محمد رضا شجريان.. "أستاذ الغناء" يفزع النظام الإيراني حيا وميتا
حظر النظام الإيراني طوال عقد كامل بث أغاني وأدعية بصوت شجريان وبعد وفاته تواصلت رسائل التعزية للسفارات الأجنبية على مدار يومين
أثار نبأ وفاة الفنان الإيراني محمد رضا شجريان ردود فعل خارج حدود إيران، نتيجة فقدان من يصفه الشعب الإيراني بـ"أستاذ الغناء".
ووجهت الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وسويسرا، وإقليم كردستان العراق، وأذربيجان ومكتب الأمم المتحدة في طهران برقيات تعزية إلى الشعب الإيراني الذي كان يعتبر شجريان أحد أبرز الفنانين المناهضين للنظام الديني المسيطر على الحكم منذ 41 عاما.
- جنازة فنان إيراني تتحول لمظاهرة ضد خامنئي.. والشرطة تقمع المشيعين
- إيران تقمع فنانا أحوازيا مناهضا للحرب ويدعم انتفاضة العمال
الجدير بالذكر أن محمد رضا شجريان، الذي أطلق عليه أستاذ الغناء الإيراني، تضامن مع الحركة الخضراء التي احتج أنصارها على نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2009، والتي حصل بموجبها الرئيس الأسبق الأصولي محمود أحمدي نجاد على ولاية حكم ثانية.
وحظر النظام الإيراني طوال عقد كامل بث أغاني وأدعية دينية بصوت شجريان عبر أثير الإذاعة و شاشة التلفزيون الرسميين في البلاد بسبب موقفه السياسي المناهض له.
وتوفي محمد رضا شجريان، الخميس الماضي، عن عمر يناهز الـ 80 عاما بعد غيابه عن الوعي داخل مستشفي "جم" بالعاصمة طهران، والذي تجمع أمامه المئات من محبي الفنان الإيراني حيث هاجموا المرشد علي خامنئي ومسؤولي النظام بشعار "الموت للديكتاتور"، قبل أن ترد قوات الأمن عليهم بالهراوات والصواعق الكهربائية لتفريقهم.
وقوبل نبأ وفاة شجريان بموجة حزن ورسائل تعزية من جانب مشاهير إيرانيين بينهم رياضيين وفنانين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انتقد المتابعين منع التلفزيون الرسمي إذاعة أعماله (شجريان) الفنية منذ احتجاجات 2009، لا سيما دعاء "ربنا" قبيل وقت الإفطار في شهر رمضان.
كان أول رد فعل دولي على رحيل الفنان الإيراني من جانب المسؤولين الأمريكيين، حيث كتبت مورجان أورتيجاس، الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية على موقع "تويتر": "ننضم للإيرانيين في الحداد على أستاذ الغناء محمد رضا شجريان الذي ألهم صوته وشجاعته الكثير من الناس".
وأضافت أورتيجاس في تغريدتها: "للأسف، عندما نزل الإيرانيون إلى الشوارع لتقديم احترامهم له، ضربهم وأهانهم بلطجية الحكومة".
وأعربت السفارة الفرنسية في إيران عن تعازيها لوفاة محمد رضا شجريان في رسالة نشرتها عبر حسابها الرسمي على "تويتر": "لقد غنى شجريان أغنيته الأخيرة".
كما نشرت السفارة البريطانية في طهران رسالة على موقع "أنستقرام" قائلة: "السفارة البريطانية تقدم تعازيها في وفاة أحد أبرز شخصيات الموسيقى التقليدية الإيرانية في القرن الماضي، لجميع محبيه".
وكتبت السفارة السويسرية في طهران عبر صفحتها على "أنستقرام": "تعتز سويسرا بذكريات حفلات شجريان الموسيقية التي أقيمت في لوزان وزيورخ".
وأشاد ستيفان شولتز، السفير النمساوي لدى إيران بمحمد رضا شجريان في رسالة صادرة عنه، واصفا إياه بـ "الفنان الشعبي والمحبوب".
وكتب نيشيرفان بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، في تغريدة باللغة الفارسية على "تويتر": "يبقى الصوت فقط".
وبعثت سفارة جمهورية أذربيجان في طهران برسالة تعزية إلى جميع الإيرانيين المحبين للفن في وفاة "ترنيمة إيران الخالدة".
وتواصلت رسائل التعزية للمسؤولين والسفارات الأجنبية على مدار يومين من وفاة محمد رضا شجريان الذي شيعت جنازته، أمس السبت، وسط حضور أمني مكثف وعدد محدود من أفراد أسرته ومحبيه، في مدينة طوس الواقعة في شمال شرقي إيران.
وذكرت وسائل إعلام معارضة أن السلطات الإيرانية أجلت تشييع جثمان الفنان والموسيقار البارز شجريان، الذي توفي الخميس الماضي، خشية تحول جنازته لاحتجاجات شعبية ضد النظام.
ورفض النظام الإيراني إعلان الحداد رسميا على وفاة الفنان الذي عرف بانتقاداته اللاذعة لسياسات طهران، وأصدر أغنية شهيرة بعنوان "لغة النار" اعتراضا على وصف نجاد للمتظاهرين بـ"القمامة" في احتجاجات عام 2009.
aXA6IDE4LjE4OC4xMDEuMjUxIA== جزيرة ام اند امز