بلجيكا: دبلوماسي إيراني متهم بالإرهاب هددنا بـ"انتقام"
الشرطة البلجيكية تنشر وثائق تقول إن أسد الله أسدي، وهو دبلوماسي إيراني يحاكم بالإرهاب في بروكسل، هدد بـ"الانتقام" حال إدانته قضائيا
نشرت الشرطة البلجيكية وثائق تقول إن أسد الله أسدي، دبلوماسي إيراني يحاكم في بروكسل لاتهامه بتدبير تفجير تجمع لمنظمة مجاهدي خلق المعارضة في باريس عام 2018، هدد بـ"الانتقام" حال إدانته قضائيا.
وأظهرت الوثائق أن أسدي أثناء استجوابه من قبل الشرطة البلجيكية قال إن "بروكسل لا تفهم ما الذي سيحدث إذا صدر حكم ضده غير مرغوب فيه"، وفق إذاعة فردا التي تبث بالفارسية من العاصمة التشيكية براغ.
- عام 2018.. إرهاب إيران يستشري في أوروبا تحت غطاء "الدبلوماسية"
- دبلوماسي إيراني يعترف: أوروبا لديها أدلة تدين إرهاب وتجسس طهران
ووصفت الإذاعة الناطقة بالفارسية تهديدات الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي، المتهم بالتخطيط لعمل إرهابي، بأنها تحذير لبلجيكا من ارتكاب أعمال انتقامية بواسطة مجموعات مسلحة مجهولة.
وذكر أسدي، بحسب الوثائق، أن جماعات مسلحة في الشرق الأوسط تتابع عملية اعتقاله ومحاكمته، وتراقب إجراءات بلجيكا في الوقت الراهن.
ورد متحدث باسم مكتب المدعي العام البلجيكي بالقول إن "مثل هذه التهديدات قد تحدث، لكن بلاده تتخذ الإجراءات الأمنية اللازمة".
وأفادت وكالة "رويترز" أنها اطلعت على نسخة من جلسة استجواب أسد الله أسدي من قبل الشرطة البلجيكية، في 12 مارس/آذار 2020.
واعتقل 6 أشخاص في بلجيكا وفرنسا وألمانيا على خلفية "التخطيط الإيراني" لاغتيال معارضين في أوروبا في يوليو/تموز 2018، وتم إطلاق سراح اثنين منهم.
في غضون ذلك، اعتقل أسد الله أسدي السكرتير الثالث للسفارة الإيرانية في النمسا، وهو في طريق عودته إلى فيينا بعد رحلة إلى جنوب ألمانيا وتم تسليمه إلى بلجيكا لأنه مذكرة توقيفه صادرة من قبل بروكسل.
ولا يزال أسدي (49 عاما) رهن الاعتقال بتهمة محاولة تسليم متفجرات إلى زوجين ألمانيين بهدف تفجيرهما قبل عامين خلال تجمع حاشد لأعضاء منظمة مجاهدي خلق في ضواحي العاصمة الفرنسية باريس، وقد تم إلغاء حصانته الدبلوماسية.
ووفقا للسلطات الألمانية والبلجيكية، التقى أسد الله أسدي بالزوجين الإيرانيين أمير سعدوني، و نسمه نعامي في لوكسمبورج أثناء زيارته لألمانيا.
وحضر الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي جلسة محاكمة واحدة على الأقل في أغسطس/ آب الماضي، في مدينة أنتويرب ببلجيكا، وهو يعد من أوائل الدبلوماسيين الإيرانيين الذين يحاكمون في الاتحاد الأوروبي بتهم الإرهاب.
ومن المقرر أن تبدأ الجلسة التالية من محاكمة أسدي بمحكمة شؤون الإرهاب في بلجيكا في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
ومن المرجح أن تسفر التهديدات التي أطلقها المتهم الإيراني بتدبير محاولة تفجير مؤتمر معارض بباريس في 2018، عن إضافة اتهامات أخرى إلى قضيته الحالية.
قال المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي تشكل منظمة مجاهدي خلق جزء كبير منه، في بيان يوم السبت 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، إن "زعيمته مريم رجوي شهدت لمدة 7 ساعات مع تقديمها وثائق تفيد بأن هذه العملية الإرهابية دبر لها في مجلس الأمن الأعلى للنظام الإيراني برئاسة حسن روحاني، وأعطى الضوء الأخضر لها المرشد علي خامنئي".
ودعا البيان الاتحاد الأوروبي إلى الإدانة بشدة التهديدات الإرهابية التي يمارسها النظام الإيراني خارج الحدود.
وكشفت الوثائق أن أسدي أبلغ الشرطة البلجيكية أن الجماعات المسلحة في العراق ولبنان واليمن وسوريا وإيران مهتمة بنتيجة القضية، وتنتظر على الهامش لمعرفة ما إذا كان البلجيكيون يدعمونها.
عندما سئل الدبلوماسي الإيراني عما إذا كانت هناك منظمة ما تقف وراء تنفيذ هذه التهديات التي أطلقها خلال استجوابه، رفض التعليق.
أحبطت عملية استخباراتية منسقة مشتركة من قبل قوات الأمن الفرنسية والألمانية والبلجيكية الهجوم المخطط له قبل أيام فقط من اجتماع لمنظمة مجاهدي خلق حضره رودي جولياني محامي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كأحد المتحدثين الرئيسيين في صيف عام 2018.
تم القبض حينها على اثنين من المشتبه بهما وبحوزتهما 500 جرام من مادة (تي آيه تي بي)، وهي مادة متفجرة وكذلك آلية لتفجيرها.
واتهمت فرنسا وزارة الاستخبارات الإيرانية بالوقوف وراء المؤامرة وطردت دبلوماسيا من أراضيها، بينما جمد الاتحاد الأوروبي أصولا تابعة للاستخبارات الإيرانية واثنين من موظفيها.
وأشار خبراء أمنيون بلجيكيون إلى أن موجة الانفجار كان يمكن لها أن تمتد حتى نحو 100 متر وتودي بحياة الكثير من الأشخاص في مقر انعقاد المؤتمر بباريس، نظرا لكثافة الحضور.
وعمل أسدي تحديدا في الوحدة (312)، وهي إحدى دوائر وزارة الاستخبارات الإيرانية، وقد تم إدراجها على قائمة الجماعات الإرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي.