوقود.
أسعار البنزين
وقالت وكالة إيرنا الإيرانية، أعلنت الشركة الوطنية لتوزيع المشتقات النفطية الإيرانية رفع أسعار البنزين بنسبة 50% حتى حصة 60 لترا في الشهر، وبنسبة 300% خارج الحصة الشهرية.
وجاء الإعلان بشأن رفع أسعار البنزين وفقا للقرار الصادر عن المجلس الأعلى للتنسيق الاقتصادي للسلطات الثلاث.
وحسب القرار، زاد سعر البنزين ضمن الحصة العادية البالغة 60 لترا في الشهر إلى 1500 تومان للتر الواحد (الدولار يعادل 4200 تومان حسب السعر الرسمي ونحو 11500 تومان حسب السوق الحرة)، ويبلغ سعر اللتر الواحد خارج الحصة 3000 تومان.
وتبلغ الحصة الشهرية للسيارات العادية الخصوصية (صالون) 60 لترا وللسيارات العادية الخصوصية ذات الوقود المزدوج (بنزين وغاز) 30 لترا وسيارات الأجرة 400 لتر وسيارات الأجرة ذات الوقود المزدوج 200 لتر.
في حين تبلغ حصة الشاحنات الصغيرة ذات الاستهلاك المنخفض 200 لتر والشاحنات الصغيرة ذات الاستهلاك العالي 300 لتر.
احتجاجات واسعة
وهذه الموجة من المظاهرات تأتي استمرارا لسلسلة احتجاجات واسعة لأهالي المدن الإيرانية، جرت في وقت سابق من العام الحالي، وسط تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد التي تواجه ضغطا شديدا متواصلا من قبل الولايات المتحدة، بما في ذلك العقوبات ضد قطاع النفط الإيراني.
وفي دلالة على عمق الأزمة الاقتصادية التي تعانيها إيران منذ العام الماضي، أقر الناطق باسم حكومة طهران علي ربيعي بأن أكثر من 60 مليون إيراني بحاجة إلى مساعدات معيشية (سكان إيران 81 مليون نسمة).
وبين الشعارات التي رددها المتظاهرون: "البنزين بات أعلى سعرا والفقير بات أكثر فقرا"، و"أيها المواطن الغيور نريد دعمك"، و"لا تخافوا فنحن جميعا معا"، و"سنأخذ حقنا ولن نقبل المذلة".
ووفق وسائل إعلام روسية، جرت احتجاجات أوسع في مدينة مشهد، حيث هتف المتظاهرون: "روحاني اخجل من نفسك واترك البلاد بحالها... أيها الديكتاتور اخجل من نفسك واترك البلاد بحالها".
البنك الدولي
وفي 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قال البنك الدولي إنه من المتوقع أن ينكمش اقتصاد إيران بنسبة 8.7% في العام المالي 2019-2020 مع تضرره من العقوبات الأمريكية التي تكبح صناعتها للنفط والغاز.
وتوقع البنك أن العجز في ميزانية إيران، الذي بلغ 5.4% في 2018 - 2019، سيتسع في الأعوام المقبلة، ليصل إلى 6% في 2021-2022 مع زيادة الحكومة الإنفاق على إجراءات للحماية الاجتماعية، بينما تحصل على إيرادات نفطية أقل.