تقرير حديث صادر من لجنة خبراء الأمم المتحدة، يكشف ضلوع النظام الإيراني في تمويل وتسليح حركة الشباب الإرهابية بالصومال عبر شحنات الفحم
تواصلت أنشطة إيران الإجرامية وتعاملاتها المشبوهة مع حركة الشباب الإرهابية، بالمخالفة للعقوبات المفروضة على الحركة الإرهابية، لقطع أذرع دعمها وإيقاف طرق تمويلها.
وكشف تقرير حديث صادر من لجنة خبراء الأمم المتحدة، عن ضلوع النظام الإيراني وقيامه بتمويل وتسليح حركة الشباب وتقديم الدعم المادي والاستخباراتي لها.
- إيران وحركة الشباب الإرهابية.. السلاح مقابل اليورانيوم
- الوحدة 190 بفيلق القدس.. ذراع إيران لنقل السلاح والإرهابيين لليمن عبر العراق
وأوضح التقرير ازدياد التعاون الإيراني الخفي مع الحركة الإرهابية بصورة مكثفة عبر طرق متعددة بشكل مباشر أو عبر وسطاء، حيث تمد طهران الإرهابيين بالسلاح مقابل تهريب حركة الشباب الإرهابية لشحنات اليورانيوم إلى طهران لمواصلة برنامجها النووي.
وكشف التقرير الدولي أن التعاون الخفي والمشبوه طوال الأشهر الأخيرة بين حركة الشباب الإرهابية وإيران، يتم عبر بوابة تجارة الفحم الصومالي.
وأكد التقرير أن النظام الإيراني يواصل خرق العقوبات المفروضة على حركة الشباب والتعاون معها بتسهيل استخدامها للموانئ والأراضي الإيرانية كنقطة عبور لصادرات الفحم غير المشروعة من المناطق التي تسيطر عليها الحركة إلى وجهتها النهائية في موانئ إيران، حيث يعاد تصديرها كمنتجات إيرانية.
ويؤكد تقرير الخبراء تورط طهران بشكل مباشر في تجارة الفحم الصومالي إلى الخارج، حيث تعمل شبكات إجرامية بين الصومال وإيران، على إرسال شحنات الفحم لموانئ إيرانية، ويتم تفريغ شحنات الفحم وإعادة تعبئتها، ووضع عبارة "صنع في إيران" للإيحاء بأن تلك المنتجات إيرانية الصنع.
كما أوضح التقرير أن حركة الشباب، وإمعانا في التضليل، تلجأ إلى استخدام شهادات منشأ مزورة للشحنات ووضع أسماء دول مختلفة مثل: إلى جزر القمر وساحل العاج وغانا قبل إرسالها إلى إيران، وذلك في محاولة للإفلات من العقوبات وضمان استمرار انسياب شحنات الفحم إلى الموانئ الإيرانية.
ووفقا لما ذكره التقرير، فإن الوجهة النهائية لشحنات الفحم هي ميناءا كيش وكيم في إيران اللذان يعاد فيهما تصدير الفحم الصومالي من جديد.
ويقول التقرير، إن النظام الإيراني بعد قيامه بتزوير شهادات المنشأ والتصنيع، يقوم بشحن جوالات الفحم في زوارق تجارية صغيرة ترفع العلم الإيراني وتصدر إلى دول العالم.
ويشير التقرير إلى أن التقديرات الأولية تؤكد بأن هذه العمليات المشبوهة بين إيران وحركة الشباب تجعل الحركة تجني أرباحا كبيرة تقدر بـ150 مليون دولار تقريبا، وهذه الأرباح هي التي تسهم بشكل كبير في تمويل الأنشطة الإرهابية للحركة، مقارنة بالضرائب التي تفرضها الحركة والتي لا تتعدى 7.5 مليون دولار.
وحسب تقديرات الأمم المتحدة فقد أنتجت حركة الشباب 3.6 مليون كيس من الفحم في عام 2017 وحدها لغرض التصدير.
وبحسب الخبير في شؤون الحركات الإرهابية الصومالية، محمود شيخ سالم، فإن إيران تستغل الحركات الإرهابية في الصومال مثل حركة الشباب؛ لإمدادها باليورانيوم مقابل منحها السلاح الإيراني.
وأضاف أن إيران تحاول الاستفادة من انهيار الدولة الصومالية لتحقيق منافع خاصة لمليشيا الحرس الثوري، وإيجاد موطئ قدم في أفريقيا.
