هاتف محمول ينهي حياة تلميذ إيراني.. ما السبب؟
والدة الطفل محمد موسوي زادة تؤكد أن مدير مدرسته وعد بتوفير هاتف لمحمد وطالبين آخرين، لكن هذا لم يتحقق
انتحر تلميذ إيراني يبلغ من العمر 11 عاما بنطاق مدينة بوشهر (جنوب غرب البلاد) بسبب عجز أسرته ماليا عن شراء هاتف محمول يتيح له التعلم عن بعد.
وأكدت وكالة ركنا المحلية، الإثنين، نقلا عن والدة التلميذ بالمرحلة الابتدائية محمد موسوي زادة المتحدر من بلدة دير في مدينة بوشهر الساحلية، أن نجلها قد انتحر شنقا داخل المنزل جراء عدم امتلاكه هاتفا محمولا يمكنه من الوصول لمنصة تعليمية تدعى "شاد".
- رغم تفشي كورونا.. 30% من تلاميذ إيران محرمون من التعليم عن بعد
- "حذف البنات".. قصة صورة أثارت الجدل في إيران
وأضافت والدة الطفل موسوي في تسجيل صوتي لها أن لديهم هاتفا واحدا فقط في المنزل لكنه معطل لا يصلح لالتقاط الصور أو إرسال مقاطع صوتية، ما تسبب في حزن شديد لدى نجلها بعدم تمكنه من متابعة الدروس التفاعلية.
وبحسب وكالة ركنا (شبه الرسمية)، أصدرت وزارة التعليم الإيرانية نفيا بشأن سبب انتحار التلميذ محمد موسوي زادة، مدعية أن مدير المدرسة التي يتعلم بها أعطاه هاتفا، لكن والدته (موسوي زادة) كذبت هذا الأمر.
وقالت والدة الطفل محمد موسوي زادة "وعد مدير المدرسة بتوفير هاتف لمحمد وطالبين آخرين، لكن هذا لم يتحقق".
الجدير بالذكر أن أكثر من 40% من التلاميذ الإيرانيين لا يمكنهم الوصول إلى شبكة التعليم عبر الإنترنت التي يطلق عليها اسم شاد (السعادة)، وفق تصريحات لمسؤول تعليمي مؤخرا.
ويرجح أن 3 ملايين و 500 ألف تلميذ إيراني، أي ما يقرب من 20 إلى 30% من جميع التلاميذ لا يملكون الوصول إلى النظام الذكي وهذه الشبكة التعليمية، ومحرومون من مرافق التعلم عن بعد في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد.
وكشفت والدة محمد موسوي زادة أن زوجها مريض ولديها طفل معاق، وأنها تتكسب قوت أسرتها من العمل كخادمة إلى جانب مساعدة الأقارب وأهالي البلدة.
يشار إلى أن مستخدمين إيرانيين أعربوا عن انتقادهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا، جراء صعوبة تمكن التلاميذ الفقراء من استخدام منصة شاد للتعلم عن بعد.
يذكر أن انتحار التلميذ محمد موسوي زادة بسبب عدم امتلاكه هاتفا محمولا يتيح له التعلم عن بعد لم يكن الأول من نوعه في إيران، حيث أنهي نظير له يبلغ من العمر 12 عاما حياته في مدينة عبادان في جنوب البلاد بعدما باعت والدته هاتفه المحمول ودراجته الهوائية لسداد إيجار المسكن.
وذكرت وسائل الإعلام أن كلا الطفلين، في عبادان وكرمانشاه، كانا من الطلاب المتفوقين في الدراسة.
وتسبب الارتفاع السريع بأسعار الإلكترونيات في صعوبة شراء التلاميذ في الأسر الفقيرة للهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية.
وبدأت إيران العام الدراسي الجديد في 5 سبتمبر/أيلول 2020، قبل أن تغلق وزارة التعليم المدارس وتلجأ للدراسة عن بعد بعد بسبب ظهور إصابات بفيروس كورونا في صفوف المعلمين والطلاب.
aXA6IDE4LjExNy4xNTguMTI0IA== جزيرة ام اند امز