ونوه بأن النظام الإيراني - تحت ستار الدعم والمناصرة - يقوم بنهب مستمر لثروات الصومال من أجل تحقيق أرباح ومكاسب مادية وتوصيل السلاح إلى الحركات المتطرفة، عبر الوسطاء الذين ترتبط معهم إيران بعلاقات مباشرة.
وأشار التقرير إلى أن إيران تعتبر الحركات الإرهابية المتطرفة مثل حركة الشباب التي بايعت تنظيم القاعدة الإرهابي، أفضل حليف استراتيجي لنشر الإرهاب وتسويق السلاح الإيراني، مقابل تسهيل حصولها على الدعم اللوجيستي والمادي وتسهيل حصولها على المال.
وكشفت تقارير متعددة عن أن حركة الشباب زودت إيران في عام 2017 بشحنات من اليورانيوم من مناجم تسيطر عليها في جنوب الصومال لاستئناف برنامجها النووي.
ونتيجة للأرباح الطائلة التي تحققها حركة الشباب الإرهابية من بيع الفحم، فرضت الأمم المتحدة في عام 2012 سلسلة من العقوبات على الصومال وحركة الشباب، وذلك للحد من أنشطة الحركة الإرهابية في منطقة القرن الأفريقي وفي داخل الصومال، ومن ضمنها عقوبات على صادرات الفحم الصومالي لقطع التمويل عن الحركة.
ويؤكد الخبير الأمني الصومالي سعيد شيخ أحمد، أن إيران تحاول عبر تصدير الفحم الصومالي مواصلة الإمداد المالي للحركة لاستمرار شراء الأسلحة الإيرانية.
وأضاف أن المناطق التي تسيطر عليها الحركة تمثل أهمية استراتيجية بالنسبة للنظام الإيراني، والتي يتم عبرها تهريب اليورانيوم والأسلحة كما تستخدم كمخابئ للسلاح الإيراني، تمهيدا لبيعه في مناطق متعددة في أفريقيا.
وأكد "شيخ أحمد" أن "إيران تقدم الدعم والمساعدة لحركة الشباب بكل السبل غير المشروعة لتضمن سيطرتها على الصومال، واستخدامه نقطة عبور لمبيعات الأسلحة الإيرانية إلى الجماعات المتشددة في أفريقيا، مستغلة حالة التفكك والتشرذم التي يعيشها الصومال.
ونوه الخبير الأمني الصومالي إلى أن النظام الإيراني يعمل على تهيئة حركة الشباب وتمكينها لتصبح قاعدة لنشر الإرهاب في أفريقيا.
وأضاف أن حركة الشباب الإرهابية لا تنفي وجود علاقة استراتيجية قوية مع النظام الإيراني الذي يعد الضامن لبقائها في الصومال، بفضل إمداداته المستمرة لها بالأسلحة وتدريب كوادر الحركة على عمليات الخطف والنهب والقرصنة لتصبح ذراعا لأنشطتها في قارة أفريقيا.
وأكد "شيخ أحمد" أنه لا يستبعد أن تحاول إيران تشكيل قوس إرهابي يمتد من الصحراء الكبرى حتى شواطئ الصومال، مرورا بمضيق باب المندب وخليج عدن كجزء من المخطط الإرهابي الإيراني الذي ينفذه نظام ولاية الفقيه بالتعاون مع حركة الشباب الإرهابية.
بدوره، أكد المحلل السياسي الصومالي سيد نور سيدو، أن السبيل لمكافحة العمليات التجارية المشبوهة وعمليات القرصنة التي تقوم بها القوارب الإيرانية بين حركة الشباب الإرهابية والنظام الإيراني، لابد أن يتم عبر ضرب نقاط العبور البحرية التي تسيطر عليها حركة الشباب الإرهابية والتي يستخدمها النظام الإيراني في توصيل السلاح وتهريب الفحم الصومالي وخصوصا في مناطق جنوب الصومال.
وأضاف أن المراقبة الدولية للشواطئ الصومالية تبدو ضعيفة مقارنة بمناطق أخرى، لافتا إلى أن التجارة غير المشروعة التي ترعاها إيران في شواطئ الصومال، تساعد في زيادة قوتها القتالية وزيادة طموحها للاستيلاء على مناطق أخرى.
وأكد "سيدو" أن إيران تعد المستفيد الأول حاليا من ثروات الصومال، وتقوم بمساعدة حركة الشباب بنهب ممنهج للثروات الصومالية واستباحة الأراضي الصومالية.
ولفت إلى أن إيران تحاول أن تعزز وجودها أيضا بإغراق البلاد بالسلاح الإيراني، مما يشكل تهديدا لأي فرص لإحلال السلام بالصومال.